إسرائيل تحيط قطاع غزة بجدار تحت الأرض وفوقها وفي البحر
الكشف معلومات هامة عن مشروع اقامة “العائق الامني” الجديد المضاد للأنفاق
“سنبني العائق الامني مقابل قطاع غزة حتى لو كلفنا الأمر حربا جديدة مع حماس؛ لان مثل هذه الحرب ستكون عادلة ومبررة من وجهة نظرنا ولها ما يبررها”، قال قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي الجنرال “ايال زامير” خلال ايجاز صحفي قدمه يوم أمس للمراسلين العسكريين الذين رافقوه في جولة قرب حدود قطاع غزة، وفقا لما كشفه اليوم الخميس، المراسل العسكري لموقع “يديعوت احرونوت” الالكتروني.
جاءت اقوال “زامير” على خلفية كشف معلومات هامة عن مشروع اقامة “العائق الامني” الجديد المضاد للأنفاق اضافة للتقارير التي بادر الجيش الاسرائيلي الى نشرها حول التدريبات الكبيرة التي اجراها الاسبوع الماضي على مستوى الالوية، بمشاركة لواء “غفعاتي” ولواء “401” مدرعات المنضوي ضمن الفرقة “162” التابعة للقيادة الجنوبية.
وقال الجنرال “زامير” للمراسلين العسكريين إن تسريع وتيرة بناء “العائق” يلقي الكرة مرة اخرى في ملعب حركة حماس.
“نحن لا نقف مكتوفي الايدي ونعمل على ضرب قدرات حماس دون أن نتسبب بالتصعيد كما فعلنا الليلة قبل الماضي وحماس منضبطة وتشعر بقوة الردع وتقوم بكل شيء لمنع التصعيد لكنها تستثمر الموارد لتعزيز قدراتها استعدادا للمعركة القادمة، لذلك فان تقديرنا للموقف قد يتغير في كل لحظة ونحن نعمل للحفاظ على الهدوء وتعزيز قدرتنا على الردع وبالإساس تحسين استعدادنا للحرب” قال -زامير- مشيرا الى سلسلة الغارات الجوية التي شنها الطيران الاسرائيلي قبل يومين على اهداف متنوعة داخل قطاع غزة.
وكشف “زامير” ما اسماه بأحد نماذج تعزيز حماس لقدراتها وقوتها وهي كثيرة والمتمثل بدفع مشروع حفر الانفاق الى مستويات عالية وأن هذا المشروع لم يتوقف للحظة واحدة منذ نهاية عملية “الجرف الصامد” 2014 وان الجيش الاسرائيلي عرض معلومات استخبارية مفادها ان مدخلي انفاق تم حفرهما خلال العاميين الماضيين شمال قطاع غزة لا تبعدان سوى كلم واحد من الحدود الاسرائيلية واقيم هذان النفقان اسفل بيوت سكنية تقيم فيها عائلات مع اطفالها، مكون احدها من بناية من ست طوابق فيما تقع البناية الثانية بالقرب من احد المساجد ويقع النفقان على اطراف بيت لاهيا ومخيم الشاطئ بما لا يبعد اكثر من كيلومتر ونصف هوائي من كيبوتس “نتيف هعسراه” حسب قول قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي الذي يبدو أنه تعمد كشف هذه المعلومات للقول لحماس بانها تحت الرقابة الحثيثة.
ووفقا لمعلومات الجيش الاسرائيلي يوجد اسفل البناية المكونة من ستة طوابق موقفا للسيارات مرتبط الى “فتحة ” تقود الى شبكة واسعة من الانفاق فيما حفر النفق الثاني اسفل بيت الناشط في حركة حماس “عمار حامد” الذي يقيم في المبنى مع والده وشقيقه وزوجته واطفاله الخمسة.
