النقص في المستشارين النفسيين التربويين في المدارس يزيد من ضائقة الطلاب ويتسبب في تنامي الظواهر السلبية، والنقص في توفير ممرض/ة في المدارس يهدد حياة الطلاب، من هذا المنطلق دعا أولياء امور الطلاب في مدرسة عتيد الثانوية في مدينة الطيبة، الى ضرورة توفير ممرض أو ممرضة وتوفير مشرفين وأخصائيين إجتماعيين في المدرسة، وبلدية الطيبة ترد بأنها ستعمل على سد الإحتياجات بالإمكانيات المتاحة.
تقرير: حسني صوان واصيل جبالي
طالب عدد من أولياء أمور الطلاب في المدرسة الثانوية “عتيد” في مدينة الطيبة، بضرورة توفير ممرض أو ممرضة بشكل دائم خلال الدوام الدراسي.
وأكدوا لمراسل موقع “الطيبة نت”، حسني صوان، أن وجود ممرض/ة يساهم في إسعاف الحالات الطارئة، وتقليل المضاعفات الناتجة عن إصابة الطلاب بالكسور والأزمات الصحية الناتجة عن أمراض يعاني منها الطلاب.
ودعوا لتوفير ممرض/ة متفرغ/ة في المدرسة، لافتين إلى حاجة العديد من الطلاب ذوي الإعاقة أو المصابين بأمراض مزمنة مثل القلب والسكري والصرع لاسعاف طارئ قبل نقلهم لأقرب مستشفى.
لا تتمتع بوظيفة ممرض/ة، منذ بداية العام الدراسي الحالي
ويشار إلى أن المدرسة الثانوية “عتيد” لا تتمتع بوظيفة ممرض/ة، منذ بداية العام الدراسي الحالي، بحسب ما أفاده بعض أعضاء الهيئة التدريسية في المدرسة، مشيرين إلى أن غياب عنصر التمريض يشكل عبئا على إدارة المدرسة والهيئة التدريسية، وخطرا على حياة بعض الطلاب الذين يعانون من أمراض مزمنة قد لا يستطيعون التعامل معها.
نقص في عدد المشرفين والأخصائيين الإجتماعيين في المدرسة
وفي سياق أخر، أشار عدد من أولياء امور الطلاب في المدرسة وبعض أعضاء الهيئة التدريسية، إلى النقص في عدد المشرفين والأخصائيين الإجتماعيين في المدرسة، الأمر الذي يؤثر سلباً في البيئة التعليمية.
وأكد أعضاء الهيئة التدريسية بأن إدارة المدرسة وهيئتها التدريسية، ” لا تستطيع التطوير في العملية التعليمية، لانشغالها بأمور أخرى، مثل معالجة المشكلات السلوكية للطالبات، والقيام بعمل الأخصائيين والمشرفين، مطالبين بسرعة توفير عدد كاف منهم لإحكام السيطرة على المدرسة، وتفرغ الإدارة لعمليات التطوير.
بلدية الطيبة ترى بمصلحة طلابنا وتوفير أجواء وبيئة دراسية تعليمية ملائمة
من جانبها أكدت بلدية الطيبة على توجه مراسلنا، بانها ستعمل بالتعاون مع جميع الأطراف والجهات المعنية على توفير كل ما يلزم لهم والاحتياجات
وجاء في تعقيب بلدية الطيبة على لسان المتحدث بإسمها الزميل فالح حبيب ما يلي:” بلدية الطيبة ترى بمصلحة طلابنا وتوفير أجواء وبيئة دراسية تعليمية ملائمة لهم ضرورة قصوى، هذا في سلم أولوياتها، وستعمل بالتعاون مع جميع الأطراف والجهات المعنية على توفير كل ما يلزم لهم والاحتياجات التي توفر لهم ولطاقم التدريس بيئة تعليمية مناسبة ضمن جميع الامكانيات المتاحة”.
عدد ملكات المستشارين في جهاز التعليم العربي أقل من جهاز التعليم اليهودي
وبحسب المعلومات التي جمعها مراسلنا أصيل جبالي، فقد سنت الكنيست الاسرائيلية عام 2000 ، قانونا، ليحمي حقوق الطلاب والتلاميذ الاساسية، وبموجب القانون يحظر التمييز بين أي طالب والاخر بناءً على اساس طائفي، كما ينص على حقوق الطلبة وواجباتهم.
لكن حقيقة لا يخفى على كل ذي عين باصرة، انتهاج الدولة، سياسة التمييز المرفوض ضد ابناء الاقلية العربية، فكما يظهر جليا ان الخدمات الاجتماعية والمخصصات النفسية للطلاب العرب تقل عنها للطلاب والمدارس اليهودية.
فقد اشار تقرير لمركز الابحاث والمعلومات في الكنيست بتاريخ 3/2/2010، الى ان عدد ملكات المستشارين النفسيين التربويين في جهاز التعليم العربي حتى يوم إعداد التقرير يشكل نسبة 41% فقط من الملكات المطلوبة، كذلك وفقا للجنة المتابعة فأن الحكومة الإسرائيلية تنفق ما متوسطه 192$ سنويا على كل طالب عربي بينما 1100 $ على كل طالب يهودي. ويلاحظ أيضا أن معدل انسحاب المواطنين العرب الإسرائيليين من المدارس هو ضعفي عدد نظرائهم اليهود (12 في المئة مقابل 6 في المئة). وتلاحظ نفس المجموعة أيضا أن هناك نقص 5000 فصل دراسي في المدارس العربية.
يذكر ايضا تقرير صدر عام 2001 للجنة مراقبة حقوق الإنسان أن الطلاب العرب في المدارس الحكومية تلقوا تعليما سيئا بسبب انخفاض عدد المعلمين، وعدم كفاية عدد الابنية المدرسية، وعدم وجود المكتبات والأماكن الترفيهية. بينما وجد أن المدارس اليهودية تكون أفضل تجهيزا، وبعض منها يحتوي على استوديوهات تحرير الأفلام وغرف مسارح.
اختلافات جوهرية في كثير من جوانب النظام التعليمي
ووجد التقرير اختلافات جوهرية في كثير من جوانب النظام التعليمي. في عام 2009 أظهر سوريل كاهان من كلية التربية في الجامعة العبرية وان وزارة التعليم الاسرائيلية تمارس التمييز ضد العرب في مخصصاتها الخاصة للطلاب من خلفيات اجتماعية واقتصادية متدنية.
هذا النقص وما يترتب عليه من أثار سلبية على الطلاب العرب هو نتيجة سياسات التمييز الرسمي والإهمال المنهجي للتعليم العربي.
كذلك فأن وجود جهاز الاستشارة التربوية في المدارس العربية هو امر ضروري وملح من اجل ضمان الصحة النفسية للطلاب واستغلال قدراتهم بشكل انجع في جو داعم وايجابي.
النقص في المستشارين في المدارس العربية يزيد من ضائقة الطلاب
النقص في المستشارين النفسيين التربويين في المدارس العربية يزيد من ضائقة الطلاب العرب ويتسبب في تنامي الظواهر السلبية مثل: العنف، استخدام الكحول والسموم، والتسرب من التعليم وغيرها. هذه الظواهر تمس في الاجواء التعليمية وتؤثر على التطور السوي للطلاب وتحصيلهم العلمي.