أجمعت كافة المراصد الفلكية، على أن أمس 26 رمضان الموافق الأربعاء 21 يونيو/حزيران 2017، كان أطول أيام رمضان، إذ بلغ أقصى مدة النهار في العالم العربي 16 ساعة و22 دقيقة.
وبذلك يكون متوسط طول النهار(14) ساعة و(14) دقيقة، وهو أطول نهار خلال العام، بينما يكون متوسط طول الليل (9) ساعات و(46) دقيقة وهي أقصر فترة ليلية خلال العام، ومع بداية الانقلاب الصيفي تكون الشمس عمودية تماماً على مدار السرطان الذي يقع شمال خط الاستواء بمقدار 23.5 درجة تقريباً.
وحسب العلماء، فإن سبب ذلك يعود للانقلاب الصيفي Summer solstice هذا العام، الذي يحدث في جميع نواحي المنطقة العربية وكامل النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
والانقلاب الشمسي ظاهرة فلكية سنوية تحدث مرتين في العام، الأولى صيفًا في نصف الكرة الأرضية الشمالي وتسمى انقلابا صيفيا، والثانية شتاءً في نصف الكرة الجنوبي وتسمى انقلابا شتويا، ويوم الانقلاب الصيفي يكون أطول فترة نهار وأقصر فترة ليل في العام بأكمله، والعكس في نصف الكرة الجنوبي.
ويسمى الانقلاب الشمسي في اللغة الإنجليزية بـ ” Solstice” وهو مشتق من كلمة Solstitium، اللاتينية التي تعني “الشمس لا تزال طالعة”، وهو نفس المعنى الذي أطلقه قدماء المصريين الذين برعوا في الفلك، وكانوا يطلقون على ظاهرة الانقلاب الصيفي للشمس اسم “عابي، عب” كناية عن حجم الشمس الكبير الذي يملأ الأفق فيبدو قرص الشمس كبيرا وبعيدا فى السماء، ومتوهجا عند الظهيرة، كما راعوا تلك الظاهرة وغيرها في تصميم معابدهم.
ومن ضمن الطقوس المتبعة في هذا اليوم من كل عام هو اجتماع المئات في ستونهنج ببريطانيا لرؤية شروق الشمس والترحيب بفصل الصيف. ويعد هذا الحدث يوما خاصا بالنسبة للكثيرين لأنه يعني بداية فصل الصيف حيث يرتبط بالعديد من الطقوس الثقافية القديمة مثل الاحتفال بكونه يوما يرمز للتجديد والخصوبة والحصاد.
وأشارت الأبحاث الفلكية، إلى أنه في هذا التوقيت يكون القطب الشمالي للأرض مائلا باتجاه الشمس وتكون واقعة مباشرة فوق مدار السرطان عند خط العرض 23.44 درجة شمال، وهو أول أيام فصل الصيف فلكيا والذي سيستمر 93 يوما و15 ساعة و47 دقيقة.
ومن الملاحظات التي تشير لحلول الانقلاب الصيفي أن ضوء الفجر أصبح مبكرا وغروب الشمس يتأخر، وأن قوس المسار الظاهري للشمس يكون نحو الشمال وهي أعلى شمس ارتفاعًا كما تشاهد من مدار السرطان وكل المناطق الشمالية، بالإضافة إلى أن ظلال الأشياء عند الظهر يوم الانقلاب الصيفي تكون الأقصر خلال العام.
وسبب ذلك، حسب الفلكيين، أن الأرض تدور حول الشمس مائلة حول محور دورانها حول نفسها بمقدار 23 درجة ونصف والآن تقع بمكان في الفضاء، حيث النصف الشمالي مائل باتجاه الشمس لذلك نعيش أطول فترة من ساعات النهار، ولهذا فإن المناطق شمال خط الاستواء يكون طول النهار أكثر من 12 ساعة.
أما في الدائرة القطبية الشمالية فلا يوجد شروق أو غروب للشمس في هذا الوقت من السنة لأن الشمس تبقى فوق الأفق على مدار 24 ساعة في ظاهرة تسمى “شمس منتصف الليل” مدة ستة أشهر وأيضًا في الدائرة القطبية الجنوبية لا يوجد شروق أو غروب للشمس، ولكن الفرق أن الشمس تبقى تحت الأفق على مدار 24 ساعة لمدة ستة أشهر.
جدير بالذكر أنه بعد الانقلاب الصيفي تبدأ الشمس بانتقال نحو الجنوب من جديد وتتقلص ساعات النهار تدريجيا حتى موعد الاعتدال الخريفي في 23 سبتمبر/أيلول المقبل.