باتت ظاهرة العنوسة في مدينة الطيبة تتضائل في السنوات الأخيرة، ذلك بعد أن اصبحت الفتيات اللواتي تجاوزن سن الزواج اجتماعيًا، ولم يحالفهن النصيب باكرا، تقدم التنازلات الكثيرة والكبيرة من أحلامهن وتطلعاتهن، في سبيل السترة، لتتزوج من مطلق لديه اولاد او من رجل كبير السن، آخذات بمبدأ “ظل رجل ولا ظل حيطة “
إنشغلت بتعليمي وشهاداتي ونسيت نصيبي!
“مريم ” اسم مستعار 39 عاما تروي قصتها “لموقع الطيبة نت” “قائلة :” أثناء دراستي في الثانوية وفي سن السابعة عشرة من عمري، كنت أنظر إلى الزواج على أنه مشروع مؤجل في حياتي، فتقدم لي كثير من الشباب الذين يرغبون في الزواج مني، من كل العائلات ، كنت أرفض الزواج لأنني أرغب بأن أصبح معلمة ، ثم دخلت الجامعة ، انهيت اللقب الأول والثاني حتى وصلت إلى سن 35 ، بدأت الفرص تقل وأصبح الذين يتقدمون إلي هم من فئة المتزوجين، وأنا أرفض وأقول بيني وبين نفسي ( بعد هذا التعب والسهر وهذا الطموح انا سأتزوج إنساناً متزوجاً؟؟ كيف يكون ذلك؟ عندي الجمال والشهادات العليا وأتزوج شخصاً متزوجاً ? او ارملا ؟)”.
وافقت على الزواج حتى لا يقال عني عانس!
تواصل “مريم ” حديثها لموقع “الطيبة نت”، قبل الزواج تقدم لي أكثر من شخص لكن للأسف معظمهم لا يحملون الكفائات وحتى ظروفهم غير مناسبة لكني وافقت على الزواج مؤخرا من اجل الخروج من عنق الزجاجة بمعنى اخر الهروب من العنوسة ، فمجتمعنا لا يرحم وبقاء الفتاة دون زواج امر لا يحتمل ، نظرات الناس والمجتمع كلها امور مخجلة، لهذا وافقت على نصيبي وتزوجت من مطلق لديه اولاد، هو إنسان جيد ورائع، احاول ان اتاقلم معه وانسى احلامي السابقة التي كانت تراودني وانا صغيرة، بالزواج من شاب يناسب عمري انذاك، واخيرا انصح كل فتاة في حال تقدم لها شاب جيد، حتى لو كانت سنة اولى جامعة او حتى بالثانوية بالزواج واستكمال التعليم بعد الزواج فالشهادة تأتي لكن النصيب المناسب قد يذهب مع الريح !”.
لن اسامح ابي حتى في قبره !
(نجمة) اسم مستعار، تجاوزت العقد الرابع، تروي قصتها لموقع “الطيبة نت “، قائلة:” كنت في المرحلة الثانوية ثم المرحلة الجامعية، وخلال هذه الفترة تقدم لي اكثر من شخص في كل مرة كان والدي يرفض العريس بحجج واهية، على سبيل المثال غير متعلم، ظروفه الاقتصادية صعبة، ليس “ابن عائلة كبيرة” ، حتى اصبحت في عمر الاربعين لم يعد من يتقدم لي، ولهذا لن اسامح ابي الذي اهتم بوظيفتي ومعاشي قبل زواجي”.
حلمت ان اكون ام وبزوج اشكي له همي والقي راسي على كتفه!
تواصل نجمة ؛ كان يعتقد الجميع بأنني سعيدة لانني بدون اطفال ولانني بدون زوج يعكر حياتي ، لكنهم لا يعلمون ان الانثى مهما كبرت تظل تحلم باطفال يملأون عليها حياتها تدللهم وتسعدهم وتربيهم ، تحلم بزوج حنون يسمعها يجلس معها ، انا اؤكد وأعرف ان غالبية الفتيات غير المتزوجات نادمات ، فلا يوجد انسانة لا تحلم باسرة لها وان تكون زوجه وام، لهذا رضيت بنصيبي ووافقت على الزواج من رجل مسن انسان جيد واحمد الله على نصيبي”.