“سنحول الانفاق الى مصيدة للموت في الحرب القادمة وكل من يقيم في هذه الابنية يعرض حياته وحياة اطفاله للخطر، وكل مبنى على هذه الشاكلة هو هدف عسكري مشروع سندخله الى بنك الاهداف” قال الجنرال “زامير” مهددا سكان البنايتين ومشرعا قصف المنازل بحجة وجود انفاق اسفلها
وتبلغ تكلفة اقامة “العائق الامني” الذي يطلق عليه الجيش الاسرائيلي اسم “جدار عائق استقرائي” أكثر من 4 مليارات شيكل وسيغوص الجدار الاسمنتي الهائل والسميك عشرات الامتار عميقا في الارض المقابلة لحدود قطاع غزة وسترتفع فوقه جدارا بارتفاع ستة امتار ما يعني ان قسمه الاكبر سيكون تحت الارض.
تجري اعمال البناء بالقرب من حدود غزة داخل المناطق الاسرائيلية ويتوقع من هذا الجدار ” الاستقرائي الذكي ” ان يحدد ويدمر كل نفق قديم او يجري حفره بواسطة تكنولوجيا هندسية خاصة.
وتم الانتهاء حاليا من بناء عدة كيلومترات من هذا الجدار خاصة في المقاطع المصنفة الاكثر تهديدا من الانفاق القريبة من التجمعات السكنية بينها سديروت لكن الجدار او العائق سيغطي في النهاية كامل الحدود مع غزة من “كرم ابو سالم” حتى “نتيف هعسراه” فوق الارض وتحتها.
ستتسارع خلال الاشهر القادمة وتيرة العمل وسينتهي العمل بشكل كامل خلال عام ونصف الى عامين على اكثر تقدير وفقا لتقديرات الجهات الامنية الاسرائيلية ذات العلاقة.
وتتوقع المؤسسة الامنية الاسرائيلية انهاء خطر الانفاق بشكل كامل مع انتهاء بناء الجدار الذي سيقوم بالتحذير من وجود الانفاق ويقوم بتدميرها ايضا ويدمر كل محاولة مستقبلية لحفر انفاق باتجاه اسرائيل.
وبحرا يخطط الجيش الاسرائيلي الى اقامة حاجز “كاسر امواج” على طول الحدود البحرية شمال قطاع غزة يمتد برا عبر لسان بري “صناعي” ليرتبط بالجدار البري ليشكل معه عائقا بريا وبحريا متصلان يعملان بالتوازي والتزامن.
ويجري العمل حاليا في عشرة نقاط مختلفة ولزيادة الفعالية والسرعة اقيمت مصانع للباطون الجاهزة بالقرب من حدود غزة حتى تتواصل عمليات صب الباطون في عمق الارض وبناء القسم الرئيسي تحت الارض فيما يشارك حوالي 1000 عامل في عمليات البناء فيما رسا العطاء على شركات اسرائيلية واخرى عالمية ويوجد الكثير من الخبراء العمال الاجانب من اريتريا، مولدافيا، اسبانيا، ايطاليا، البرازيل وغيرها من الدول، وسيجري العمل في 40 نقطة مختلفة في شهر تشرين اول القادم، فيما تولت الجهات الامنية فحص العمال الاجانب ومن ما اطلقت عليهم اسم “عرب اسرائيل” واليهود والتأكد من خلفياتهم الامنية علما ان الغائب المطلق عن هذا المشروع هم العمال الفلسطينيون فلا يوجد أيا منهم.ويجري العمل على مدار الساعة في 6 ايام من الاسبوع وتحت حراسة الجيش الاسرائيلي، فيما يرتدي كافة العمال في الموقع سترة واقي الرصاص، ويجري استخدام حفارة المانية عملاقة والتي تستطيع الوصول الى الاعماق المطلوبة للحفر، ويجري ضخ الباطون السائل بعد الحفر مباشرة لمنع انهيار الرمال، ويساهم هذا الباطون في ردم الانفاق القديمة ان وجدت، ومن ثم يجري صب الباطون العادي المسلح بسماكة كبيرة، ويجري زرع أجهزة تكنولوجية في الجدار المسلح للكشف المبكر عن أي عملية حفر جديدة في المستقبل، والتي يسهل استبدالها في حال تعطلت أو حدث عليها أي طارئ في المستقبل دون المساس بالجدار الاسمنتي تحت الارض.