اقترن النضال من اجل تحرير فلسطين بالتضحية والفداء دوما ولكن العمليات الاستشهادية الفدائية التي اشتركت فيها المراْة الفلسطينية شكلت ظاهرة جديدة ليس في النضال العربي فحسب بل في النضال العالمي ايضا والتي برزت بشكل واضح في الثورة الفلسطينية وبعد ان وصلت القضية الفلسطينية الى مفترق طريقين نكون او لا نكون فجاءت الاجابة السريعة على هذا السؤال من الفدائية الاولى دلال المغربي
في صباح يوم 11 آذار 1978 نزلت دلال المغربي مع فرقتها الاستشهادية من سفينة تجارية كانت تمر أمام الساحل الفلسطيني، واستقلت مع مجموعتها قاربين مطاطيين ليوصلهم إلى الشاطئ في منطقة غير مأهولة، ونجحت عملية لإنزال والوصول إلى الشاطئ ولم يكتشفها الإسرائيليون، وخصوصا أن الاحتلال لم يكن يتوقع أن تصل الجرأة بالفدائيين للقيام بإنزال على الشاطئ على هذا النحو.
وكانت خطة العملية أن تتوجه القوارب بشكل مباشر نحو تل أبيب لإقتحام مقر كنيست الاحتلال.
نجحت دلال وفرقتها في الوصول إلى الطريق العام المتجه نحو تل أبيب وقامت بالاستيلاء على باص إسرائيلي بجميع ركابه من الجنود وكانت هذه الحافلة متجهة إلى تل أبيب، حيث أخذتهم كرهائن واتجهت بالباص نحو هذه المدينة وكانت تطلق النيران خلال الرحلة مع فرقتها على جميع السيارات الإسرائيلية التي تمر بالقرب من الباص الذي سيطرت عليه، ما أوقع مئات الإصابات في صفوف جنود الاحتلال بخاصة وأن الطريق الذي سارت فيه دلال كانت تستخدمه السيارات العسكرية لنقل الجنود ما بين الضواحي وتل أبيب.
وكانت تخاطب دلال المحتجزين داخل الباض بقولها، ” نحن لا نريد قتلكم نحن نحتجزكم فقط كرهائن لنخلص إخواننا المعتقلين في سجون دولتكم المزعومة من براثن الأسر، وأردفت بصوت خطابي نحن شعب يطالب بحقه بوطنه الذي سرقتموه ما الذي جاء بكم إلى أرضنا ؟”.
وحين رأت دلال ملامح الاستغراب في وجوه الرهائن سألتهم، “هل تفهمون لغتي أم أنكم غرباء عن اللغة والوطن !!! هنا ظهر صوت يرتجف من بين الرهائن لفتاة قالت إنها يهودية من اليمن تعرف العربية، فطلبت دلال من الفتاة أن تترجم ما تقوله للرهائن ثم أردفت دلال تستكمل خطابها، لتعلموا جميعا أن أرض فلسطين عربية وستظل كذلك مهما علت أصواتكم وبنيانكم على أرضها.
بعد ساعتين من النزول على الشاطئ، وبسبب كثرة الإصابات في صفوف جيش الاحتلال، وبعد أن أصبحت الفرقة التي تقودها المغربي على مشارف تل أبيب كلفت حكومة الاحتلال فرقة خاصة من الجيش يقودها إيهود باراك بإيقاف الحافلة وقتل أو اعتقال ركابها من الفدائيين. قامت وحدات كبيرة من الدبابات وطائرات الهيلوكوبتر برئاسة باراك بملاحقة الباص إلى أن تم توقيفه وتعطيله قرب منطقة هرتسليا.
هناك اندلعت حرب حقيقية بين الفدائيين وقوات الاحتلال، حيث فجرت دلال الباص بركابه الجنود فقتلوا جميعهم وقد سقط في العملية عشرات الجنود من الاحتلال، ولما فرغت الذخيرة من دلال وفرقتها أمر باراك بحصد الجميع بالرشاشات فاستشهدوا كلهم على الفور.
أسماء الفدائيين المشاركين بالعملية “دلال سعيد المغربي مواليد بيروت،(20) عامًا، المفوض السياسي للمجموعة، أصيبت برصاصة فوق عينها اليسرى واستشهدت،، ولا زالت قوات الاحلال تتحفظ على جثمانها في مقابر الأرقام حتى الآن.
كما كان من ضمنهم “محمود علي أبو منيف “أبو هزاع” مواليد نابلس، 1960، قائد المجموعة، أصيب في جبهته واستشهد، والأسير حسين فياض “أبو جريحة” مواليد غزة – خان يونس 1960، أوكلت له قيادة المجموعة بعد إصابة أبوهزاع بدوار، وبقي القائد حتى بعد تحسن حالة أبو هزاع، تم اعتقاله بعد العملية وحكم عليه بالمؤبد.
وكان أبـو الرمــز (18) عامًا، أشجع أفراد المجموعة، تظاهر بالاستسلام لقوات الاحتلال وعندما اقتربوا منه التقط الكلاشينكوف المعلق بكتفه وقتل مجموعة من قوات الاحتلال، أصيب بعدها واستشهد. الأسير خالد محمد أبراهيم “أبو صلاح” مواليد الكويت (18) عاما، أصيب في يده، تم اعتقاله بعد العملية وحكم عليه بالمؤبد. حسين مراد “أسامة” مواليد المنصورة 1961 ،15 عام، لبناني الأصل، اصغر أفراد المجموعة سناً، أصيب بطلقة في رأسه واستشهد.
وتضمنت “محمد حسين الشمري “أبو حسن” مواليد شمر – اليمن 1958 ،(18) عام، يمني الأصل، خالد عبد الفتاح يوسف “عبد السلام” مواليد طولكرم 1957، (18) عام، غرق قبل أن تصل المجموعة إلى هدفها وذلك بعد أن انقلب الزورق الذي كان يستقله هو ورفاقه فنجا بعضهم وغرق هو وفدائي آخـر واستشهدا.
وشملت، “عبد الرؤوف عبد السلام علي ” أبو أحمد” مواليد صنعاء – اليمن 1956، يمني الأصل، غرق بعد أن انقلب الزورق، ومحمد محمود عبد الرحيم مسامح ” فاخر النحال” مواليد طولكرم 1959، فلسطيني من مواليد الكويت، قناص من الدرجة الأولى أصيب في عينه برصاصة قاتلة أدت إلى استشهاده، إضافة إلى عامر أحمد عامرية “طارق بن زياد” مواليد المنية – طرابلس 1953، لبناني الأصل، استشهد بعد إصابته برصاصة قاتله، محمد راجي الشرعان “وائل” مواليد صيدا 1957، 17 عام، أصيب برصاصة في بطنه أدت إلى استشهاده.
يحيى محمد سكاف “أبو جلال”لبناني، مواليد مواليد المنية – طرابلس 1959 اصيب في العملية ، شهادات الصليب الأحمر تقول اإه كان محتجزاً في سجون الاستخبارات العسكرية، ولم يعترف الاحتلال بوجوده في سجونها، محمد حسين الشمري “أبو حسن” مواليد شمر – اليمن 1958