مخاوف فلسطينية من أثر التحقيقات مع نتنياهو على المفاوضات
قلق في السلطة الفلسطينية: “التحقيق مع نتنياهو قد يجعله يعرقل التوصل الى أي صيغة اتفاق”
أوردت صحيفة “هآرتس” العبرية في تقرير لها صباح اليوم ان السلطة الفلسطينية تتعقب التقارير المتعلقة بالتحقيق مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، وتستعد لإمكانية تقديمه للمحاكمة خلال الأشهر القريبة.
وقالت الصحيفة ان هناك من يؤمنون في القيادة الفلسطينية بأن الوضع الحالي يجعل كل الجهود المبذولة من اجل استئناف المفاوضات، مسألة زائدة وغير مناسبة. أضف الى ذلك انهم قلقون في السلطة من انحراف نتنياهو نحو اليمين بسبب التحقيقات، والقيام بخطوات تزيد من صعوبة التوصل الى اتفاق اسرائيلي – فلسطيني في المستقبل.
وأعاد المقربون من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في نهاية الاسبوع، الى الاذهان الفترة التي سبقت استقالة رئيس الحكومة الإسرائيلي السابق ايهود اولمرت، والرسائل التي حولها مسؤولون كبار من اسرائيل والولايات المتحدة آنذاك، التي جاء فيها انه لا يمكن التقدم في المفاوضات مع رئيس حكومة مشتبه فيه بعمل جنائي.
وتعتقد القيادة الفلسطينية انه خلافا لأولمرت، لا يوجد لدى نتنياهو ما يقترحه على الحلبة السياسية، وتقلقهم امكانية ان يعمل على دفن حل الدولتين سعيا لكسب رضا اليمين.
وقال مسؤول فلسطيني رفيع في الجهاز الامني، واحد المقربين من الرئيس عباس، لصحيفة “هآرتس” ان “نتنياهو لم يقترح حتى الان أي شيء، وهو يتهرب من كل امكانية للاتفاق. انه ليس مستعدا لتقديم اجوبة في المسائل الجوهرية، كالبناء في المستوطنات وحدود 67، ومع التحقيقات ضده، من المؤكد اننا لا نتوهم بأنه يمكنه عرض شيء”.
وأضاف المسؤول انه يتزايد في السلطة التقدير بأن الرئيس الامريكي ترامب لن يعرض مبادرة سياسية في المستقبل القريب. ويسود الافتراض في السلطة الفلسطينية انه حتى إذا كانت الادارة الامريكية ترغب بتحريك المفاوضات، فإنها ستفضل الانتظار حتى تتضح صورة التحقيقات مع نتنياهو. كما يقدرون في السلطة انه حتى إذا قادت التحقيقات الى انتخابات جديدة او استبدال نتنياهو، فسيكون على الاطراف اعادة تقييم الاوضاع.
وقال المصدر: “للأسف الشديد، فان طاقم الرئيس ترامب ليس مستعدا لعرض موقف واضح بشأن مسألة الحدود وحل الدولتين. صورة الوضع هذه اصبحت أكثر تعقيدا، في الآونة الاخيرة، في اعقاب الشبهات الجنائية ضد نتنياهو. نحن لا نرى الامريكيين عل استعداد لطرح مبادرة او خطوة فاعلة في الوضع الحالي، ولذلك فإننا نتوقع عدم حدوث أي تقدم على هذا المسار خلال الاشهر القريبة”.
ولا يترددون في القيادة الفلسطينية بمهاجمة طاقم ترامب. وفي نهاية الأسبوع قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي، ان مستشار الرئيس ترامب وصهره، جارد كوشنير، لا يمكن ان يكون وسيطا بين الفلسطينيين واسرائيل، لأنه ليس ملما بما يكفي بما يحدث في الشرق الاوسط ويميل الى تبني الموقف الاسرائيلي بشكل بارز”.
وقال مستشار الرئيس عباس والمسؤول عن ملف الخارجية في حركة فتح، د. نبيل شعث، للصحيفة ان المسائل المتعلقة بالتحقيق مع نتنياهو هي شأن داخلي اسرائيلي، لا حاجة لتدخل الفلسطينيين فيه. واوضح انه طالما تواصل التحقيق مع نتنياهو فانه لا تبدو في الافق امكانية استئناف المفاوضات. واضاف: “لا يمكننا حتى اجراء مقارنة مع اولمرت، فخلافا لنتنياهو كانت لدى اولمرت وجهة نظر للاتفاق المستقبلي وجرت مفاوضات حققت تقدما، اما في حالة نتنياهو فالمسألة معكوسة تماما- هذا الشخص يبحث فقط عن التهرب من كل التزام ازاء حل الدولتين، والان، في ضوء التحقيقات ضده، يجب علينا الاستعداد لخطوات قد تكون مدمرة من ناحية العملية السياسية”.
وحسب شعث فان الجهد الفلسطيني خلال الفترة القريبة سيركز على الحلبة الدولية بهدف منع اجراءات اسرائيلية، كتعزيز البناء في المستوطنات او تقديم مشاريع قوانين تؤثر مباشرة على العملية السياسية، وقال: “نحن لن نجلس مكتوفي الايدي”. واضاف شعث ان “النضال الشعبي في موضوع الحرم القدسي يتوقع ان يصبح نموذجا بالنسبة للفلسطينيين. هذا نموذج نريد تبنيه من اجل منع قرارات تعمق الاحتلال”.
وتشكل هذه الفترة فرصة للفلسطينيين لمحاولة دفع المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية. وتسعى جهات مختلفة الى تشجيع التفاهم بين الاطراف، على الرغم من ان الرسائل التي يجري تحويلها حاليا، في الاتجاهين، ليست مشجعة.
وفي نهاية الأسبوع هدد عباس بمواصلة تقليص الميزانيات للقطاع، فيما لا تظهر حماس أي دلائل على نيتها التخلي عن السيطرة على القطاع. وقال مسؤول فلسطيني رفيع في اللجنة التنفيذية للمنظمة ان “صورة الاوضاع صعبة جدا. ففي غياب افق سياسي وفرصة للتقدم، وامام الانقسام الذي لا تبدو لها نهاية في الافق، نحن نواجه مرحلة انتظار لا يعرف أحد الى اين ستقود”.