بعد 11 عاماً على حرب تموز: (اسرائيل) و”حزب الله” يستعدان للمواجهة المقبلة
بعد مرور 11 عامًا على حرب لبنان الثانية، يمكن أن نبدأ بوجهة نظر متفائلة ونظرة موضوعية. الاستقرار الأمني على الحدود الشمالية عالي المستوى، على الرغم من النشاطات في الجهة الأخرى من الحدود ووجود عناصر حزب الله على بعد عشرات الأمتار بحسب ما يبدو لجمع المعلومات الاستخبارية والاستعداد لجولة القتال المقبلة.
صحيح أنه تُسجل أحيانًا حوادث أمنية، لكن الواقع السائد في المنطقة هو في الأساس هادئ. ومع ذلك من المناسب الإشارة إلى أنه منذ صيف 2006، قُتل على الحدود 4 ضباط وجنود، اثنان بنيران الجيش اللبناني (في كانون الأول/ديسمبر 2013)، وآخران في حادثة أخرى وقعت في مواجهة مع حزب الله في مزارع شبعا (في كانون الثاني/يناير 2015).
من بين التقديرات في إسرائيل، هناك من يعتقد أن سلسلة حوادث أمنية على السياج الحدودي يمكن أن تخرج عن السيطرة وتؤدي إلى مواجهة بين إسرائيل وحزب الله، حتى لو لم يكن أحد من الطرفين يرغب في ذلك. في إسرائيل، يريد المسؤولون المحافظة على الهدوء ويحاولون تمرير هذه الرسالة إلى الطرف الثاني، على أمل أن تلقى آذانًا صاغية. وإذا لم يحدث ذلك، يقوم المعنيون في المؤسسة الأمنية بإعداد الأرضية.
وتلاحظ المؤسسة الأمنية أن حزب الله والجيش اللبناني يتعاونان معًا تقريبًا، وفي المقابل لا تحرك القوات الدولية ساكنًا. ينتشر حزب الله وينشط في منطقة الحدود ويخرق القرار 1701 الذي يطالب القوات الدولية والجيش اللبناني بمنع الحزب من الاستمرار في نشاطه في جنوب لبنان، وهو ما لم يُطبّق فعليًا.
يعتقد الجيش الإسرائيلي بأن اللبنانيين مشغولون الآن بأنفسهم ويحاولون الإيحاء بأنهم يعملون لإرساء الاستقرار في مقابل رئيسي جمهورية وحكومة توليا منصبيهما في الأشهر الأخيرة، لكن في الخلفية من الواضح أن استعدادات حزب الله تتواصل لمواجهة “إسرائيل”. من الناحية السياسية، يسيطر حزب الله على ثلثي أعضاء مجلس النواب، ويقوم أمينه العام بجزء مهم من عملية اتخاذ القرارات في الدولة، ولديه قدرة تأثير كبيرة على جدول الأعمال المحلي.
ويُدرك المعنيون في المؤسسة الأمنية حقيقة أن لبنان مُثقل بقوات تابعة لـ”الجهاد العالمي” وبمليون ونصف مليون لاجئ تقريبًا جاؤوا من سوريا. خلال السنوات الخمس الأخيرة، أرسل حزب الله قوات كبيرة جدًا للقتال في سوريا لدعم نظام الرئيس بشار الأسد في المعارك ضد “داعش” والتنظيمات المسلحة.
خسر الحزب في المعارك مئات المقاتلين، لكنه في المقابل اكتسب قدرة قتالية عسكرية لم يكن يملكها من قبل، بالإضافة إلى خبرة عملية في ميدان القتال. هذا بالإضافة إلى تسلحه وتزوّده بصواريخ ووسائل قتالية تحضيرًا لمهمته الحقيقية التي تحتل المرتبة الأولى، أي “إسرائيل”.
يحاول حزب الله أيضًا إثارة الاستفزاز والوعي، وقبل بضعة أشهر نظّم جولة صحفية مغطاة إعلاميًا بصورة جيدة في منطقة شلومي وحانيتا في الجانب اللبناني من الحدود. وتصرف التنظيم اللبناني كما تتصرف ماكينات العلاقات العامة الإسرائيلية والتقارير عن عمليات عسكرية، وحاول تمرير رسائل وإظهار أنه موجود وأنه لم يختفِ بذهابه إلى أي مكان. وخلال الجولة تحدث ضابط من حزب الله أمام الكاميرات عن العوائق الجديدة في منطقة الحدود، وعن المعلومات التي لديه بشأن تحضيرات الجيش الإسرائيلي وخشيته من عملية إجتياح للأراضي التي يسيطر عليها.
في المقابل، تستعدّ “اسرائيل” لليوم الذي تعطى فيه الأوامر للمضي إلى المعركة. وبنك الأهداف واسع وكبير جدًا، ومن المتوقع أن تكون قوة الردّ مختلفة حتى في بداية المعركة. في الجولة المقبلة ستكون الحرب مختلفة تمامًا.
المصدر: يوحاي عوفر – موقع NRG