هذه طيبتي- تقهقر وانسحاب الجيش التركي ومروره من اراضي الطيبة وهو يجر ذيول الهزيمة في نهاية الحرب العالمية الاولى
يتناول المؤرخ صدقي ادريس في هذه الحلقة، موضوع انسحاب الجيش التركي من فلسطين، في نهاية الحرب العالمية الاولى ومروه من ارض الطيبة.
يقف المؤرخ صدقي ادريس الى جوار القلعة والجسر في السهل الغربي لمدينة الطيبة، ويروي انسحاب الجيش التركي نهاية الحرب العالمية الثانية، ومروه من قرية الطيبة انذاك، وما تلته من احداث اسقاط ارض فلسطين في ايدي الصهاينة.
رفض السلطان عبد الحميد الثاني، المعروف بحرصه على بلاد المسلمين، عرض رئيس الوكالة اليهودية ثيودور هرتسل بسداد ديون الدولة العثمانية بالكامل، مقابل السماح لليهود بزيارة القدس مرة واحد في كل عام، وقال جملته الشهيرة ” انه اهون علي ان يقطع من جسدي بمشرح على ان تقطع فلسطيني من جسد الامة العربية والاسلامية”.
وفي ذلك الحين كان السلطان عبدالحميد الثاني مُلمًّا بكل الإجراءات التي يقوم بها ثيودور هرتسل وذلك لأن السلطان كان يملك أقوى جهاز استخباراتي في ذلك الوقت، ولحماية فلسطين من الهجرات اليهودية أصدر السلطان عبد الحميد الثاني عام 1876 مذكرة قانونية بعنوان “مذكرة الأراضي العثمانية” أو كما هي في اللغة العثمانية “عثمانلي أراضي قانوني” وحسب هذه المذكرة القانونية منع السلطان عبد الحميد الثاني بيع الأراضي العثمانية وخاصة الفلسطينية لليهود منعًا باتًا وجهز وحدة شرطة خاصة للقيام بهذا الأمر ومتابعته.
ويُقال بأن هرتزل زار إسطنبول مابين 1896 إلى 1902 خمس مرات وأفنى كل مابوسعه من أجل الحصول على موافقة عثمانية بالسماح لليهود بالهجرة لفلسطين ولكن دون جدوى ويُقال ايضا ً بأن السلطان عبدالحميد أمر بتشديد الإجراءات الأمنية على فلسطين وأمر بتشديد الإجراءات الأمنية على تنفيذ قانون “الإرادة الثانية” الذي صدر عام 1883 والذي نص على جعل 80% من أراضي فلسطين أراضي وقف تابعة للدولة و20% أرض ملك خاص، ومن ضمن هذه الأراضي الخاصة كانت عائلة سرسق اللبنانية تمتلك 0,3% منها أي 0,3% من مساحة فلسطين كاملة وباعت عائلة سرسق هذه الأراضي لليهود بشكل غير مباشر وتمكن اليهود من الحصول على أول قطع أرض بشكل رسمي من خلال عائلة سرسق.
ومن ثم جاء القائدان التركيان، اللذان تربيا في باريس انور ونيازي، واتهما من خلال جمعية “تركيا الفتاة” السلطان عبد الحميد الثاني بالخرف والجنون، وقادا انقلابان عليه، وهنا اللذان مهدا لسلخ لواء “الاسكندرونا” من سوريا الى تركيا.
وجاء من بعدهما القائد مصطفى كمال اتاتورك، وكان قائد الجيش التركي في منطقة الطيبة وخط الدفاع الثاني، الذي تظاهر بالمرض وانسحب اما الجنرال ادموند اللنبي الانجليزي، تمهيدا لخروجه من البلاد، ولما انسحب من خط الدفاع الاول عند قناة السويس، الى خط الدفاع الثاني “خط العوجتين” الذي يمتد من جلجولية الى الطيبة حيث القلعة.
ومن ثم اكمل مؤامرته بان الغى الخلافة الاسلامية، عام 1924 م، وألغى إستخدام الحروف العربية، والزي الاسلامي، واستبدله بالزي الافرنجي، ومن ثم اعلن بان تركيا دولة علمانية.
كما تم سلخ وادي الاسكندرونا، كما وسعى ورثة جمعية “الاتحاد والترقي- تركيا الفتاة” (اردوغان)، الى سلخ الموصل من الوطن العربي، كذلك حلب من سوريا، وفشل، وخطط لضرب القومية العربية والقومية الكردية، وهو لا يدري بان من اعاد امجاد القومية العربية، هو كردي صلاح الدين الايوبي طيب الله ثراه.
المحطات الهامة في تاريخ فلسطين ..منذ عام 1916 وحتى وعد “بلفور”
وفي 31 تشرين الأول-اكتوبر 1917 دخلت القوات الإنجليزية بقيادة الجنرال ادموند اللنبي مدينة بئر السبع في أول نصر تحرزه بعد هزائم متعددة في حربها ضد الجيش التركي وأنهت بذلك 400 عاماً من حكم العثمانيين لفلسطين والوطن العربي، حيث دارت معارك طاحنة بين الجيش الانجليزي والجيش التركي، عند جبهة “طرعة السويس”، حيث اندحر وتقهقر الى الوراء الى جنوب فلسطين، مدعوما بالجيش العربي، بقيادة فيصل ابن الحسين وعودة ابن تايه، وتراجع الاتراك حتى وصلوا خط الدفاع الثاني الذي كان يسمى “خط العوجتين”. المقصود بالخط الواصل من منابع نهر “العوجة” عند نهر “اليركون” الى “العوجة” غور نهر الاردن في اريحا.
