ستضيف قاعة المدرسة الأهلية في مدينة أم الفحم، الأحد القادم (14/5/2017)، بعد صلاة المغرب، حفل الإعلان عن إصدار كتاب “العيش في السجن معزولا” وهو أولى إصدارات شيخ الأقصى، الشيخ رائد صلاح، التي كتبها في السجن، ويتناول الكتاب عصارة تجربته في العزل الانفرادي في سجن “رامون”.
طه اغبارية
وقضى الشيخ رائد صلاح، محكومية بالسجن 9 أشهر، بعد اتهامه بالتحريض على المؤسسة الإسرائيلية في خطبة ألقاها في القدس المحتلة، عُرفت بخطبة وادي الجوز.
ويشتمل الحفل، بين يدي الكتاب، على كلمات لعدد من الشخصيات الاعتبارية، من بينها: صاحب الكتاب، الشيخ رائد صلاح، والشيخ خالد حمدان، رئيس بلدية أم الفحم، والشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات، والسيد مازن غنايم، رئيس اللجنة القطرية للرؤساء، والباحث صالح لطفي، والسيد احمد اغبارية، رئيس اللجنة الشعبية في أم الفحم.
وفي لقاء خاص مع الشيخ رائد صلاح، للوقوف على فكرة الكتاب والمحطات التي يتضمنها، أشار نوّه إلى أن هذا الإصدار هو الأول من بين 5 إصدارات قام بتأليفها داخل السجن، فيما ستصدر المؤلفات الأخرى في مرحلة لاحقة.
الشيخ رائد صلاح” رسمت مشهد حياة العزل كما هي”
وحول أهم المحطات التي يتناولها الكتاب، قال الشيخ رائد: “اجتهدت في هذا الكتاب أن اكتب يوميات حياتي وحياة جيراني الأسرى السياسيين والجنائيين، كيف كانت العلاقة بيننا، وعلاقتنا جميعا مع السجان، مع قسم العزل الذي نعيش فيه، علاقتنا مع الضابط، مسؤول قسم العزل، والذي رمزت إليه بالكتاب بحرف “ن”، مع مدير السجن، كيف كانت علاقتنا مع ما يعرف بسيارة “البوسطة” عندما كانت تنقلنا خارج السجن في أحداث ذكرتها في الكتاب، تحدثت في الكتاب عن كل هذه الحياة، واجتهدت ان أبين فيها دقائق حياتنا، وقد قلت في مقدمة هذا الكتاب، إنني كنت مع الكتاب كرسام، رسم مشهدا مبدعا للفجر بلا تصرف، رسمه كما هو بكل ألوانه، لم يضف لونا ولم يسقط لونا، وهكذا تعاملت أنا مع المسألة، إذ رسمت مشهد حياة العزل كما هي، بدون أن أتصرف فيها لا بالإضافة ولا بالشطب، ولكن أدخلت عامل التحليل حين رأيت هناك ضرورة لتحليل بعض الأحداث، وهذا ما سيقف عليه القارئ إن شاء الله تعالى”.
” تصافحنا… بغفلة من السجان”
وعن عدد الشخصيات والأبطال التي تضمنها الكتاب وكانت محل تواصل معه، يقول الشيخ رائد: “يتضمن الكتاب نحو 15 أسيرا تواصلت معهم، مع التأكيد أنني كنت لوحدي معزولا في غرفة رقم “1” ثم انتقلت لغرفة رقم “10” في نفس قسم العزل، وكل من تواصلت معهم من الأسرى كان فقط عن طريق لغة الكلام عبر شبابيك السجن، ورأيت بعضهم أثناء خروجي إلى ساحة السجن أو خروجي إلى قاعة الزيارات او إلى غرفة الطبيب أو للفحص الطبي في “إيشل”، كنا نحيي بعضنا بعضا، وتصافحنا أحيانا، بغفلة من السجان، حيث أن المصافحة “غير جائزة” في عرف السجن والسجّان”.
