السلطات الليبية تقول أن سيف الإسلام القذافي الذي أعلنت كتيبة “أبو بكر الصديق” المسلحة في مدينة الزنتان الجمعة أنها أطلقت سراحه، لا يزال مطلوبا “لتتم محاكمته حضوريا” بعد إدانته في العام 2015. ولم تؤكد النيابة العامة الليبية أو تنفي الإفراج عن سيف الإسلام القذافي الذي لا يزال الغموض يكتنف مصيره.
أفادت السلطات الليبية الاثنين أن سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، والذي أعلنت مجموعة مسلحة أنها أطلقت سراحه الجمعة، لا يزال مطلوبا لدى السلطات القضائية في طرابلس حيث دين العام 2015.
والسبت أعلنت “كتيبة أبو بكر الصديق” وهي إحدى المجموعات المسلحة التي تسيطر على مدينة الزنتان الواقعة على بعد 170 كلم جنوب غرب طرابلس أن سيف الاسلام أطلق سراحه مساء الجمعة طبقا لقانون العفو العام الصادر عن برلمان شرق ليبيا.
إلا أن القائم بأعمال النائب العام إبراهيم مسعود أكد على أن سيف الإسلام “المحكوم عليه غيابيا بتاريخ 28 تموز/يوليو 2015 مطلوب القبض عليه” لتتم محاكمته حضوريا.
ولم يوضح البيان إن كان لدى النيابة العامة معلومات تؤكد أو تنفي أنه تم إطلاق سراح سيف الإسلام القذافي، بحسب ما أعلنت “كتيبة أبو بكر الصديق” في غرب ليبيا بعد أن اعتقلته لأكثر من خمس سنوات.
وشكك ماتيا توالدو خبير السياسة البارز في المجلس الأوروبي للشؤون الخارجية في احتمال إطلاق سراح القذافي.
وقال “هذه هي المرة الرابعة خلال أكثر من عام تنتشر فيه أنباء عن الإفراج عن سيف الإسلام”.
وأضاف “لا يوجد حتى الآن أي دليل مرئي على تحريره ويجب استخدام كلمة “تحرير” بحذر شديد لأنه كان حرا في التنقل داخل مدينة الزنتان”.
ولا يزال مصير النجل الثاني للديكتاتور الليبي الراحل غامضا حيث لم يتمكن محاميه كريم خان من تأكيد أو نفي المعلومات المتعلقة بإطلاق سراحه. وفي تموز/يوليو العام الماضي، أعلن محامو سيف الإسلام أنه تم الإفراج عنه بعد صدور عفو بحقه، وهو ما تم نفيه لاحقا.
وقال توالدو أنه في حال تأكيد “تحرير” سيف الذي كان والده يعده لخلافته، فإن ذلك سيعتبر “مؤشرا على عودته النشطة إلى السياسة”.
وبحسب توالدو فإن أشخاصا مقربين من سيف الإسلام أسسوا مكاتب في العديد من العواصم الخارجية.
إلا أنه قال إن سيف الإسلام “سيحظى بالحماية بشكل أسهل في جنوب البلاد أو في مدن مثل بني وليد حيث يحظى بولاءات قبلية وسياسية”.
وأكد أن “هدفه الأول (في حال تم الإفراج عنه حقا) يمكن أن يكون جمع كل الموالين للنظام والقوى القبلية حوله”.
وتعم حالة من الفوضى ليبيا في ظل وجود ميليشيات تتقاتل على السلطة وتسيطر على أراض منذ سقوط معمر القذافي العام 2011.
وحكم غيابيا على سيف الإسلام بالإعدام العام 2015 على خلفية الدور الذي لعبه في قمع الانتفاضة الشعبية ضد والده العام 2011. وكانت “كتيبة أبو بكر الصديق” التي تسيطر على مدينة الزنتان (170 كلم جنوب غرب طرابلس) تحتجزه منذ خمسة أعوام قبل أن تعلن أنها أطلقت سراحه مساء الجمعة طبقا لقانون العفو العام الصادر عن برلمان شرق ليبيا غير المعترف به دوليا.
ورفضت الكتيبة، المعارضة لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس المدعومة من الأمم المتحدة، مرارا تسليمه إلى السلطات في العاصمة الليبية.