الطيبة تتخلف عن الاحتجاجات الجماهيرية اليوم دفاعًا عن الاقصى
الكثير من المواطنين في مدينة الطيبة يستهجنون عدم تبني أي إطار مستقل أو حركة أو حزب في المدينة، خطوة واحدة احتجاجية، من بيان أو وقفة احتجاجية، أو أي فعالية اخرى كصلاة جماعية في يوم “جمعة الغضب”، وسط تصعيد الفلسطينيين في كافة أنحاء الوطن، وارتقاء الشهداء في الميادين نصرة للأقصى، لتكون مدينة الطيبة إحدى كبريات المدن في الداخل الفلسطيني التي طالما عرفت بانها معقل الوطنية، الصامتة الكبرى!
شهدت فلسطين اليوم الجمعة، يوم النفير والتحدي “جمعة الغضب” في الضفة الغربية والقدس، الداخل الفلسطيني وكذلك في عدد من العواصم العربية، جراء الإجراءات التصعيدية التي اتخذتها قوات الاحتلال، في الحرم القدسي الشريف التي كان آخرها نصب بوابات الكترونية عند مداخل الحرم القدسي، مما منع المصلين من أداء صلاة الجمعة وهي إجراءات قمعية تتخذها قوات الاحتلال ضد أبناء فلسطين.
وخرج آلاف الفلسطينيين في مسيرات ومظاهرات حاشدة، في مختلف الاراضي الفلسطينية، تعبيرًا عن رفضهم لممارسات الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك، وإستغلال عملية “باب الاسباط” التي نفذها الشبان الثلاثة من آل جبارين من مدينة ام الفحم، يوم الجمعة الفائت في باحة المسجد الأقصى، من أجل فرض سيادتها على الحرم القدسي برمته وسط صمت عربي مطبق.
فها هي السعودية تزاحم الأردن لسحب الوصاية على المقدسات في القدس الشرقية، لذا تغض النظر عن حال الأقصى، وتمنح دعمها للخطوة الإسرائيلية بنصب هذه البوابات، فيما تعتمد إسرائيل كليا على موقف السعودية، التي تمكنت بدورها من إسكات مصر وبقية الدول العربية، كي لا تحتج رسميا على هذه البوابات، لتبقى تركيا وقطر الوحيدتين اللتين تحتجان رسميا.
وعلى صعيد مدينة الطيبة، فلم تشهد المدينة غير مظاهرة خجولة شارك فيها بضعة نشطاء سياسيين بشكل فردي، في ظل خرس شل أقلام وألسنة قيادات المدينة!
كما وجرى اليوم توحيد خطب الجمعة في مساجد المدينة، حول الأوضاع السائدة في المسجد الاقصى، وعن مكانته، في الاسلام.
معقل الوطنية الصامتة الكبرى!
وأعرب مواطنون من مدينة الطيبة عن خيبة أملهم، من التخاذل الصارخ، الذي شهدته المدينة، من صمت مخجل، وسط تصعيد الفلسطينيين في كافة أنحاء الوطن، وارتقاء الشهداء في الميادين نصرة للأقصى، لتكون مدينة الطيبة احدى كبريات المدن في الداخل الفلسطيني التي طالما عرفت بانها معقل الوطنية، الصامتة الكبرى!
واستهجن الكثير من المواطنين عدم تبني أي إطار مستقل أو حركة أو حزب في المدينة، خطوة واحدة احتجاجية، من بيان أو وقفة احتجاجية، أو أي فعالية اخرى كصلاة جماعية في يوم “جمعة الغضب”، موجهين إصبع الاتهام في هذا التخاذل، الى الحركة الاسلامية، ومجلس ائمة المساجد، خاصة وأن القضية تتعلق بإرث وطني ديني.
وقارن المواطنون بين البلدات العربية في الداخل الفلسطيني، اللاتي أعلنت عن خطوات احتجاجية، بتنظيم وقفات احتجاجية، وإغلاق المساجد، لحث المواطنين على التوجه الى المسجد الاقصى، وإقامة صلاة الجمعة في مكان عام في صورة من صور الاحتجاج، وان كانت اضعف الايمان!.