وأكد الشيخ رائد أن كتابه، قريب جدا من مشاعره لافتا: “أنا لا أتحدث في الكتاب عن حياتي، ولكن عن مجموعة بشرية تعيش “ظلمة السجن” يتحدث الناس عنها من بعيد ولا يعرفون حقيقتها، ولا يعرفون كيف لهذا الأسير أن يمسح غرفته او يطبخ طعامه أو يعيش في العزل وحده لفترات طويلة، لقد سجّلت كل ذلك في الكتاب”.
” من سيقرأ هذا الكتاب سيشعر كأنه داخل السجن”
واعتبر الشيخ رائد صلاح كتاب “العيش في السجون معزولا” وثيقة نابضة، كما جاء في عنوان الكتاب ذاته، مبيّنا أسباب هذا التعريف بقوله: “هو وثيقة نابضة لأنه يتحدث بتعريف شبه دقيق وواقعي، كما هي الحياة التي عشتها بكل دقائقها التي مرّت علي داخل قسم العزل، لذلك أظن أن من سيقرأ هذا الكتاب سيشعر كأنه داخل السجن أو كأنه جزء من أسرى قسم العزل، كما اجتهدت من خلال الكتاب، أن اشجع غيري من الأسرى ليكتبوا، فالكتاب يشكل وثيقة ضمن مسيرة مليون أسير فلسطيني مروا على السجون الإسرائيلية، قسم منهم استشهد، قسم منهم خرج إلى شمس الحرية، وقسم لا يزال في ظلمات السجون، والقليل النادر جدا من كتب عن تجربته داخل الأسر، وانا اعتبر ذلك كارثة بكل معنى الكلمة، فهذا تاريخ حركة أسيرة بحلوها ومرّها، وأن يبقى في الذاكرة ويموت مع موت الأسير فهذه كارثة، لا بد أن نوّثق هذا الشيء، لذلك اجتهدت أن يكون الكتاب وثيقة ليس إلا، من ضمن ما يجب أن يكون، ويجب أن تكون هناك عشرات آلاف الوثائق التي تتحدث عن الحركة الأسيرة في مسيرة شعبنا الفلسطيني”.
وأضاف الشيخ رائد أن هناك “العديد من القصص والمواقف التي تضمنها الكتاب، وعشتها داخل السجن، منها المضحك، ومنها المبكي ومنها ما قد يجعل المرء في حيرة ولا يجد تفسيرا، ومنها ما سيغضبك ألما وقد تلوم نفسك وتقول أين أنا الذي أعيش في بيتي مستريحا مقارنة بهذا الأسير الغارق في بحر من الهموم ومع ذلك يبتسم، مئات الأحداث عشتها وليس من السهل ان أشير إلى حدث بعينه ومن سيقرأ هذا الكتاب سيقف على حقيقة ما أقول”.
الاهداء ” لعشاق الاقصى والاسرى…”
طلبنا من الشيخ رائد صلاح في ختام اللقاء، أن “يسّوق” كتابه بكلمات مختصرة فقال: “جاء في الإهداء الذي كتبته في الكتاب: إلى أسرى وأسيرات الحرية من شعبنا الفلسطيني بعامة، إلى الأسرى عشاق الأقصى بخاصة، إلى من لا يزالون يسرجون قناديل الهدى والكرامة والنهضة في مسيرة أمتنا المسلمة وعالمنا العربي وشعبنا الفلسطيني، ولا يخافون قيدا ولا سجنا ولا سجّانا، إلى كل هؤلاء أهدي هذا الكتاب، وكتابي هو لكل هؤلاء، لأنني على يقين أنهم بمثابة الفجر الذي ينبثق من الظلمات، وأن حرية الأمة المسلمة وعالمنا العربي وشعبنا الفلسطيني ستنبثق من ظلمات السجون”.
تجدر الإشارة إلى أنه سيتم توزيع الكتاب على المشاركين في حفل الإعلان عنه الأحد القادم في المدرسة الأهلية الثانوية في مدينة أم الفحم.