تقليد “طلعة العروس” فيه التسول والاذلال، بقلم: ناضل حسنين
عروستنا الحلوة يا نيسانة حلوة…” هكذا تغنت السيدة فيروز، حبا بالعروس وإجلالا ليومها وسعادة بفرحها ومناصرة لكبريائها في عيدها، يوم تكون هي الملكة وكل من حولها خدما وجواري، يوم تملك العالم بين يديها لأنها العروس المعززة المكرمة الجميلة في أبهى صورة لها وسط اعز الناس على قلبها، إنها العروس التي تبلغ ذروة حياتها في هذا اليوم بعد أن استعدت له في خيالها وواقعها منذ صغرها… ها هي تدخل الحياة بأرقى طريقة وبأفضل مظهر وبأسعد حال لتحمل بعد ذلك ذكريات هذا اليوم ما بقيت على قيد الحياة.
من لم يعرف قيمة هذا اليوم بالنسبة للعروس لا يمكنه التظاهر بأنه صاحب خبرة حياتية، ولا يحق له التدخل في إدارة شؤون عروس، حتى لو كانت ابنته أو عروسه. انه يوم أكبر بكثير من أن يتصرف به شخص يتدرب على الحياة في أول فصولها، أو أن يتلعثم في إجراءاته غشيم لم يدرك من حياته سوى بعض العبارات المهترئة التي حفظها عن ظهر قلب دون فهم.
حديثي هنا عن العروس التي أكاد أضعها في منزلة القديسة في يوم زفافها، فلماذا يستعيض عنها الآباء بوعاء يضعونه في ركن ما، فيمر الرجال المدعوون ويسقط كل منهم ظرفا فيه مائة شيكل أو اقل؟
لماذا يسمح الأب لنفسه أن يتحول إلى شحاذ في أبهى أيام ابنته التي تريد التباهي أمام البشر جميعا بأنها عروس جميلة الكبرياء والانفة تستحق الفرح والابتسامة والتبريكات فنتسابق للرقص امامها لإسعادها؟
لماذا يقبل اهل العروس بهذا الاذلال بعد ان استعدوا طويلا وبكل التفاصيل لإسعادها في يوم زفافها، وفجأة يأتي الرجال ويجلس الرجال ويتباحث الرجال ويستل كل منهم ظرفه المعد مسبقا ويسقطه في مزهرية أعدت خصيصا لهذا الغرض ويغادر الرجال وهم يرددون “مبروك” دون ان يروا عروسا ولا عريسا. هل هناك إهانة أقسى من هذه الإهانة للأب وللعروس؟
إلى متى سنواصل إتباع هذا التقليد المقيت المكروه والمهين الذي يطلق عليه “طلعة العروس”؟ عن أي عروس وعن أي طلعة تتحدثون؟ إنها عملية مهينة للعروس وللعريس ولوالد العروس وللمدعوين كذلك. إنها حيلة لجمع المال على حساب العروس، وهذا تلفيق لا يمكن أن يقبله الأب الرصين ذو الكبرياء ولا الأخ الفخور ذو النفس العزيزة ولا حتى العريس الذي يملك ما يكفيه من احترام الذات.
هذا تقليد أكل عليه الدهر وشرب وينبغي أن ينسحب من حياتنا الاجتماعية تماما كما انقرض المهر المبالغ فيه من الزمن القديم.
قد يقول البعض كيف لا أقيم “طلعة عروس” لابنتي وأنا أشارك الناس منذ سنين طلوع بناتهم العرائس؟ مثل هذا الادعاء تفوح منه رائحة النقود وليس له علاقة بالفرح بتاتا. وإذا كنت تحب ابنتك فعلا وإذا كنت تريد لها أن تكون فخورة بك، فلا تعرضها في المزاد العلني لتجني الشواكل باسمها!
ليس من الصعب علينا التخلص من هذه العادة المهينة، تماما مثلما تخلصنا من الكثير من العادات التي تنتهي صلاحيتها مع مرور الوقت. وللحق أقول اننا نلاحظ مؤخرا الكثير من العائلات التي بدأت تتخلى عن هذه العادة شيئا فشيئا بتخطي تقليد “طلعة العروس” لأنهم أدركوا قدر المهانة في هذا الجزء من الفرح.
فبعد أن طورنا ثقافتنا في مختلف المجالات ومفاهيمنا أصبحت عصرية إلى ابعد الحدود، لا أرى جدوى من التمسك بهذه العادة البالية التي تحمل إساءة من الدرجة الأولى للعروس في أجمل أيام حياتها.
ولماذا لا نتبع العادات الجميلة التي نلاحظها في بلدات عربية ليست بعيدة عنا. ما المانع أن يتواجد في “طلعة العروس” فقط أهلها المقربون الذين يستقبلون أهل العريس القادمين لاصطحاب العروس إلى بيت العريس؟
أما من يعتقد أن عليه رد “واجب” سابق لوالد العروس، فيمكنه زيادة “نقوط” العروس في سهرتها من خلال زوجته أو أمه أو أخته وبهذا يكون قد رد “واجبه” تجاه والد العروس.
هل يملك الأب ما يكفي من الجرأة للتخلي عن هذه العادة؟ وهل يملك الشقيق من الكبرياء ما يكفي لتفادي هذا التسول الذي يطلق عليه “طلعة العروس”؟ وهل ينتفض العريس لأنفته ويرفض هذا التقليد سواء بإقامته أو موافقة الآخرين على إقامته؟ دعونا نرى فما زلنا في بداية موسم الاعراس…
دامت الافراح في دياركم العامرة!
يا اخ ناضل كفانا مزايدات لان الحياه مناكغه وان اول المناكفين ويا ريت تجمع افكارك المبعثره !!!
مش اذلال ولا شيء ,بالعكس سند ودعم وعاده قديمه وهدفها هي مساعدة من لديه ابنه عروس.فستدور الايام ومن جلس >يشحد> سوف يعيد الدين بافراح من كانو عنده.عادة النقوط جميله ولكن مثلها مثل باقي عادتنا ما بقى منها الا القشور ومن جوه مسوسه
كانك احكيت باسمي
يسلم فمك يا ناضل..جزاك الله كل خير..بعدنا نعيش في تقاليد قديمة وانا اسميها تخلف..الناس بتتقدم واحنا متمسكين بتقاليد متخلفة للاسف الشديد