لليوم الثاني على التوالي، تواصل سلطات الاحتلال الاسرائيلي إغلاق المسجد الأقصى المبارك، وتصادر مفاتيح الابواب وتحول القدس الى ثكنة عسكرية
بين عشية وضحاها حولت شرطة الاحتلال الاسرائيلي، المسجد الاقصى المبارك وكل ما يحويه الى ثكنة عسكرية، اذ لم تكتفِ بجولات داخل باحاته كما اعتادت ، بل و قامت منذ صباح أمس حتى اللحظة باجراء تفتيش كل الاقصى بدقة، فيما تم مداهمة جميع مكاتب الأوقاف والأعمار والحرس والعيادات والمكتبات والمتحف وحتى المآذن.
كما تم تكسير أقفال جميع الآبار والغرف المغلقة وفتيش قبة الصخرة .
وروى حراس الاقصى انه وخلال الليل، بانه دخلت سيار ” gmc سافانا” بيضاء للمسجد تشبه سيارات القوات الخاصة ولا زالت حتى هذه اللحظات تجوب المسجد وفيها معدات القص والمداهمة، كما قامت بتفتيش ومداهمة المكاتب والمرافق وصادرت مفاتيح عدد من بوابات الاقصى التي تمكنت من الوصول اليها على غرار باب المغاربة منها المجلس والاسباط .
وقال شهود عيان لمراسلة موقع “الطيبة نت” ان ” شرطة الاحتلال تمنع المحلات التجارية من فتح ابوابها وخصوصا في البلدة القديمة وباب العامود وباب الساهرة حيث يبدو المكان أشبه بالأشباح والشوارع تخلو من المارة والمسجد الأقصى مغلق لليوم الثاني على التوالي”.
وتستمر سلطات الاحتلال الإسرائيلية، لليوم الثاني على التوالي، بفرض الإغلاق على المسجد الأقصى المبارك في القدس ، بعد عملية “باب الأسباط”، التي أسفرت عن مقتل شرطيين وثلاثة شبّان آخرين من مدينة أم الفحم.
هذا، وتنتشر قوات معززة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، على مداخل وأبواب وطرقات المسجد، وتمنع دخول المسلمين اليه. ووفقًا لما أكّدته مصادر فلسطينية فإنّه لم يرفع الآذان في المسجد الأقصى منذ الأمس (آذان الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر اليوم).
منع الدخول الى البلدة القديمة
وأوضحت دائرة الأوقاف الإسلامية أنّ “إسرائيل وبعد تدخل أردني سمحت للشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى بالدخول الى المسجد بعد منتصف الليل وقام بجولة في بعض مرافقه ولم يسمح له بالبقاء. علمًا أنّ شرطة الاحتلال المنتشرة في الأقصى تواصل اليوم اقتحام مرافق المسجد والأبواب المقفلة يتم تكسيرها لتنفيذ الاقتحام. وفي شوارع القدس المحاذية للبلدة القديمة لا تزال السلطات الاسرائيلية تضع السواتر الحديدية وتمنع الدخول الى البلدة القديمة باستثناء سكان البلدة”.
حكومة الوفاق تحذر من الاجراءات غير المسبوقة
وعلى صعيد متّصل، حذرت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية من “الاجراءات غير المسبوقة التي فرضتها حكومة الاحتلال الاسرائيلي على المسجد الأقصى وعلى مدينة القدس بشكل عام”. وطالب المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود “بوقف تلك الاجراءات الجائرة والتعسفية فورا وفتح المسجد الأقصى المبارك وعدم المساس بقدسيته”.
ردود الفعل منددة
هذا، توالت ردود الفعل المنددة بقرار إسرائيل إغلاق المسجد الأقصى ومنع المصلين من أداء صلاة الجمعة، حيث أعربت الكويت عن إدانتها واستنكارها الشديدين لمنع إسرائيل إقامة صلاة الجمعة في الحرم القدسي وإعلانه منطقة عسكرية، ومنع المصلين من دخوله للمرة الأولى منذ قرابة نصف قرن. وبدورها استنكرت دولة قطر بشدة القرار الإسرائيلي، وقالت وزارتها الخارجية إن “القرار يمثل انتهاكا خطيرا لحرمة المقدسات الإسلامية، واستفزازا لمشاعر ملايين المسلمين في العالم، وطالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف هذه الانتهاكات”.
وطالب الأردن إسرائيل بفتح المسجد الأقصى فورا أمام المصلين، وقال إنه “أجرى اتصالات مكثفة للضغط من أجل تحقيق هذا المطلب”. ودعا إلى “عدم اتخاذ أي إجراءات من شأنها تغيير الوضع التاريخي القائم في القدس والمسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف”.
من جهته أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط القرار الإسرائيلي، واعتبر أن “مثل هذا السلوك من شأنه إذكاء التطرف وتصعيد التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبخاصة في القدس الشرقية”. أما الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فاستهجن وقوف الأمة “متفرجة” على إغلاق الأقصى الذي وصفه بالحدث الإجرامي الخطير.