وأشار المواطنون الى أن القضية الان، لم تعد تحت مسمى عملية “باب الاسباط”، انما باتت النزاع على إسترداد المسجد الاقصى، من قبضة الاحتلال، الذي يصارع بكل قوته الإحكام عليه، واستغلال الفرصة لفرض سيادته عليه، المرمى الذي طالما سعت اليه الحكومة الاسرائيلية.
الطيبة هذه المرة وعلى غير عادتها تأخرت في اتخاذ الموقف!
قال المحرر الصحفي ناضل حسنين :” يبدو ان القوى السياسية الناشطة على الساحة الطيباوية لم تتوقع هذا الزخم من الاحداث التي وقعت اليوم، ولهذا فوتت فرصة مواتية لإسماع صوت الطيبة حيال ما يدور حول الحرم القدسي الشريف”.
وأضاف حسنين: “اعتقد ان الطيبة هذه المرة، وعلى غير عادتها، تأخرت في اتخاذ الموقف الواضح مما يجري، واقصد هنا الفعاليات السياسية على اختلافها. فمن التردد في تحديد الموقف الواضح من عملية الاقصى قبل اسبوع الى التردد في تقديم العزاء للعائلات الثكلى ام لا”.
هي قضية فلسطين
واوضح :” انا لا ارى الحركة الاسلامية وحدها المسؤولة عن هذه الثغرة في النشاط الجماهيري. فقضية الاقصى من قضية القدس، وقضية القدس من قضية فلسطين، وهي قضية الامة العربية بمن فيهم نحن العرب الفلسطينيون في هذه البلاد. لذا لا يمكن توزيع النشاطات الجماهيرية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وفقا للونها او اهدافها أكانت دينية او سياسية، طالما انها تنطوي تحت راية الدفاع عن ثوابت الشعب الفلسطيني في تحقيق حقوقه القومية والوطنية. كلنا مقصرون!”.
على عاتق كل فلسطيني ومسلم
وقال الناشط محمد عبد العزيز حاج يحيى: “ان قضية الاقصى ذات محورين هامين، المحور الاول، محور وطني وهو الدفاع عن ارث فلسطيني، اكنافه مغروسة في قلوب الفلسطينين، تسارع سلطات الاحتلال لنزعه من الشعب الفلسطيني، لاسقاط القدس باكملها في قبصة يدها، لذا وجوب النضال والدفاع عنه، مأخوذ على عاتق كل فلسطيني، والمحمور الاخر محور ديني، فالمسجد الاقصى ثاني قبلة المسلمين، وحمايته دين على عنق كل مسلم على هذه الارض، ومن هذا المنطلق قضية الاقصى، يجتمع عليها القاصي والداني، المتدين والعلماني، الكبير والصغير، فما السكوت عنها الا تدمير وتهويد، للقدس ومكانتها العظيمة دينيًا ووطنيا”.
انها قضية سلب الاقصى عينها
وأردف حاج يحيى:” لا بد من الصحوة من السبات العميق الذي يغط فيه بعض المواطنون من أجل إنقاذ المسجد الأقصى والقدس، وتذكيرهم بالخطر الحقيقي الداهم الذي يحيق بالمسجد المبارك، ومدينة القدس بشطريها المحتلين، فلم تعد القضية، قضية عملية فدائية نفذها ثلاثة شبان من مدينة ام الفحم، بل انها قضية سلب الاقصى عينها، الهدف الذي طالما ركضت لاهثه اليه سلطات الإحتلال”.
لم ينتظر صحوة اصحاب الكلمة والقرار
وواصل قائلا: يؤسفني بان مدينة الطيبة، بكل اطيافها، رجالها وقادتها الدينية، ووسط كل هذا البلاء الذي يسقط على أقصانا، تقف مكتوفة الايدي، لا تحرك ساكنا، وكأننا في عالم اخر لا يمت بالقضة اي صلة، وكلي فخر بالشباب الذي جرج اليوم ليصرخ بأعلى صوته نصرة الاقصى، ولم ينتظر صحوة اصحاب الكلمة والقرار حتى يفيقوا من سباتهم”.
