زيت الزيتون ارث تاريخي يتربع على عرش مطابخ العرب في الداخل
موسم الزيتون وقطافه وعصره، اهزوجة فرح وبهجة، لما فيه من المظاهر “الفلوكلورية” والتراثية المتوارثة منذ القدم، تتناقله الأجيال الفلسطينية، جيلاً بعد جيل، تتمسك به ولا تحيد عنه مهما كانت التغيرات والظروف!
يعتبر زيت الزيتون من أهم المؤكولات في الداخل الفلسطيني ، له تاريخ طويل مع التقاليد ، حاضر في جميع المطابخ العربية يجاهد البقاء بشموخ وكبرياء.
هذا الحضور لزيت الزيتون سواء في الأسواق او البيوت، لا بد أن يعود بالدرجة الأولى إلى أهميته وموقعه على مائدة الفلسطينيين، التي تعج بأنواع كثيرة من المأكولات والأطباق. فلا يقتصر استعماله ، كما في بعض الدول بإضافته إلى طبقي الحمص والفول ، بل تراه حاضرا بكل تفاصيله الفلسطينية على وجبات عديدة .مثل مناقيش الزعتر المتبل، المسبحة والسلطات على انواعها والتبولة والى اكلة المسخن الغنية، عن التعريف الى جانب المكابيس العديدة .
الطيبة نت تزور إحدى المعاصر في باقة الغربية
مراسلة موقع “الطيبة نت” وفي جولتها في منطقة المثلث، زارت ” معصرة قصي غنايم” والتي تعتبر أول معصرة للزيتون في المنطقة ، حيث كانت وما زالت تستقطب الزبائن من كافة البلدات العربية، في باقة نظرا لجودة الزيت العالية وطرق العمل الحديثة.
وقال “غنايم ” تبدأ مراحل انتاج زيت الزيتون بوضع الزيتون على الميزان ، لتوزين كمية الزيتون وثم إدخالها الى مرحلة تصفية الزيتون من الاوراق عبر آلة التفريز ، ليصعد الزيتون بعدها عبر الدرج الالي الى المرحلة الثالثة وهي غسل الزيتون، تمهيدا لعصره واخراج نواة حبة الزيتون (الجفت) الى الخارج ثم ينتقل الزيت بعد إبعاد الماء خلال انبوب خاص ليصفي الزيت في انبوب خاص له لينسكب في وعاء حديدي كبير فيه “حنفية” وليتدفق الزيت الى وعاء التخزين .
ويشير “غنايم ” بان زيت الزيتون باراضي الداخل الفلسطيني، يمتاز بعدد من المزايا التي تخصه عن غيره من الزيت على مستوى العالم، فهنا يستخرج زيت الزيتون من اصناف الزيتون الرومي الذي يعتبر من أفخر وأجود الاصناف العالمية المعدة لانتاج الزيت .
اما قطف الزيتون فيتم يدويا ومن على الاشجار .ثم يتم عصر الزيتون بالطرق الحديثه والتقليدية وعادةً، لا يتم قطف الزيتون قبل هطول أول مطر، فهو يغسل الأشجار وثمارها بعد صيف طويل، حار وجاف. لقد هطل فيبدأ موسم القطف وبالتالي كبس الزيتون أو عصره لاستخراج الزيت.
ويشار الى أن مواسم قطاف الزيتون، العرس الكنعاني القديم، بدأ منذ أسابيع، حيث المزارعون يتعاونون معاً في جني المحصول، ما يعزز الترابط الإجتماعي والمحبة، بين أفراد العالئلة، الاأصدقاء، الجيران، وبين الزوج وزوجه.
قطاف الزيتوت، طقس يكاد يكون مقدساً، لقدسية الشجرة ذاتها بحسب الاديان السماوية، ولرمزيتها كمجسد لخير أرض فلسطين المقاومة بوجه المصادرة والسلب، ولكون القطاف أيضاً عمل جماعي يتشارك فيه أبناء تلك الارض معاً.
يبدأ، موسم القطاف بحسب تقويم الفلاحين، بعد شتوة “المساطيح”، وهي المطرة الأولى في فصل الشتاء، وتكون عادة في نهاية أيلول/ سبتمبر أو بداية تشرين الأول/اكتوبر، ولا يبدأ القطاف إلا بعدها، لِما فيها من فوائد للزيتون حيث تصلب حباته وتنضج.
روابط ذات صلة:
الطيبة : صور جميلة من معصرة الزيتون
الطيبة – موسم الزيتون انتهى واسعار الزيت ترتفع اكثر !