تقرير- من ذاكرة النكبة- مسجد سيدنا علي اثر إسلامي خالد!
مسجد سيدنا علي اثر إسلامي خالد، يقف في مكانه كالطود الشامخ، وصامداً بين مظاهر لا تنتمي له، وأبرزها وجوده في “مدينة إسرائيلية” لا يعيش فيها فلسطينيون، متحديا عوامل الطبيعة وأمواج البحر الهادر، شاهد على تاريخ المنطقة لقرون عديدة، ويحول دون طمس معالمنا الإسلامية والعربية.
تقع قرية الحرم على ساحل البحر الأبيض المتوسط، على بعد 19 كم شمال مدينة يافا، و 15 كم غرب مدينة قلقيلية، و13 كم جنوب غرب بلدة الطيرة – منطقة المثلث. وكانت القرية تابعة لقضاء يافا. والى الشمال من قرية الحرم تقع خرائب ارسوف، وهي مدينة كنعانية قديمة، شيدها العرب الكنعانيون على ساحل البحر المتوسط، وعرفت في العهد اليوناني باسم آبولونيا نسبة إلى آبولو ـ آخر آلهة اليونان. وكان لموقع ارسوف وميناؤها على شاطئ البحر، ان جعلها محط أنظار الغزاة الصليبيين، باعتبارها موقع استراتيجي مهم للسيطرة على الساحل الفلسطيني. ومن هنا كانت مدينة “أرسوف” دائرة للمعارك بين المسلمين الصليبيين، الذين احتلوها في زمن الفاطميين سنة 1099م، واستردها صلاح الدين بعد معركة حطين في سنة 1187م ، لكنها عادت للسقوط بأيدي الصليبيين، بعد معركة جرت بين ريتشارد الأول وصلاح الدين الأيوبي في سنة 1191م، ثم توالت السنين ليُسيطر السلطان الظاهر بيبرس على المدينة سنة 1256م، بعد حصار دام اربعين يوما، وقام بحرقها وتخريب حصونها وهدم أسوارها، خشية ان يعاود الصليبيين احتلالها من البحر والتحصّن بها من جديد.
وتُركت المدينة مُدمرة بما فيها القلعة حتى القرن السادس عشر ميلادي، حين عاد أهل المدينة الذين شرّدوا منها، واستقروا الى الجنوب منها حول مقام الولي الصالح علي بن عليل، الذي قدم الى فلسطين، وأقام في ارسوف، وتوفي ودفن فيها عام 474 هجري، أي سنة 1081 ميلادي. فنشأت بالقرب من ارسوف قرية (الحرم).. وسميت قرية الحرم بهذا الاسم لكونها نشأت في المكان الذي دفن فيه ولي الله (علي بن عليل المعروف بابن عليم). وتكريما لصاحب المقام، بني في زمن القائد صلاح الدين الأيوبي مسجد ليضُم المقام، وأصبحت القرية تعرف أيضا باسم سيدنا علي، نسبة إلى مسجد سيدنا علي بن عليل، الموجود فيها.
وقد ذُكرت أسماء 22 عائلة و4 من العُزاب في سجلات الضرائب العثمانية سنة 1596 ميلادية، وهو موعد أعادة بناء قرية الحرم. وكانت فلسطين قد دخلت تحت الحكم التركي عام 1516م، وجلوا عنها عام 1918م، ليحل محلهم المستعمر الانجليزي، لتنفيذ وعد بلفور في 1917/11/2م، الذي ينص على دعم بريطانيا لإقامة وطن قوميّ لليهود في فلسطين.
وصاحب المقام هو أعظم الأولياء المشهورين بأرض فلسطين، يعود نسبه إلى الخليفة الراشد الناطق بالصواب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فهو جده السابع، والده عليل بن محمد بن يوسف بن يعقوب بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. يقول عنه مجير الدين الحنبلي في كتابة الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل : “من الأولياء المشهورين بأرض فلسطين السيد الجليل الكبير وسلطان الأولياء وقدوة العارفين وسيد أهل الطريقة المحققين، صاحب المقامات والمواهب والكرامات، والخوارق الباهرات، المجاهد في سبيل الله.. الملازم لطاعة الله .. صاحب الكرامات المشهورة والمناقب الظاهرة، وشهرته تغني عن الإطناب في ذكره والاستقصاء في ترجمته، فإن صيته كضوء النهار لا يخفى على أحد”. وقد أعقب سيدنا علي بن عليل اربعة أولاد: فياض ومصطفى ومحمد وحسن, ومن ذريته عائلة العمري في اربد وجنين وفي الرملة، يقال لهم آل التاجي الفاروقي وآل الخيري وعائلة أبو عرقوب في غزة ودورا الخليل.