اقل واجب علينا صلاة جمعة موحدة
ومن جانبه قال الصيلدي والناشط ياسر دسوقي:” إن اقل واجب علينا صلاة جمعة موحدة، في هذه الأحداث مصيرية التي تمر بها مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، لا يمكننا الوقوف جانباً، والمشاهدة وكأن ما يحدث لا يعنينا، نحن جزء لا يتجزء من هذه القضية والشعب”.
حبنا اليه وحده لا يحميه!
وتابع:” فكلنا نحب ونعشق المسجد الأقصى المبارك بالفطرة، ولكن حبنا اليه وحده لا يحميه من عبث العابثين، لذلك أطلب من لجنة، أمة المساجد بالطيبة، بالاجتماع اليوم لتبني فكرة إقامة صلاة جمعة واحدة موحدة لكل البلد في ملعب المنارة، وذلك لايصال رسالة حادة واحدة موحدة بأن أهل الطيبة وفلسطين كلها موحدون من أجل حماية أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، رافضين بذلك كل مساعي الاحتلال بفرض واقع جديد مرفوض على المسجد الأقصى المبارك”.
لنتخذ المواقف الجريئة
واكمل دسوقي:” فهو بيت المقدس ونحن في أكناف بيت المقدس، ولنتخذ المواقف الجريئة في هذا الوقت بالذات، والذي يسطر فيه المستقبل، ويسجل التاريخ فيه المواقف”.
هل أضاعت الطيبة البوصلة؟
ووتساءل دروقي، هل أصبحت مدينة الطيبة معقل النضال ومصنع الشرفاء والمصدر الأول للمعلمين والمثقفين في البلاد، هل أصبحت مدينة بلا صوت يسمع، قائلا:” لا يعقل هذا، في الوقت الذي يكتب التاريخ ويدون المواقف، لا يمكننا الوقوف ساكتين دون أن يكون لطيبتنا المقدمة في النضال الشعبي والحماهيري والوطني..!”.
لا يليق بنا يا أهلنا…
واكد دسوقي:” إذا لم نقف في هذا الوقت العسير ، ونلتحق بشعبنا ونركب معه ونعاونه في محنته التي تطالنا كما تطال المقدسيين، وتطال أمة الإسلام في كل البقاع، ونحن من نسكن أكناف بيت المقدس!، إن الخمول الذي تعيشه اللجنة الشعبية كان له أثرا سلبيا على وضعنا الحالي، حالة اللا مبالاة التي تعيشها البلد لا بد من إنهائها، ولا بد لنا من النهوض ببلدنا على الصعيد الوطني والنضالي بأسرع الطرق فالتاريخ يدون وفي هذه الأيام تظهر المعادن الطيبة”.
نعيش حياتنا بشكل اعتيادي وكأن شيئاً لم يحدث!
وأشار:” لا يليق بنا ولا ببلدنا انعدام أي شكل من أشكال التضامن مع أحداث المسجد الأقصى، فالأقصى الذي تعود على أهل الطيبة هو في أمس الحاجة الينا اليوم. كنت أتوقع من القيادة السياسية أن تقوم بعدة تحركات وترتيبات من شأنها إبداء التضامن والرفض التام لأحداث المسجد الأقصى، حتى أئمة مساجدنا، كنت أنتظر منهم هبة لدين الله ولنصرة المسجد الأقصى المبارك، لكننا اليوم نعيش حياتنا بشكل اعتيادي وكأن شيئاً لم يحدث!، لذا ادعو القيادة السياسية والشعبية في الطيبة للإجتماع ولاتخاذ خطوات عملية وتضامنية مع أبناء شعبنا وملتنا”.
قولنا لكلمة الحق رباط
وانهى قائلا:” ولا بد أن تذكر بأن وجودنا هنا رباط ، وبأن قولنا لكلمة الحق رباط، وبأن نضالنا في سبيل اعلاء كلمة الحق جهاد”.
نسيتم او تناسيتم الذين لم يتخلفوا وشدوا ويشدوا الرحال الی الاقصی بالمئات… هؤلاء ليسوا بالحسبان ؟
طريقة النضال ليست الا وجهات نظر…. مطلوب منكم ان تحترموا وجهات نظر غيركم يا افاضل كما نحترم وجهة نظركم ونثمن عمل من تظاهر واحتج .
القيادات السياسيه واعضاء الكنيست ورؤساء البلديات وامامية المساجد هم المسؤولون عن الفشل