“يا كشيلي يما يا حبيبي يا نزيه يا روح امك الله يرضى عنك يا حبيبي”، بهذه الكلمات المؤثرة التي لفها الحزن واللوعة كانت تتمتم “أم يونس”، والدة المرحوم نزيه مصاروة ” وسط حسرة تمزق صمت المكان .
بلوعة كبيرة تتحدث “ام نزيه”، كيف إستقبلت قبل أيام، نبأ وفاة إبنها بحرقة الأم قائلة:” لا أدري ماذا اقول عن نزيه الشاب المحبوب، الذي لطالما كان همه إسعاد الآخرين سواء في فرح ، مهرجان ،مناسبات مختلفة، فقد كان نزيه، الابن الأوسط، الذي يحب الجميع ،انسان مساعد وشهم وكريم، لم يتركنا يوما ونحن بحاجة اليه، وكلما إشتد علي أمر ما، كان حاضرا ملبيا جاهزا لأي طارىء وأي مساعدة تخص العائلة “.
وتواصل الأم حديثها بحسرة وألم : “كان نزيه بطبعه مبتهجا يمشي كالاسد ،فإذا حضر في أي مكان، ساد الفرح والسعادة أرجائه، كان دوما مبتسما عاطفيا وخدوما” .
وعن اليوم الذي تلقّت فيه الخبر المؤلم تقول أم يونس “والدة نزيه” : “في بادئ الأمر، لم اصدق الخبر كنت في دوامه وحتى هذه اللحظه لم أستوعب فاجعة موته”.
وأردفت “أم يونس”، لم أر نزيه مدة أسبوع تقريبا ، فطبيعة عمله في الليل وصغط العمل بالفترة الاخيرة اشغله، لكنه كان يحادثني بشكل يومي ،فقبل يوم الحادثه إتصل بي وقال:” أمي سأسافر إلى إيطاليا ثلاثة ايام، وسأترك أطفالي بصحبتك”، وبدوري رحبت بالأمر داعية له بالخير والتوفيق . وها هو سافر ولم يعد!” .
وواصلت” أم نزيه” حديثها، قائلة:” كنت اتمنى، لو أطلق القاتل الرصاص على قدمي نزيه على الأقل، لبقي نفسه في الحياة، لكن ماذا استفاد بقتله، غير أنه قتلنا جميعا فحسبي الله ونعم الوكيل عليك يا ظالم “.
وعلى الرغم من الفاجعة التي أصابتها، إلا انها مؤمنة بقضاء الله وقدره قائلة، بعد أشهر كنت سأخرج للتقاعد، لكني قررت التقاعد من الآن من أجل أبناء نزيه (ريحة الغالي ).
وتختم: ” بالنهاية ترك نزيه ذكرى جميلة، لدى الجميع، بما قدم لمجتمعه، وعندما يكبر ولده سوف يفخر بأبيه “.