في وداع د. زهير الطيبي- وداعا الطبيب المثقف القائد، بقلم: المحامي رضا جابر
عندما يُسأل: من هو المثقف؟ لا بد اِلا اَن يَحضر طيفك كنموذج صادق ومُلهم للمثقف المشتبك الملتحم بقضايا مجتمعه وبلده، فيُشار اليك بالبنان كدليل على المثقف الملتزم التزاما عميقا وبكل جوارحه بصدق وعدالة قضيته وهموم شعبه ومجتمعه.
أزقة وساحات النضال، في بلدك وعلى امتداد مجتمعك، تشهد بأنك كنت هناك، في الصفوف الاولى وبين الناس ،بلا كلل ولا تعب، عبر سنين طوال، منذ نشأتك الاولى طالبا جامعيا وبعدها ناشطا سياسيا واجتماعيا وقائدا في الاطر الحزبية والجماهيرية المختلفة.
في لحظات العتمة والتية وفقدان الامل، كان حضورك بيننا، ضروري، لنتلمس بك ومعك، الطريق الى نور اليقين بأن مجتمعنا بخير وأننا قادرون ان نخترق الضباب الكثيف الى مساحات الوضوح السياسي والاجتماعي، بتحليلك المنطقي والواقعي والثاقب، مع ثبات مطلق بالمبادئ وانطلاق بالافكار لخدمة بقاء شعبك على ارضه وهي القضية الاولى التي احتلت جل اهتمامك.
كان التزامك المطلق بخير مجتمعك، بوصلتك الوحيدة، متخطيا الانتماء الحزبي الضيق والتعصب له، الى الانتماء لمصلحة شعبك وبلدك العليا. فقد قدت اللجنة الشعبية للارض والمسكن في بلدك الطيبة باحلك الظروف التي مرت عليها بتفان غير مسبوق وانجزت انجازات مشهودة لك وبالتفاف شعبي ملفت حولك وحول اللجنة لتضرب لكل البلدان مثالا للعمل الوحدوي، المنظم والفاعل.
لقد كسرت القاعده المتبعة للبون المحبِط بين التنظير والعمل، فانطلقت بكل ما فعلت للتماهي المدهش بين ما تقول وتعمل، ما تطلبه من الاخرين ومن تطلبه من نفسك، هذا هو الدرس المثالي الذي تتركة للاجيال التي حتما ستخطوا خطاك.
لانك كل هذا، أحبك الناس، احببناك وقدرناك.
ابو طارق..ازقة وساحات الطيبة مشتاقة،منذ الان، لصوتك وحضورك..
ابو طارق..انت تسكن الآن في قلوب وعقول، اطفال، شباب، شابات، رجال ونساء، بلدك وشعبك.
وداعا ايها الطبيب المثقف القائد.
الى جنات الخلد