تعلقت بصغري بشاب كنا سنتزوج لكم توفي فعزفت عن الزواج!
اما قصة عائشة، هكذا فضلت ان تلقب نفسها فتختلف نوعا ما عن نجمة ومريم فتقول ؛ اليوم تجاوزت العقد الخامس من عمري ، وانا بعمر 25 تعلقت بشخص واحببته لسنوات لكنه توفي فقاطعت الحياة الزوجية”.
“كل شي قسمة ونصيب “
واضافت عائشة ؛ صدقا لم يرق لي الزواج بسن متاخر، اعتبر هذا “قسمة ونصيب ” وها انا اضحك واعمل، الاهم ان تكون الانسانه قوية وتبني اسرتها من خلال علمها وثفافتها حتى لو وصل بها الوضع ان تربي اولاد اخوتها او اخوتها”.
راي التواصل بهذا الموضوع للوقوف عند هذا الموضوع وفي سؤال شمولي لزاوية “صدى البلد”، سالت مراسلتنا .. ما هي اسباب العزوف عن الزواج بسن معقول ؟
مشكلة الدراسة
تعتبر مشكلة الدراسة حسب ما قال بعض النشطاء على التواصل النقطة المركزية في أي مجتمع، لذلك بالاعوام الاخيرة اصبحت الشابات والاهل ايضا يفضلون الحصول على شهادات عليا مؤمنين بأن شهادة الفتاة تؤهلها لتحمل مسؤوليات الزواج لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، اذ يتاخر موضوع الزواج بسبب طموح الشابة والاهل بالشهادة .
غلاء المهور
يعتبر غلاء المهور والزواج حسب راي التواصل سبب من اسباب تاخر الزواج لذلك ينفر البعض من الزواج، بسبب طلبات الاهل فتبقى بناتهم رهينة البيت، الأمر الذي يمنعها من الزواج باكرا .
الابتعاد عن الدين
قال البعض ان السبب الرئيسي للزواج بسن متاخر هو الابتعاد عن الدين نوعا ما ، فإستكمال نصف الزواج امر واجب ديني، لكن هناك العشرات من الشباب والصبايا تلهيهم الحياة، ويعتقدون ان الزواج شبح يهدد حياتهم الخاصة .
طمع الاهل براتب الشابة
يرى البعض انه بسبب طمع الأهل براتب الفتاة فهناك عائلات كثيرة تسعى بالاحتفاظ ببناتها، وذلك داخل قوقعة الاسرة، حتى تستفيد من راتبها الذي، هو جزء لتغطية مصاريف العائلة.
لا يوجد عريس مناسب
ويرى بعض المعقبين ان متطلبات الشابة بعريس لائق هو سبب هذا الموضوع مشيرين ؛ان الشابة تقضي احيانا عمرها وهي تبحث عن عريس مناسب فتكبر وتمر الايام وبالنهاية يتقدم لها زوج لم تحلم به، ولم يكن ذات المواصفات المطلوبة فترضى به للخروج من العنوسة .
تعصب عائلي وطقوس غريبة
يرى بعض المعقبين ان هنالك عدد من الاهالي ينشغلون بتزويج الاخت الكبيرة، لذلك اذا لم تتزوج تظل الاخت الصغيرة رهينة معتقدات خاطئة ، فتكبر الشابة ويضيع مستقبل زواجها حتى ينتهي بها الامر ان تتزوج مسن او ارمل او حتى مطلق.
واخيرا ورغم كل الاسباب السابقة يبقى موضوع تأخر الزواج في بلدنا وضياع الفرص والارتباط، ضريبة الحياة التي تدفعها بعض السيدات اللواتي تأخرن بزواجهن.