العنصرية بملابس برلمانية – بقلم: ناضل حسنين
حين تنتقل العنصرية من أحاديث الغرف المغلقة الى المنبر البرلماني، يكون الابارتهايد قد انتشر في ارجاء المؤسسة الرسمية بك اريحية
وكأننا نحتاج الى سخيف جديد على الساحة السياسية بوجود ليبرمان وبينيت وحازان ومشتقاتهم. فقد خرج علينا عضو الكنيست سموتريتش (البيت اليهودي)، الذي رفض في الماضي ان ترقد زوجته في مستشفى الولادة مع والدات عربيات في نفس الغرفة، خرج علينا بمقترح لخطة حكومية تقضي على التطلعات الوطنية الفلسطينية الى الابد.
وتنص خطته التي بلورها على ان تسيطر إسرائيل على كامل الضفة الغربية بكل مدنها وقراها واراضيها وان تفكك السلطة الفلسطينية وكل مؤسساتها بالكامل، والبدء بمشروع واسع جدا للاستيطان في كل مكان وبالمقابل تشجيع الفلسطينيين في الضفة الغربية والمواطنين العرب في إسرائيل على “الهجرة بمحض اراداتهم” من خلال منحهم الحوافز المالية السخية.
ويقول سموتريتش دفاعا عن مقترحه، ان مشروعا كهذا سيكلف إسرائيل اقل بكثير من الحملات العسكرية التي تشنها بين الحين والآخر، كما أن الامر لا يتعلق بترانسفير (تهجير) وانما بهجرة ارادية. ويضيف ان حوالي 20 ألف فلسطيني من الضفة الغربية يهاجرون سنويا الى بلاد أخرى وان عدد الراغبين بالهجرة من الضفة الغربية اضعاف هذا العدد لو توفرت لديهم الإمكانيات المادية للقيام بذلك، ولهذا فهو “الكريم السخي” سيساعدهم على القيام بذلك.
ويقول سموتريتش ان على حكومة إسرائيل ان تخصص لهذا المشروع الميزانية الضرورية سنويا من المحفزات للعرب الراغبين بالهجرة، وفي نفس الوقت ينادي بمضاعفة عدد المستوطنين في الضفة الغربية في المرحلة الأولى من المشروع بعد ضم الضفة الغربية بكاملها للسيادة الإسرائيلية وفرض القانون الإسرائيلي عليها.
ويرى سموتريتش ان مثل هذه الخطة لن تستمر طويلا لأنها ستعطي ثمارها في وقت أسرع مما يتوقع الجميع. وانتقد سموتريتش القيادة السياسية الإسرائيلية التي تكلف الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، بأمرين متناقضين، “ان يسكب الزيت والماء على النار في نفس الوقت، فالجيش لا يستطيع القضاء على الإرهاب والإبقاء على الآمال القومية الفلسطينية التي ستولد الإرهاب من جديد”.
أما من يفضل البقاء والتنازل عن التطلعات القومية بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، فيعد سموتريتش بمنحه حقوق مدنية واسعة باستثناء حق التصويت للكنيست. ويقترح منح العرب المتبقين في البلاد (الضفة وإسرائيل) مهلة 30 عاما ليتم تقييم سلوكهم بعد ذلك والبدء بمنحهم تدريجيا الحقوق المدنية المذكورة الى ان يحصلوا على حق التصويت والانتخاب للكنيست ولكن شرط ان يؤدوا الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي مثل الدروز.
هكذا يقول سموتريتش النائب من “البيت اليهودي” من على صفحات الجرائد صباح اليوم بكل وقاحة عنصرية ولا نجد الشرطة تعتقله او تدعوه للاستجواب لتصريحاته العنصرية التي تحاذي فكر النازيين الجدد.
هكذا بدت لأول مرة تصريحات ليبرمان التي دعا من خلالها الى نقل ام الفحم ومحيطها وسكانها الى السلطة الفلسطينية مقابل ضم اريئيل و”كريات أربع” الى السيادة الإسرائيلية، واستهجنها المتابعون آنذاك وصمت عليها المسؤولون الاسرائيليون خجلا في البداية حتى تحولت الى مطلب إسرائيلي رسمي تطرحه الوفود المتفاوضة على الطاولة علنا.
اقتراح سموتريتش قد يكون جس نبض لتأسيس نهج إسرائيلي رسمي جديد يتعلق بمدى رد الفعل العربي على مثل هذا الاقتراح، أي نحن الفلسطينيين على جانبي الخط الأخضر.
اعرف ان السياسيين العرب الكسالى سيرددون على مضض، “اتركوا هذا المعتوه فهو لا يقرر في هذه الأمور المصيرية”، وانه “يحاول كسب الشعبية وسط المستوطنين ووسط اليمين المتطرف”…وهكذا حتى يصبح هذا المقترح موضوعا تتداوله الصحافة بلا خجل ويردده كل من غضب من مواطن عربي عند شارة مرورية الى ان يدفع نتنياهو بأحد وزرائه للإدلاء بتصريحات بهذا المعنى وحين يرى ان الهدوء سيد الموقف، لن يتأخر في تبني الفكرة على انها نهج رسمي، طالما انها قائمة على “الهجرة بإرادة حرة” للمواطن العربي.
وهل تعتقدون انه يهودي او على الاقل اسرائيلي؟؟؟سؤال يحتاج الى اجابه!!!