وكان يقع وسط خط العوجتين، بناء، الذي يقع عند مدخل قرية جلجولية، مسجد “ابو العون”، وهذا المسجد، بناه الصليبيون كمصنع للسكر، بني على طراز القوطي، كما يظهر من قناطره وقبته واقواسه، بالاضافة الى خان يقع شمالا.
في صيف عام 1916 بينما كانت طائرات الحلفاء تلقى بمنشوراتها فـوق العديد من الدول العربية ، وكانت بمضمونها تؤكد عزم الحلفاء على تحرير البلاد العربية وقيام دولها المستقلة، في حال توحيد جهودهما وتنسيق مواقفها مع دول الحلفاء ضد الحكم التركي، حين كانت المراسلات مكثفة بين اللورد هنري مكماهون الممثل الأعلى لبريطانيا في مصر وشريف مكة حسين بن علي على وضع هذه الوعود موضع التنفيذ ، وكانت بداية الرسائل بين الجانبين في 14 تموز 1915 .
وبعيداً عن هذه المراسلات وما جاء فيها من مواضيع كانت المكائد تحاك من وراء الستار ضد الدول العربية .
فقد كان دبلوماسيان أوروبيان أحدهما فرنسي والآخر بريطاني يجلسان فى غرفة مغلقة ينقضان هذه الوعود بشكل كامل ويتقاسمان مسبقاً الدول العربية فيما بينهما .
وفي 6 أيار 1916 أعدم الوالي التركي جمال باشا السفاح 21 شهيداً من رجال الحركة القومية المناهضة للحكم التركي من بينهم عدد من الوطنيين الفلسطينيين ومنهم علي عمر النشاشيبي من القدس ، وسليم الأحمد عبد الهادي ، ومحمد الشنطي من يافا . وفي 16 أيار 1916 تم التوقيع على اتفاقية “سايكس بيكو” وفيها جرى تقسيم الدول العربية إلى مناطق نفوذ بين بريطانيا وفرنسا .
وكانت تفاهماً سرياً بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على اقتسام الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الامبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى . وتم التوصل إلى بنودها من خلال لقاءات مكثفة سرية عقدها الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس . وحصلت فرنسا على سورية ولبنان ومنطقة الموصل في العراق .
أما بريطانيا فامتدت مناطق سيطرتها من طرف بلاد الشام الجنوبي متوسعةً بالإتجاه شرقاً لتضم بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج العربي والمنطقة الفرنسية في سـورية . كما تقرر أن تقع فلسطين تحت إدارة دولية يتم الاتفاق عليها بالتشاور بين بريطانيا وفرنسا وروسيا . ولكن الاتفاق نص على منح بريطانيا مينائي حيفا وعكا على أن يكون لفرنسا حرية استخدام ميناء حيفا ، ومنحت فرنسا لبريطانيا بالمقابل اسـتخدام ميناء الاسكندرونة الذي كان سيقع في حوزتها .
وفي 10 شباط 1917 بدأت المحادثات في العاصمة البريطانية بين المنظمة الصهيونية العالمية والحكومة البريطانية من أجل إقامة وطن يهودي في فلسطين .
وفي 27 آذار 1917 احتلت القوات البريطانية قطاع غزة بعد أن ألحقت هزيمةً كبيرةً بالجيش التركي .
وفي 14 آب 1917 تم عقد المؤتمر الصهيوني الثامن في لاهاي بحضور أربعة مندوبين يمثلون اليهود في فلسطين ، وكان الهدف من اختيار لاهاي جذب الاهتمام العالمي للنشاط الصهيوني في هذه المدينة ، واتخذ المؤتمر قراراً يهدف إلى عملية تسريع النشاط الاستيطاني .
وفي 31 تشرين الأول 1917 دخلت القوات الإنجليزية بقيادة الجنرال ادموند اللنبي مدينة بئر السبع في أول نصر تحرزه بعد هزائم متعددة في حربها ضد الجيش التركي وأنهت بذلك 400 عاماً من حكم العثمانيين لفلسطين والوطن العربي .
وتم فيما بعد تعيين الجنرال البريطاني تشارلز كلايتون مدير عام جهاز الاستخبارات في الشرق الأوسط ليكون أول مسؤول للإدارة العسكرية في فلسطين .
وفي 7 تشرين الثاني 1917 احتل الجيش البريطاني مدينة غزة بعد جلاء العثمانيين عنها ، وتمكن من بسط سيطرته على مدينة يافا بعد 9 أيام .
وفي 9 كانون الأول 1917 دخلت القوات البريطانية بقيادة الجنرال أدموند اللنبي مدينة القدس بعد انتصارها على الجيش العثماني ، وقد قال الجنرال اللنبي عبارته الشهيرة اليوم انتهت الحروب الصليبية .