يقيم المسلمون في مسجد سيدنا علي، الذي يضم مقام هذا الولي الصالح، شعائر صلاة الجمعة كل أسبوع، يؤمونه من كل حدب وصوب، وتمتلئ الأروقة بالمصلين لتأدية الصلاة فيه، والاستماع للدروس والخطب الدينية.
كما ويقصده المسلمين في مختلف المواسم الدينية، وتقام فيه مجالس تنشد فيها قصائد مدح النبي، ويقدمون النذور والصدقات للفقراء والمساكين.
وتضم الساحة الداخلية لمسجد “سيدنا علي” ستة أروقة من الجهة الجنوبية، على جدارها الشمالي تقع الغرفة التي دفن بها ولي الله “علي بن عليل” أما جهاتها الثلاث الباقية الشرقية، الغربية والشمالية فقد أقيمت ثلاثة أروقة في كل جهة، وفي الوسط توجد ساحة واسعة ومكشوفة تتسع لمئات المصلين.
ومسجد سيدنا علي اثر إسلامي خالد، يقف في مكانه كالطود الشامخ، وصامداً بين مظاهر لا تنتمي له، وأبرزها وجوده في “مدينة إسرائيلية” لا يعيش فيها فلسطينيون، متحديا عوامل الطبيعة وأمواج البحر الهادر، شاهد على تاريخ المنطقة لقرون عديدة، ويحول دون طمس معالمنا الإسلامية والعربية.
وقد رمم المسجد في فترة العهد العثماني، وتمت عمليات الترميم قبل الأخيرة من قبل المجلس الإسلامي الأعلى برئاسة الحاج أمين الحسيني، مفتي الديار المقدسة سنة (1926م)، ومن ثم هُجِّر أهل قرية الحرم عام 1948م، وترك مهملاً، حتى بادرت الى ترميمه جمعية سيدنا علي بدءاً من العام 1988-1996م، بالاعتماد على تبرعات أهل الخير، وبعض مُهجري القرية في الشتات، جعلت منه بناء أكثر جمالا وأبهى رونقا مما كان عليه في السابق. وما زالت أعمال الترميم مستمرة داخل وخارج المسجد حتى اليوم. وهو مفتوح للصلاة طيلة أيام الأسبوع، وتمرّ به حافلات الرحلات الجماعية للاستراحة والصلاة فيه.
التقرير من:
اعداد الاعلامي رياض حاج يحيى
تصوير واخراج سليم جوهر
برعاية معرض الكشاش للادوات الكهربائية
صدقت وبوركت اخي محمد
الذي بنى هذا المسجد هم الجهال من هذا الأمة !!
لا يجوز الصلاة في مسجد بني على قبر وهذا باتفاق الإئمة الأربعة, وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك :
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)). قالت: فلولا ذاك أبرز قبره غير أنه خُشي أن يتخذ مسجداً (متفق عليه)
2- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) ( (متفق عليه) .
3- عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة جعل يلقي على وجهه طرف خميصة له، فإذا اغتم كشفها عن وجهه وهو يقول: ((لعنة الله على اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) تقول عائشة: ((يُحذِّر مثل الذي صنعوا)) ( (متفق عليه)) .
4- عن الحارث النجراني قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمسٍ وهو يقول: ((ألا وإنَّ من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك)) (أحمد)
الشافعية : قال الفقيه ابن حجر الهيتمي: الكبيرة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتسعون: اتخاذ القبور مساجد، وإيقاد السرج عليها واتخاذها أوثاناً، والطواف بها، واستلامها، والصلاة إليها
المالكية : وقال القرطبي – بعد أن ذكر الحديث الخامس (27) -: قال علماؤنا: وهذا يحرم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء مساجد
الحنابلة: قال ابن القيم: وعلى هذا فيهدم المسجد إذا بُني على قبر كما يُنبش الميت إذا دُفن في المسجد نصّ على ذلك الإمام أحمد وغيره؛ فلا يجتمع في دين الإسلام مسجد وقبر بل أيهما طرأ على الآخر منع منه وكان الحكم للسابق فلو وضعا معاً لم يجز ولا يصحّ هذا الوقف، ولا يجوز ولا تصحّ الصلاة في هذا المسجد لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ولعنه من اتخذ القبر مسجداً أو أوقد عليه سراجاً (30) فهذا دين الإسلام الذي بعث الله به رسوله ونبيه، وغربته بين الناس كما ترى (زاد المعاد)
وروى مسلم في الصحيح : عن ثمامة بن شُفِي قال: كنا مع فَضالة بن عبيد بأرض الروم برودس فتوفي صاحب لنا، فأمر فَضالة بن عبيد بقبره فسوي ثم قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسويتها)) (53) . وله عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ألا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سوَّيته)) .