مطلقو الرصاص حتى الان وبعد مقتل الحاجة نادية برانسي ضحية الرصاص الطائش الثانية في مدينة الطيبة بعد الحاج احمد حبيب، ما زال اطلاق الرصاص يتواصل يوميا
ما زالت فوضى اطلاق الرصاص، في مدينة الطيبة، تتواصل مع انتشار السلاح غير القانوني، في ايدي شباب عابث، حتى بات يهدد بشكل مباشر امن كل مواطن طيباوي، خاصة بعد ان اوقع على ارض الواقع ضحية الرصاص الطائش الحاجة نادية برانسي..
ويفيد مراسل موقع “الطيبة نت” بان رصاصة طائشة، سقطت قبل يومين، بجانب طفل صغير، حينما كان نائما في فراشة على سطح منزله. الامر الذي افزع الطفل وذويه من ان يتكرر مشهد جريمة برانسي.
مأمون نصيرات يفتح قلبة لموقع “الطيبة نت” بكلمات يائسة، جراء استمرار فوضى انتشار السلاح غير المرخص واطلاق النار بشكل عشوائي.
بدأ نصيرات كلماته المتواضعه، تحت عنوان “بكفي، عيب!”، بعد ان سقطت رصاصة طائشة في منزله، في حوض سباحة صغير وضعه لابنه الصغير الذي يبلغ عشرة اشهر.
مأمون نصيرات، قال: ” انا بدأت اشعر باليأس في منزلي، فقدت الامان، في بيتي لم اعد اشعر انا وابنائي بالامان، حق الانسان الاساسي، اصبحت الان عندما ارغب باحتساء قهوتي اذهب لبلدات يهودية لكي اشعر بأمان، أصبح الامر لا يطاق، بلطف من الله الرصاصة وقعت بجانب طفلي الذي يبلغ من العمر 10 شهور”.
واردف:” أن صَمت ولا اتكلم الان سوف انتظر الرصاصة حتى تأتي وتخترقني كما حدث مع المرحومة نادية برانسي، كنت أتوقع بان تنتهي فوضى انتشار السلاح بعد الحادثة الاليمة التي اوقعت الضحية نادية برانسي، لكن للاسف لم يتوقف هذا العمل”.
وعندما سألناه عن الحلول، قال نصيرات: “الحلول هي كثيرة لكن اهمها انه يجب ان نتحد ونتكاتف جميع العائلات والاحزاب والاطر السياسية ضد هذه الظاهرة، رجل واحد او اثنين او عشرة لا يمكنهم فعل اي شيء، لكن مدينة كاملة يمكنها ان تفعل وتمنع ما تشاء وهذا ما نريده، انا اتكلم الان، بعد ان اصبح سقوط الرصاص الطائش امر عادي في بيتي، انا اخاف على عائلتي وعلى نفسي، ولن انتظر حتى تصيبني هذه الرصاصة التي يطلقها الشاب الطيباوي وهو لا يعلم اين تتجه هذه الرصاصة”.
واختتم السيد مأمون نصيرات في رسالة الى اهل مدينة الطيبة: “انا اطلب من الجميع من تصادفه مثل هذة الحادثة عدم السكوت والبدء بالتحرك، اذا لم نتحرك الان سوف يصبح الامر اشد سوءا، اناشد الجميع بالوقوف كالشبكة ونمنع هذه الظاهرة من الانتشار اكثر في مدينتنا الحبيبة”.
ظن جميع المواطنين في مدينة الطيبة بانه بعد مقتل المرحومة نادية برانسي رحمها الله، سوف تتوقف هذه الظاهرة، الا انه لغاية الان لم تتوقف، اذ انه بعد مقتل نادية برانسي، سقط الكثير من الرصاص الطائش في بيوت من الطيبة حيث قاموا بالتواصل مع مراسلينا لنشر في موقع “الطيبة نت”.
كما واخر رصاصة طائشة سقطت في منزل عبد مصاروة ابن مدينة الطيبة، في مكان لعب اطفالة في ساحة منزلة.
وعقب عبد مصاروة حول هذة الرصاصة الطائشة: هذه الرصاصة سقطت في منزلي اين كان يلعب ابني تماما، ماذا يمكنني ان اقول لهؤلاء الذين يطلقون الرصاص في الاعراس او في الحفلات او في اي مناسبة كانت”.
كما ووقعت قبل اسبوعين رصاصة طائشة على احد المنازل في حي “حوش السرب”، في ساحة منزلهم حيث يلعب الصغار واحفاد العائلة.
كما وعبر الشارع الطيباوي عن مدى يأسه من هذه الفوضى الشنيعة، ومن انتشار السلاح غير القانوني في مدينة الطيبة خصوصا وبلدات الداخل الفلسطيني، عامةً مطالبا القيادة العربية بايجاد حلول مجدية.
وكانت احد حلول ادارة بلدية الطيبة هي ان يتعهد العروسان، بعدم السماح باطلاق الرصاص في حفل زفافهما، واذا اطلق رصاص في فرحهم يغرمان بمخالفة مادية بقيمة 100 شيقل بالاضافة الى حبس العريس، وفقا لما صرح رئيس بلدية الطيبة شعاع مصاروة منصور في جنازة المرحومة نادية برانسي.
ويتساءل الشارع الطيباوي، كيف ممكن من تدفيع الثمن لهؤلاء المتهورين، الذين يطلقون الرصاص الطائش؟
اما النائب الدكتور احمد طيبي في حديث سابق مع مراسلنا قال: “نحن قمنا بتقديم حلول للشرطة حول هذة الظاهرة وخصوصا اطلاق الرصاص في الاعراس، لكن الشرطة الاسرائيلية غير معنية بذلك، واكبر دليل تجاهل طلبنا الذي كان ينص على تدفيع الثمن غالي على مطلقين الرصاص في الاعراس”.
ومن جانبه قال المحامي رضا جابر كان الحل حسب رأية على النحو التالي: “اعادة السيطرة على الشارع عن طريق تفعيل دوريات من المتطوعين او الشرطة المدينية تكون تحت اشراف السلطات المحلية لتعيد فرض القانون والنظام على الشارع. المستوى الآخر هو اعادة بناء منظومة الاخلاق والتعاملات بين الناس عن طريق تفعيل برامج في المدارس، تأهيل الاهل في التنشئة التربوية والاجتماعية، تفعيل الاطر الدينية، الحزبية والاجتماعية لاحداث تفاعلات ايجابية على امتداد كل مجتمعنا. هذا جزء مما يمكن ويجب عمله. لم نبدأ بعد فلنبدأ”.
وتجدر الاشارة الى ان ظاهرة فوضى انتشار السلاح تنبثق من عالم العنف، السرطان الذي يغزو المجتمع، والذي قوبل بالتكاتف في المجتمع الطيباوي بشكل خاص، حيث عبر الكثير من المواطنين وسكان مدينة الطيبة عن غضبهم حول غض الاحزاب والاطر السياسية الطرف عن ايجاد حلول جذرية وفعاليات تبعد اطفالنا من هذه الافات.