وفي 18 كانون الثاني 1918 شكل دافيد بن جوريون ويتسحاق بن تسفي كتيبة ضمت 5000 رجلاً في الولايات المتحدة بعد إعلانها الحرب على ألمانيا ، ووصل قسم من المتطوعين إلى فلسطين وشاركوا في الحرب على الجنرال اللنبي وجزء آخر وصل بعد الحرب .
وفي 8 أيار 1918 تم عقد لقاء بين حاييم وايزمن وعدد من الوجهاء العرب في يافا بعد وصوله إلى فلسطين بفترة وجيزة بناء على اقتراح من الإدارة العسكرية البريطانية ، وحاول فيه تهدئة مخاوف السكان العرب من الصهيونية .
وفي 18 أيلول 1918 وضعت فلسطين تحت الإدارة العسكرية البريطانية باعتبارها من البلاد التي استولت عليها بريطانيا من العدو .
وفي 19 أيلول 1918 بدأ الهجوم البريطاني من القدس في اتجاه نابلس ومنها تم التوجه نحو الناصرة . وفي 20 أيلول 1918 تمكنت القوات البريطانية من احتلال مدينة نابلس ، وبعد ثلاثة أيام احتلت مدينتي حيفا وعكا ، حيث أكملت سيطرتها على أرض فلسطين بعد انسحاب القوات العثمانية منها .
وفي 18 كانون الأول 1918 تم انعقاد مؤتمر يافا للمستوطنين ، حيث حمل حاييم وايزمن مطالب المستوطنين إلى مؤتمر باريس للسلام .
وفي 27 كانون الثاني 1919 تم عقد المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في القدس رداً على مؤتمر يافا الصهيوني ، وذلك للبحث في المطالب الفلسطينية من مؤتمر باريس للسلام على قاعدة تقرير المصير وتحديد الموقف من المشروع الصهيوني ، وأعربت قراراته عن الرغبة في اعتبار فلسطين جزءً لا يتجزأ من سورية مع المطالبة بإلغاء وعد بلفور . وتشكيل حكومة وحدة وطنية في فلسطين .
وفي 3 شباط 1919 رفعت المنظمة الصهيونية العالمية طلباً إلى مؤتمر الصلح في باريس للاعتراف بالحق التاريخي للشعب اليهودي ، وبحقهم في إعادة إنشاء وطن قومي في فلسطين . ولم يوافق مؤتمر الصلح ورفض الادعاء الصهيوني بالاعتراف بالحق التاريخي في فلسطين .
وفي 23 شباط 1919 طلب حاييم وايزمن من مجلس العشرة أن تصبح فلسطين يهودية بقدر ما هي إنجلترا إنجليزية . وفي 28 نيسان 1919 تم إقرار ميثاق عصبة الأمم الذي تضمن نظام الانتداب .
وفي 11 أيار 1919 أعلنت بريطانيا رسمياً عن وعد “بلفور” الذي يمنح اليهود حق إنشاء وطن قومي لهم في فلسطين . وفي 10 حزيران 1919 بدأت أعمال لجنة كنغ – كرين الأمريكية في فلسطين ، لترى إمكانية إيجاد حل للوقوف على رغبات السكان . وبدأ الفلسطينيون بتشكيل جمعيات عربية إسلامية ومسيحية لمقاومة التسلل اليهودي الذي كان مدعوماً من البريطانيين ، وقدمت لها مطالب المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في القدس .
وفي 3 تموز 1919 عقد المؤتمر السوري العام ، وضم مندوبين عن سورية ولبنان وفلسطين . وحضر المؤتمر 15 مندوباً فلسطينياً من أصل 69 عضواً حضروا المؤتمر ، واعتبرته الحركة الوطنية في فلسطين مؤتمرها الأول . وفي 28 آب 1919 وافق المجلس الأعلى لمؤتمر الصلح في باريس على إرسال لجنة ثلاثية للإطلاع على وجهات نظر سكان سورية وفلسطين تمهيداً لتقرير مصير المنطقة وهي لجنة كنغ- كراين .
وفي 15 أيلول 1919 انسحبت القوات البريطانية من سورية إلى فلسطين بناءً على معاهدة لويد ـ كليمنصو بين لندن وباريس .
وفي 27 تشرين الثاني 1919 عقد المؤتمر الفلسطيني الأول في القدس ، وطالب باستقلال فلسطين .
وفي 9 كانون الأول 1919 دخلت القوات البريطانية القدس ، وأصبحت فلسطين تحت الاحتلال البريطاني .
وفي نيسان 1920 وقعت صدامات عنيفة بين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود أثناء الاحتفال بموسم النبي موسى عليه السلام في القدس ، ثم بدأت العمليات الفدائية في الجليل الأعلى ، وفي نفس الشهر قرر مؤتمر سان ريمو وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني لتنفيذ وعد “بلفور”.
روابط ذات صلة:
احدى المحطات الهامة في تاريخ فلسطين: انسحاب الجيش التركي ودخول الجيش الانجليزي