تناول موقع “والاه” العبري يوم الجمعة الوضع في قطاع غزة من خلال حديث مع أحد سكان القطاع دون الكشف عن شخصيته، وبنفس الوقت افرد مساحة لما يقوم به القائد الاعلى للجناح العسكري لحركة حماس محمد ضيف.
وقد وصف الموقع محمد ضيف بصاحب “9 ارواح” يقف اليوم على قيادة الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة، وبالرغم من عدم رغبة حركة حماس في مواجهة عسكرية جديدة مع اسرائيل فإنه يقوم بتجهيز وتهيئة الوضع للحرب، ويقود بشكل مباشر الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة، بالرغم من اصابته أكثر من مرة في محاولات اسرائيل لاغتياله، وكان اخرها في الحرب الأخيرة عام 2014 عندما قصفت اسرائيل المنزل الذي كانت تعتقد أنه يتواجد فيه، وقد استشهدت احدى زوجاته مع اثنين من ابنائه في هذا الاستهداف.
وأشار الموقع أن محمد ضيف ومنذ انتهاء حرب عام 2014 يعمل على تجهيز حركة حماس والقطاع لجولة جديدة من الحرب مع اسرائيل، وجرى تطوير قدرات حركة حماس وبناءها بعد الحرب، حيث يوجد اليوم 27 الف مقاتل موزعين على 6 اقسام اقليمية، 25 كتيبة، 106 سرية، من بينهم 2500 مقاتل ضمن “وحدة النخبة” وثلثهم مجهزين ومدربين على القيام بمهام قتالية هجومية داخل اسرائيل، من خلال البحر عبر وحدة “الكوماندوز البحري” أو من خلال الجو من خلال طائرات دون طيار أو استخدام المظلات مع محرك، وطبعا من خلال الانفاق الهجومية التي جرى ويجري حفرها والتي تصل اسرائيل.
وأضاف الموقع أن الانفاق الهجومية تعتبر هي الجهد الرئيسي اليوم لحركة حماس، ومع ذلك فإنها تقوم بنفس الوقت على الانفاق بشكل كبير على بناء “الانفاق الدفاعية”، والتي تسمح لحركة حماس على تكديس الصواريخ والسلاح تحت الارض بعيدا عن القصف الاسرائيلي، وكذلك تسمح باستمرار السيطرة لقيادة حماس على قواتها، خاصة أن الحديث يجري عن انفاق بطول عشرات الكيلومترات تحت غزة “مدينة تحت مدينة”.
وأشار الموقع أن محمد ضيف 52 عاما والمولود في مخيم خانيونس والمطلوب رقم واحد لاسرائيل منذ نهاية الثمانينات، والذي قام بتأسيس كتائب عز الدين القسام يقف اليوم على قيادة الجناح العسكري لحركة حماس، وبعد الحرب الأخيرة عام 2014 قام بتشكيل مجلس قيادي عسكري مصغر يشرف عليه بشكل مباشر، بعضوية نائبه مروان عيسى ورئيس الاستخبارات العسكرية ايمن نوفل وعدد من قادة الاقسام الاقليمية، ويجب الاخذ بالحسبان أن يحيى السنوار يعتبر الوزير المسؤول عن محمد ضيف، وهنا يجب القول أن ضيف والسنوار يعتبران من “المتطرفين”، ولكنهما غير متسرعين لفتح معركة مع اسرائيل في هذه الفترة، وهما مع رئيس الحركة الجديد اسماعيل هنية الأولوية لهم اعادة الثقة لحركة حماس في قطاع غزة، وفرض سيطرتها على القطاع في مقدمة لفرض سيطرتها على باقي المناطق “الضفة الغربية” ومن ثم السيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية.
وبالعودة الى اللقاء مع أحد مواطني قطاع غزة مع الموقع، فبعد الشكوى التي ذكرها عن الوضع داخل القطاع والتذمر من سوء الوضع الاقتصادي والضغوطات التي تمارسها اسرائيل، من خلال الحصار وقطع الكهرباء وغيرها بالاضافة الى سوء الوضع الصحي خاصة مع تدفق مياه المجاري نحو البحر، ما دفع بلدية مدينة غزة بمنع السباحة نتيجة التلوث، وكذلك الخطوات التي تقوم بها السلطة الفلسطينية تجاه الموظفين في قطاع غزة وتقليص رواتبهم وقرب الاستغناء عند عدد كبير منهم، وكذلك التهديدات باتخاذ خطوات اضافية من قبل الرئيس الفلسطيني تجاه قطاع غزة، فإنه أكد أن حركة حماس غير معنية بمواجهة عسكرية جديدة مع قطاع غزة، وتقوم بكل ما هو ممكن لمنع التدهور العسكري مع اسرائيل والحفاظ على سيطرتها وسلطتها على القطاع، ويرى أن دعوة حماس للمواطنين للتظاهر بالقرب من السياج مع اسرائيل اليوم بشأن الكهرباء، هي محاولات من حماس توجيه الغضب لدى المواطنين نحو اسرائيل خوفا من انفجار الاوضاع في وجه حماس.
وأضاف هذا المواطن للموقع العبري أن الوضع في قطاع غزة ينذر بالخطر الشديد، موجها كلامه الى اسرائيل التي تعتقد أنها لن تتأثر من سوء هذه الاوضاع وتدهورها، فمياه الصرف الصحي تتدفق بشكل كبير نحو البحر جراء انقطاع الكهرباء وتوقف مضخات التكرير، وهذا ما سيؤدي الى تلوث شواطئ البحر ليس فقط في قطاع غزة ولكنه سيصل الى عسقلان واسدود وابعد من ذلك، مضيفا أن على اسرائيل ان لا تستبعد اذا استمر هذا الوضع في قطاع غزة ان تشاهد المئات من المواطنين يقتحمون الجدار الشائك نحو اسرائيل.
المصدر: وكالة معا الفلسطينية