ظاهرة خطرة باتت واقعاً يغزو شوارع مدينة الطيبة الرئيسية، استوقفتنا وكان لا بد من الحديث عنها وتناولها بشيء من المسؤولية وهي ظاهرة تسول الأطفال الجماعية.
يعتبر التسول من أخطر الظواهر الاجتماعية التي تعاني منها البلدات العربية بالداخل الفلسطيني والضفة الغربية، والتي تكشف مدى الحاجة والفقر الشديد، الذي قد يكون سبباً للمتسولين لانتهاج هذا المسلك في طلب الرزق والمال في حياتهم.
وللتسول اشكالا مختلفة، مثل إمرأة تحمل طفلا تستجدي الناس معتمدة على نظرة الشفقة ، إلى أطفال الشوارع الذين يستجدون بطرق عديدة مثل بيع ومسح زجاج السيارات إلى “الشحدة” مباشرة .
مراسلة الطيبة نت تلاحق المتسولين
ولأن عالم التسول عالم غامض بعض الشيء، حاولت مراسلة “الطيبة نت مراقبة ورصد تحركات المتسولين للوقوف حول هذا السر الخطير الذي قادها إلى تساؤلات تكاد تفوق قدرتها على تفسير خيوط لعبة مدروسة أين تبدأ وأين تنتهي.
أثناء بحثنا الميداني لهذه الظاهرة صادفتنا تساؤلات كثيرة لم نستطع الإجابة عنها، وجدنا متسولين، حاولنا تصويرهم حاولوا أن يخفوا وجوههم عن الكاميرا، حتى صرخوا في وجوهنا بأن نبتعد عنهم مهددين بكسر الكاميرا وعندما اقتربنا منهم لنجري معهم حواراً فرّوا هاربين بسرعة لماذا؟..
هذا العالم مشبع بالأسئلة وإشارات الاستفهام وعندما تحاول الدخول إلى عالم التسول لتراقب شخوصه وترصد تحركاتهم تشعر وكأنك تقترب من سر خطير أو كشف شيء، قد لا يخطر ببالك أبداً وأنك في لعبة كبيرة جداً تكاد تفوق قدرتك على تفسير خيوطها أين تبدأ وأين تنتهي.
فماذا يعني أن ترى أحد المتسولين وهو يغادر حالته “التسولية” إلى بيته يحمل “موبايل”؟ هذا ما أقسم عليه أحد المواطنين لمراسلتنا، حين رآه بأم عينه!
صفات المتسول
هؤلاء يعتبرون التسول مهنة مثلها مثل أي مهنة أخرى لكنها وسيلة أسرع وأسهل لكسب المال دون الحاجة لدخول معهد او جامعة لكنه يحتاج خبرة محنكة ذات ومواصفات معينة كان يكون رث الثياب ذات جرأة قوية وملامح تبعث على الشفقة، وكلمات تعبيرية محفوظة عن ظهر قلب يرددها المتسول امام الناس.
ومن الأساليب التي ما زالت تؤرق الجميع وجود أولاد صغار في ساعات متأخرة من الليل عند الإشارات الضوئية، حتى أن بعضهم يقوم بالتباكي بشكل مستمر بخاصة في ساعات الليل، حيث يتعمد تخفيف ملابسه إمعانا بفقره.
علم الاجتماع والتسول
يقول علماء علم الاجتماع أن ثمة عوامل تقف وراء ظاهرة التسول، منها التفكك الأسري ، رفاق السوء والتسرب من المدارس غياب التوعية والتثقيف والفقر، وانعدام الوعي والانحدار في المستوى التعليمي هي من أبرز الأسباب التي تقود إلى هذه الممارسة.
وعلى الرغم من تحذير الدعاة والمجتمع عامة، من ظاهرة التسول والمتسولين، والنهي المتكرر عن دفع الأموال إليهم، إلا أن كثيراً من الناس تجده يدفع الأموال إلى هؤلاء المتسولين، في ظل عدم وجود مظلة أمان اجتماعي تحمي الفقراء والمحتاجين وتسد احتياجاتهم. مما يشجعهم على انتهاج هذا المسلك في الحياة، وترك اتباع السبل الأخرى الصحيحة في تحصيل الرزق والمال الحلال.
إستطلاع عشوائي للطيبة نت
ومن خلال استطلاع مبسط لعينة عشوائية من الناس على مواقع التواصل لدى زاوية “صدى البلد” قال 60 % ان الفقر هو السبب الرئيسي لهذه الحالة، مشيرين إلى أن الكثير من المتسولين يرون أن هذا المسلك والطريق في تحصيل المال يعتبر ميسراً وسهلاً، ولا يحتاج إلى إعداد أو جهد بدني، وأغرى هذا الأمر كثيراً من المتسولين لانتهاج مسلك التسول، وأدى إلى شيوع هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة.
واجمع 10 % من المستطلعين، بأن هنالك عوامل أخرى منها الحالة الأخلاقية والثقافية والتربوية والاجتماعية، وغيرها.
اما 30% من المستطلعة أرائهم، أعطوا إجابات متفاوتة، إذا إعتقد البعض بأن بعض المتسوّلين للأسف قد ورثوا هذه العادة الاجتماعيّة السيئة من آبائهم وذويهم الذين سبقوهم إلى التسول في الميادين العامّة دون الإحساس بالحرج أو التردد، فيما قال البعض بأن ظاهرة تسول الأطفال والنساء، عمل تجاري ربحي، مشيرين إلى وجود أشخاص معينين خلف عمليات تشغيل، هؤلاء الأطفال الذين يأتون من الضفة الغربية، حيث يقومون على نشرهم ليستدرجوا عواطف الناس في الأماكن العامة وعند المساجد واشارات المرور وفي الاسواق، وعند الصرفات البنكية وتشغيلهم وإعادتهم مساء إلى مكان ما، لأخذ المبالغ التي تم جمعها.
أشار البعض من فئة الـ 30 %، إلى أن المواطن مطالب بتغليب العقل على العاطفة، وألا يقدم على مساعدة هؤلاء وأن يبحث عن الفقراء الذين تحسبهم أغنياء من التعفف، والأقربون والجيران أولى بالمعروف.