الكشف عن خطة بديلة سرية كانت ستغير وجه المنطقة في حرب 67
عشية الذكرى الـ50 للحرب الإسرائيلية-العربية عام 1967، التي رسمت نتائجها الشكل الحالي للصراع في الشرق الأوسط، العميد المتقاعد في الجيش الإسرائيلي، إسحاق يعقوب، يكشف أن قيادته خططت لاستخدام أسلحة نووية في الحرب في حال خسارتها أمام الجيوش العربية.
كشف العميد المتقاعد في الجيش الإسرائيلي، إسحاق يعقوب، أن قيادته خططت لاستخدام أسلحة نووية في حرب يونيو 1967 في حال خسارتها أمام الجيوش العربية.
وجاء هذا الاعتراف عشية الذكرى الـ50 للحرب الإسرائيلية-العربية عام 1967، التي رسمت نتائجها الشكل الحالي للصراع في الشرق الأوسط.
وأوضح يعقوب، في مقابلة أجراها معه أحد أبرز الباحثين في التاريخ الإسرائيلي النووي، آفنير كوهين، واطلعت على مضمونها صحيفة “نيويورك تايمز”، أن السلطات الإسرائيلية سارعت، قبيل اندلاع هذا النزاع العسكري، في تصميم قنبلة نووية صغيرة لتفجيرها في قمة أحد جبال شبه جزيرة سيناء، كتحذير للقوات العربية.
وتحدث يعقوب، الذي كان يشرف على عمليات تصميم الأسلحة للجيش الإسرائيلي، بالتفصيل عن هذه الخطة السرية، للباحث المؤرخ كوهين خلال سلسلة اللقاءات بينهما عامي 1999 و2000، ومن المتوقع أن يتم نشر هذه المقابلة يوم الاثنين القادم.
العميد الإسرائيلي المتقاعد إسحاق يعقوب، الذي كان أبرز مؤلفي هذه الخطة، قال إنه أطلق عليها اسم “عملية يوم القيامة”، مبينا أن المسؤولين الإسرائيليين كانوا يعتقدون أن هذا التفجير النووي الاستعراضي كان سيجبر جيوش مصر وسوريا والعراق والأردن على التراجع في ساحات القتال، خوفا من احتمال استخدام هذه الأسلحة ضدها.
وبين يعقوب: ” كان هذا آنذاك أمرا طبيعيا جدا، فلديك خصم يقول لك إنه يعتزم أن يرمي بك إلى البحر، وأنت تصدق به… كيف يمكنك أن توقفه؟ عليك أن تخوفه!”.
وتعليقا على أهمية هذا الاعتراف، وصفه المؤرخ الإسرائيلي، الذي أجرى المقابلة مع يعقوب، بـ”السر الأخير لحرب 1967″، بينما أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن هذا الاعتراف يسلط ضوءً جديدا على تلك المواجهة العسكرية التي غدت حاسمة حتى هذه الحظة بالنسبة لتوازن القوى بين إسرائيل والبلدان العربية.
وفي ردها على نشر هذا السر ، قالت سفارة إسرائيل لدى واشنطن لـ”نيويورك تايمز” إن الحكومة الإسرائيلية لن تعلق على تصريحات العسكري الإسرائيلي المتقاعد إسحاق يعقوب.
ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أن إسرائيل لم تعترف أبدا بامتلاكها ترسانة نووية، وذلك سعيا منها إلى منع الدعوات إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية.
ووصلت الأمور إلى أن السلطات الإسرائيلية اعتقلت إسحاق يعقوب، عام 2001، وهو في الـ 75 من عمره، بتهمة تعريض أمن البلاد على الخطر، من خلال كشفه عن برنامج بلاده النووي للصحفي الإسرائيلي، رونين بيرغمان، الذي فرضت السلطات الإسرائيلية رقابة على كتابه حول هذا الموضوع.
يذكر أن إسرائيل حققت انتصارا شاملا على الجيوش العربية صيف عام 1967 واحتلت، نتيجة تلك الحرب، كلا من الضفة الغربية، والقسم الشرقي من مدينة القدس، ومرتفعات الجولان، وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء.
المصدر: نيويورك تايمز