في ظل إستشراس الحكومة الاسرائيلية بوضع المخططات التي تسلب ما تبقى للفلسطينين من ارض، بهدف تهجير أصحاب الأرض، ومواصلتها بسن القوانين العنصرية المجحفة، التي تهدد الانسان بمأمنه ومسكنه، وبحقه بالعيش بكرامة، وتنتهك حريته الدينية، لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية لا تتنازل عن الاضراب في يوم الارض!
أعلنت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، في الداخل الفلسطيني، أخيرًا، على غرار عادتها في كل عام، عن نشاطات يوم الارض الخالد الـ 41، الذي يصادف يوم غد الخميس، التي تتمثل بثلاث مسيرات، المركزية منها في قرية دير حنا، تنطلق بعد أن تكون قد وصلت اليها، مسيرتا سخنين وعرابة، لتتشابك نحو مهرجان خطابي مركزي. ولم تعلن الاضراب العام، ولا في المدارس، في خطوة وصفها الكثير من ابناء الشعب الفلسطيني في الداخل بأنها تفقد يوم الارض قيمته، ولا تفي الحق اللائق لأحياء وتخليد يوم الارض والشهداء!.
وذلك في وقت تسارع الحكومة الاسرائيلية بوضع المخططات التي تعتمد على سلب ما تبقى للفلسطينين من ارض فلسطين، والتي تهدف الى تهجير أصحاب الأرض من أراضيهم وإقتلاعهم، وهدم منازلهم بذريعة البناء غير المرخص، إضافة الى مواصلتها بسنها القوانين العنصرية المجحفة بحق اي انسان على وجه البسيطة، التي تهدد الانسان بمأمنه ومسكنه، حقه بالعيش بكرامة، وتنتهك حريته الدينية، ما يتنافي مع المواثيق الدولية، كـ “مخطط كمينست” و “قانون المؤذن”، المضافان الى قائمة طويلة من القوانين العنصرية، التي تطول تناسبًا طرديًا مع تاريخ الحكومة الاسرائيلية.
ومن الجدير ذكره ان لجنة المتابعة العليا اقرت نشاطات يوم الارض بالمسيرة المركزية، التي تنطلق في الساعة الثالثة والنصف في قرية دير حنا، بعد أن تكون قد وصلت اليها، مسيرة سخنين وعرابة، لتتشابك المسيرات، نحو المهرجان الخطابي المركزي الذي سيعقد في الساعة الرابعة والنصف عصرا.
وحسب ما ورد من اللجنة الشعبية في سخنين، فإن المسيرة المركزية ستنطلق من المدينة في الساعة الثانية ظهرا، لتتلاقى مع مسيرة مدينة عرابة، وتتوحد المسيرتان، نحو دير حنا وانطلاق المسيرة المركزية. وسيسبق هذا، زيارة أضرحة شهداء يوم الارض الستة، في الطيبة وكفر كنا وسخنين وعرابة.
كما وأقرت المتابعة في قرية أم الحيران، فسيكون ابتداء من الساعة العاشرة صباحا وحتى الواحدة ظهرا، غرس أشجار وترميم بعض بيوت القرية المهددة. وفي اليوم التالي، ستقام صلاة الجمعة في القرية، ليلقي الخطبة الشيخ رائد صلاح، ثم يقام مهرجان مركزي تلقى فيه كلمتان من رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة، ومندوب عن اللجنة المحلية في أم الحيران.
مواطنون يستهجنون قرارات المتابعة!
وعلى خلفية ما ذكر اعلاه علت اصوات شبابية وحركات سياسية، تستهجن قرار لجنة المتابعة بعدم تبنيها اضراب عام في يوم الارض، وتطالب بإعلان الاضراب مثل كل عام، لا ان يقتصر اليوم فقط على فعاليات ونشاطات!.
هذا ووجهت انتقادات لاذعة الى لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بسبب عدم إعلانها عن الاضراب الشامل اليوم، اذ قال السيد بسام شيخ يوسف:” كل انسان يستطيع ان يحدد ما يريد، وأنا على سبيل المثال قررت غدا بأني وعائلتي مضربين ومتجري مغلقا، وذلك أضعف الإيمان، وبما ان الجماهير محتجة، فلا يمكن لاي شخص ان يفرض على الجماهير ما يتوجب عليها فعله”.
وتابع شيخ يوسف:” وإن رغبت الجماهير بأن تضرب فستعلن الاضراب بنفسها، وتحققه بيدها، غدا فهي ليست بحاجة لقرار من القيادة للإضراب”.
ومن جانبه قال، السيد عبد الرحيم عودة (ابو الثائر) :” في الحقيقة يوم الارض في السنوات الاخيرة لم يعد كما كان!، فقد قضت قرارات القيادة العربية في الداخل الفلسطيني، على هيبته وزخامته”.
وتابع حديثه قائلا:” لقد استغربت من قرار لجنة المتابعة بعدم الاعلان عن الاضراب الشامل في يوم الارض، والاكتفاء فقط بمسيرات، فلا بد من احياء هذه الذكرى بواسطة الاضراب وبرامج اخرى، حتى نعطي شهداء يوم الارض حقهم، وكي يعلم جميع سكان هذه البلاد ان هذا اليوم هو قمة بالنسبة لنا يوم سلبت ارضنا، وليس يوم عابر كبقية الايام”.
وأردف قائلا:” ان هذه القيادة المزيفة التي تقتصر النضال بالمنصات والخطابات ساومت على يوم الارض، وبالطبع ستساوم على الشعب والارض، وهذا ما قلته سابقا بعد هدم البيوت فقد اصبحت أداة في يد الإحتلال، يمتصون غضبنا بمظاهرة متواضعة او ندوة داخل مركز جماهيري والواقع يحتاج الى ما هو اكبر وأخطر”.
محمد شريف من سكان مدينة قلنسوة قال:” انا شخصيا ارفض قرار لجنة المتابعة بعدم اعلان الاضراب في ذكرى يوم الارض، فهذا قرار يشير الى الاستهتار بالذكرى، وكانه لم يسقط لدينا شهداء. اكاد لا استوعب حتى الان كيف يمكن لقيادات مسؤولة ان توافق على تمرير هذا اليوم دون احيائه بالشكل المطلوب، فالجميع يعلم ان يوم الارض يعلن الاضراب الشامل فيه ومن المفروض الاستمرار على نفس النهج دون اي تغيير في المعايير”.