بعد مرور نحو مائة يوم على رحيلك، بقلم: توفيق طيبي
بعد مرور نحو مائة يوم على رحيلك وجدت قلمي يكتب هذه الكلمات وأقرأ على روحك وجميع اموات المسلمين الفاتحة !
لقد مرت الليالي والأيام وقد مضى على فراقك عنا يا أبا طارق مائة يوم وما زال مكانك أخضرا، والوفاء لذكراك يعمر قلب ومشاعر محبيك في كل مكان. إن ليلة السبت الخامس والعشرين من شهر مارس لعام 2017 ، لهي ليلة حزينة علي وعلى عائلتك وعلى أهل بيتك وأحبابك.
أخي أبو طارق… لقد فارقت الحياة جسدا، وظلت روحك وذكراك باقية في أحبابك وبلدك ومجتمعك ووطنك. رحيلك أصابنا بمصاب عظيم ونعزي أنفسنا بقول ” انا لله وانا اليه لراجعون ” ولله ما أخذ ولله ما أعطى ونعزي أنفسنا بكثرة محبيك وبذكراك الطيبة بين الناس .
كنت تحمل معاني الانتماء وحب الوطن ومعاني القياده والقدوة قولا وعملا فأقرنت القول بالعمل وضحيت وشاركت بحمل هموم شعبك وكنت سباقا في الصفوف الأماميه لكل نضال شعبي للحفاظ على الأرض والمسكن وكرامة الانسان .
لم تكن منغلقا على نفسك في برج عاجي بل فتحت صدرك بكل تواضع لحمل هموم الناس كل الناس بجميع فئاتهم وشرائحهم فكنت معطاء ومنتميا حق الانتماء لهموم البلد وهموم الشعب وهموم الوطن وهموم الامة وكنت قياديا مخلصا وقدوة أمينه في آن واحد.
كنت الطبيب المخلص في عمله وحملت بأمانة رسالتك الانسانيه كطبيب العائلة فتجندت بلا تردد لتتطوع لعلاج المرضى لأهلنا الصامدين في الضفة الغربية المحتلة ضمن منظمة ” أطباء بلا حدود “.
رحيلك كان أياما معدودة قبل ذكرى يوم الأرض فمرت ذكرى يوم الأرض لعام 2017 والجميع افتقدك ولمس غيابك بعد ان كانت بصماتك بارزة وكنت في طليعة المناضلين للدفاع عن الأرض .
رغم المرض الذي ألم بك عملت جاهدا على ان لا يمس هذا المرض بمعنوياتنا ومعنوياتك ولا يمس بأعمالك التطوعية والنضالية وكنت مصابرا تتحمل ألام المرض وأنت مبتسم ابتسامة الشموخ والعزة والأمل، فكان من يراك لا يرى الألم وانما يرى ابتسامتك وانشراح صدرك ومعنوياتك العالية.
كنت محبا للعلم والثقافة في شتى الميادين، طموحا وكنت تشع على كل من قابلته بشعاع الأمل والثقة بالنفس وشجاعة الموقف! فقد مجتمعنا الفلسطيني علما بارزا من أعلامه ولعل وصيتك للأجيال الشابة بان تقدم للبلد قدر المستطاع دون ان تسأل ماذا قدم البلد لها !
عندما شعرت بأنك في أيامك الأخيرة كانت كلماتك الأخيرة على الفيسبوك مستوحاة من كلمات الشاعر الفلسطيني المرحوم محمود درويش :
” نحب الحياة اذا ما استطعنا اليها سبيلا”
عذرا محمود درويش
واذا لم نجد اليها سبيلا ماذا نحن فاعلون ” .
نسأل الله أن يتغمدك يا أبا طارق برحمته ومغفرته وان يدخلك فسيح جنانه ولا حول ولا قوة الا بالله العلي القدير .
أخوك توفيق الطيبي
نرجو للدكتور زهير الطيبي ابو طارق المغفرة والعفو والرحمه من العزيز الرحيم
ونرجو له الجنه .
ونرجو لعائلته واهل بيته واحبائه الصبر واتباعه خطواته في التواضع والعطاء والقياده وحسن الخلق وسداد الرأي
كلنا تاركوا هذه الدنيا فمنا من ينسى ومنا من تبقى ذكراه تحيى بين الناس . فهنينا لمن يبقي له اثرا يتبعه الناس من بعده …