نحو أعلى قمة في الضفة الغربية، تحديدا جبل “جرزيم” جنوبي محافظة نابلس، صعد “موقع الطيبة نت ” لكي يتعرف على الطائفة السامرية والتي تعتبر أصغر طائفة في العالم .
من هي الطائفة السامرية!
الطائفة السامرية التي لا يتجاوز عدد أفرادها 800 شخصا، أكثر من نصفهم يتجمع على جبل “جرزيم”، يعرفون أنفسهم بالسامريين ويعرفهم أبناء نابلس بالسمرة.
يسكن نصف السامريين ، على قمة جبل جرزيم المتواجد حول مدينة نابلس من جهة الجنوب، ، فيما يقطن الجزء الآخر في مدينة حولون قرب تل أبيب .
الطائفة السامرية تتحدث اللغة العربية، بطلاقة كونها عاشت في مدينة نابلس ،منذ أن وصلوا أرض كنعان، وتتمتع الطائفة بمعاملة خاصة لدي الإسرائيليين، حيث أنهم يحملون الجنسية الإسرائيلية، إلا أنهم يشغلون مناصب حكومية فلسطينية في العديد من الوزارات. ويتكلم السامريون اللغة العبرية القديمة التي نزل بها التوارة، بحسب قولهم، وتتكون اللغة من 22 حرفا.
عيد العرش وعلاقة الفلسطينين بالسمرة
تحتفل الطائفة السامرية هذه الأيام بعيد العرش، لمدة ثمانية أيام ينصبون داخل منازلهم عرش الفاكهة وفي محيطها توضع سعف النخيل .
هنا في جبل جرزيم استقبلنا “يوسف السامري”، مع عائلته ،بدت أصناف الفاكهة على انواعها مرتبة بشكل ملفت للنظر ، اذ وضعت كل صنف في صف متتال على شكل دائري اقرب الى لوحة سمائية معلقة .
يقول” يوسف السامري” عن عيد العرش :إنه بعد أن أطلق فرعون مصر (رعمسيس الثاني) سراح بني إسرائيل من مصر، وصلوا موقع اسمه “سكوت” متواجد في شبه جزيرة سيناء؛ والتي تعرف الآن بمدينة العريش ومن هنا اتت هذه التسمية .
واضاف “يوسف “يأتي عيد العرش بعد أربعة أيام من يوم الغفران “الصوم”، حيث ينقطع كل سامري -ما عدا الرضيع- عن المأكل والمشرب في هذا اليوم لمدة 24 ساعة، تبدأ من المساء وحتى مساء اليوم التالي”.
يواصل ” يوسف ” حديثه لموقع الطيبة نت ، “لا يعتبرنا اليهود منهم ونحن بدرورنا لا نعترف بهم، ويضيف يوسف نحن نؤمن اننا جزء لا يتجزأ من الفلسطينيين نؤمن بحقهم في هذه البلاد وان القدس عاصمتهم” .
اعياد الطائفة
من جانبه يقول” سلوم” ، وهو أحد أبناء الطائفة، ان الطائفة تقدس يوم السبت الذي يكف فيه السامريون عن العمل والخروج من المنازل. مضيفا “لدينا خمس صلوات في يوم السبت، أما في سائر ايام الأسبوع، فتكون الصلاة مرتين يومياً، واحدة في الصبح والثانية في المساء”.
وحول أعياد الطائفة السامرية أوضح ىسلوم” ، أن لدى الطائفة تحتفل بعدة اعياد منها عيد ” الفصح ” العنصرة ” “الفطير” و”العرش”.
عادات الزواج عن السامريون
تقول ” أم يوسف الطائفة السامرية ” تمنع تزويج بناتها لأبناء ديانات أخرى، ، وإن حدث هذا فإن الفتاة تكون خرجت من الطائفة فوراً.
وتزيد قائلة: واذا “أراد الشاب أن يتزوج من خارج الطائفة، فيشترط أن تترك الزوجة ديانتها وتدخل في الديانة السامرية.
الطائفه السامرية والسحر
أشيع على مدار سنوات عديدة ان الطائفة السامرية اشتهرت بالسحر ، ولكن من جانبه يرفض مدير المتحف السامري الكاهن حسني، الأعمال التي يقوم بها بعض السمرة، تسميتها بالسحر ، قائلا ؛ ان هذه الاعمال تقع في إطار الخير ولا يتدخّل فيها أمور الشرّ.
وأضاف الكاهن إشتهر السامريون بالابحار في علم الفلك والكواكب. ويجزم أن السحر محرم في الديانة السامرية، كما الديانات الأخرى، لكن أي عمل يجب أن يقوم على التوفيق لا التفريق،
واشار ؛ إن الله سبحانه جعل لكل شيء سبباً، والكهنة يعتمدون في تحليلاتهم واستنتاجاتهم الى علم الجمطرة وهو علم يتحدث عن قيمة الأحرف وارتباطها مع اسم الأم لكل انسان.
* علم الجمطرة: حِسَاب الجُمَّل او الترتيب الأبجدي طريقة لتسجيل صور الأرقام والتواريخ باستخدام الحروف الأبجدية، إذ يعطى كل حرف رقما معينا يدل عليه. فكانوا من تشكيلة هذه الحروف ومجموعها يصلون إلى ما تعنيه من تاريخ مقصود وبالعكس كانوا يستخدمون الأرقام للوصول إلى النصوص.