وادي عارة بين مطرقة الاستيطان وسندان التسوية ..
رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو، يعرض على المبعوثين الأميريكيين، جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات، ضم مستوطنات في الضفة الغربية لإسرائيل مقابل مبادلتها بمدن عربية في منطقة وادي عارة والمثلث الشمالي، كجزءٍ من اتفاق سلام مستقبلي
صرح نتنياهو علنا بأنه عرض على المبعوثين الأميريكيين، جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات، ، ضم مستوطنات للقدس مقابل منح بلدات في وادي عارة للسلطة الفلسطينية.
هذا الاقتراح كان تنياهو قدمه للأميركيين كجزء من اتفاق سلام مستقبلي بين إسرائيل والفلسطينيين
الاقتراح بموجبه تضم إسرائيل كتل استيطانية للقدس مقابل نقل وادي عارة إلى مناطق سيادة السلطة الفلسطينية.
ويقع وادي عارة في منطقة المثلث الشمالي من فلسطين.
في سنواتِ الثمانينات أُقيمت العديد من المُستوطناتِ اليهوديّة على إمتدادِ الوادي من أجلِ منع التتابع الجُغرافي للسُكّانِ العرب
وبسبب قربه من الضّفّة الغربيّة ناشد الكثير من السياسيّين الإسرائيليّين منذ منتصف التسعينات بضم منطقة وادي عارة إلى نفوذ السُلطة الوطنيّة الفلسطينيّة مقابل إقرار بعض المُستوطنات اليهوديّة في الضّفّة الغربيّة كمُستوطنات تابعة للسيادة الإسرائيليّة.
تضم وادي عارة البلدات التالية: عارة، أم الفحم، كفر قرع، عرعرة، مصمص، مشيرفة والبياضة، ويزيد عدد سكانها على مئة ألف فلسطيني
رئيس القائمة العربية المشتركة في الكنيست الاسرائيلي، أيمن عودة عقب على هذا المقترح بالقول ان “أهالي أم الفحم ووادي عارة ليسوا بضائع للنقل، وإنما أهل البلاد الأصليون، ولا تتم مبادلتهم مع المستوطنين، لصوص الأرض”.
النائب د.يوسف جبارين قال “هذه المخططات هي عمليًا دعوة لارتكاب جريمتي حرب حسب القانون الدولي لأنها تحتوي، اولًا، على مخطط لاجراء ترانسفير ضد المواطنين العرب في وادي عارة، وثانيًا على مخطط لضم المستوطنات”.
وقال رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن الأرض والمسكن في وادي عارة، أحمد ملحم، أنه “من غير المعقول أنه كلما دخل نتنياهو لمأزق يقوم بإدخالنا نحن أيضًا لمأزق آخر”.
وقال أمين عام حركة “كفاح “، ايمن حاج يحيى، قال: فنحن نتمسك بارضنا لا بالجنسية الاسرائيلية ولكن كل الموضوع لا يتعدى كونه مجرد مناورة سياسية باهتة”.
روابط ذات صلة:
نتنياهو يقترح ضم مستوطنات لاسرائيل مقابل مدن بالمثلث الشمالي!
وتبقى فكرة التطهير العرقي على كل حال فكرة قديمة جديدة في استراتيجية الحركة الصهيونية والوكالة اليهودية منذ طرحت مشاريع التقسيم لأول مرة في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين . ففي مجرى احداث ثورة العام 1936 شكلت سلطات الانتداب البريطاني لجنة تحقيق عرفت باسم ” لجنة بيل “. هذه اللجنة قدمت في العام 1937 توصية بتقسيم فلسطين الى دولتين، واحدة عربية واخرى يهودية وطلبت في الوقت نفسه اجراء تبادل سكاني بين الدولتين بحيث يجري تهجير 225 الف فلسطيني من اراضي ما سمي بالدولة اليهودية الى اراضي الدولة الفلسطينية ونحو 1250 يهودي من اراضي الدولة الفلسطينية الى اراضي الدولة اليهودية . وقد رحبت الترويكا القيادية للحركة الصهيونية والوكالة اليهودية المشكلة آنذاك من حاييم وايزمان، وموشي شاريت ودافيد بن غوريون بالفكرة وكتب في حينه دافيد بن غوريون في يومياته الخاصة بتاريخ 12 تموز 1937 يقول: ” ان الطرد الاجباري للعرب من الاودية التي اقترحت للدولة اليهودية يعطينا ما لم نكن نملكه حتى في ايام الهيكلين الاول والثاني، انه يعطينا الجليل خاليا من السكان العرب “.
منطقة وادي عارة مقابل الكتل الاستيطانية القريبة من الخط الاخضر يبدو غير قابل للتنفيذ، على الاقل من ناحية تقنية – يمكن رسم خريطة حدود يتم خلالها ضم وادي عارة الى فلسطين وضم الكتل الاستيطانية لاسرائيل. ولكن من ناحية عملية، هذا الحل يصعب تنفيذه، أولا لأن اسرائيل، لا سيما تحت حكم اليمين الفاشي وقانون التسوية، لن توافق على اعطاء فلسطين المستقبلية الاراضي بحجم الكتل الاستيطانية. ثانيا، من الواضح أن اغلبية سكان وادي عارة لا يريدون هذا التبادل، وهذا ما ظهر في الاستطلاعات.
هذا مخطط قديم جدا فكلما دخلوا بمازق سياسي او فضيحة رشوه وسرقه يعرضون هذا المخطط لاشغال الناس فيه وهذا لا يكون .فنحن اصحاب الارض الذين نقرر مصيرنا