تمر الجماهير العربية في مرحلة حرجة جداً في تاريخها ، حيث الهجمة الشرسة من قبل حكومة اليمين المتطرف من أشد الهجمات علينا منذ تشريد شعبنا اثان النكبة الفلسطينية .
هجمة ذات عد فاشي ، تريد السلطة من عبرها إلغاء كل الحقوق المدنية والقومية للأقلية الفلسطينية في البلاد .
فالقوانين التي شرعت والتي في مرحلة التشريع تتنافى مع كل قواعد الديمقراطية المعاصرة ، وتتناقض مع الحقوق الاساسية للمواطن وتضرب بالحائط قوانين الشرعية الدولية وحقوق الأقليات .
قبل الحديث عن قانون القومية ، لا بد من ذكر القوانين التي شرعت بالسنوات الاخيرة ومنها :
قانون كمنيتس وهدفه الأساسي تشريع هدم البيوت العربية
قانون الاقصاء وهدفه إقصاء الجماهير العربية من الحياة السياسية في الدولة .
قانون الاذان وهدفه اخفاء المعالم الدينية للمواطنين المسلمين في البلاد .
قانون التسوية وهدفه “تبييض “المستوطنات وتشرعها.
قانون النكبة وهدفه طمس تاريخنا كشعب .
قانون العودة وهدفه سلب حق المواطنين العودة لديارهم ومنع لم الشمل للعائلات العربية وتشجيع الهجرة اليهودية للبلاد .
وقوانين اخرى مثل :
قانون التغذية القسرية للاسرى المضربين عن الطعام
-قانون تنظيمات المجتمع المدني
-قانون لجان القبول
-قانون سحب المواطنة
-قانون منع الجمعيات من تلقي تمويل من حكومات أجنبية .
ستقوم الحكومة اليوم بطرح قانون القومية على الكنيست من اجل التصديق عليك .
هذا القانون الذي يمثل تتويج اسرائيل كدولة فاشية ، دولة تفرقة عنصرية ودولة ابرتهايد.
دورنا بالحفاظ على حريتنا
نحن اقلية قومية لها موقعها وواقعها المتميز. ليس أقلية تستجدي حقوقها، بل أقلية قومية تناضل من أجل نيلها، وتبني أطر وحدتها الكفاحية لتحقيق ذلك، ترفض التنازل عن مطلب المساواة في حقوقها القومية والمدنية، وترفض الانتقاص من شرعية مواطنتها الكاملة، في دولة قامت في وطنها عنوة.
ولكنها بالمقابل أقلية قومية تصر على إلقاء وزنها من موقعها داخل اسرائيل، ومن قلب مواطنتها المشتقة من انتمائها .
أقلية قومية منظمة، تعرف كيف تلقي بثقلها من أجل إحداث التغيير. وتعرف تعقيدات الساحة التي تناضل عليها، وتعرف أن النضال من أجل حقوقها القومية والمدنية، ليس منفصلا عن النضال من أجل الديمقراطية وضد التدهور الفاشي في إسرائيل، وأن المعركة على المساواة وعلى الديمقراطية، ليست مفصولة عن المعركة على حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني والإسرائيلي العربي حلا عادلا.
من هذا المنطلق واجب على لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية والقائمة المشتركة وكل القوة الوطنية الاخرى العمل على بناء خطة نضالية ذو بعد استراتيجي توحد فيه كل الجماهير العربية لمواجهة الزحف الفاشي في البلاد
وعلينا البحث عن شركاء لنا في النضال ضد الفاشية بين الجماهير اليهودية .
ليس فقط بالشعارات وإنما بالنضال الشجاع والمسؤول والمنظم والموحد .
على الجماهير العربية ان تقوم بعمل نضالي وحداوي يعطي صداه بالبلاد والخارج ، والتصدي لقانون القومية بكل شجاعة وبالأساس بالنضال الجماهيري واسع النطاق .
لا يمكن ان يمر هذا القانون ونكتفي بالنضال البرلماني والقضائي ، نحتاج لهبة جماهيرية مدوية ضد الفاشية وانتشارها .
الجماهيرية العربية وقوى السلام اليهودية المعادية للفاشية … هذا الوقت لبناء اكبر جسم جماهيري عربي-يهودي ضد الفاشية .
لأننا نمر باخطر مرحلة في تاريخنا كأقلية قومية فلسطينية بعد النكبة .
اننا في معركة على ارضنا وحقوقنا وحريتنا اما ان نحافظ عليهن ونقويهن واما ان نفقد كل ما نملك . لا نريد ان نمر نكبة اخرى.
انها معركة البقاء والكرامة الوطنية.