غربتنا شديدة لا يعلمها إلا الله، ينظر المسلم حوله فلا يرى إلا كفرًا مسيطرًا، وشرًا مستطيرا، وعدوًا متجبرًا. الأعداء كثير والتخطيط محكم. سلاحهم قوي حاملات، وطائرات، وصواريخ، وقنابل، وأقمار ترصد، وعدو يترقّب حملات صليبية، وأخرى من أبناء جلدتنا حصار على إخوتنا، ومحاسبة لنا والقادم أعظم أحاطوا بالأمة إحاطة السوار بالمعصم يتلفّت المسلم فيرى حوله في ديار المسلمين خرابًا ودمارًا أيتامًا وأيامى، أرامل ومفجوعين. بيوت تهدّم، وأعراض تنتهك، وحمى يستباح، وثروات تنهب، وخيرات تسرق، وهكذا…
يرى المسلم هذه الأهوال فيصيبه الحزن، واليأس، والإحباط، ولسان الحال يقول: {سواء علينا أجزعنا أم صبرنا مالنا من محيص} ولكن الأمر ليس بهذا السوء أيها الإخوة فالأمل باق في هذه الأمة والخير فيها إلى يوم القيامة وما ينبغي أن يصيبنا اليأس، والإحباط، والقنوط الذي يدفعنا إلى الحزن المقعد عن العمل. وهذه الكلمات ليست للتخدير ولا لمحاولة التغاضي عن الواقع المرّ، وإنما هي للنهوض بالنفوس لئلا تقع فريسة لليأس القاتل.
إن من الواجب على الدعاة إلى الله أن يشيعوا روح الأمل ويخبروا الناس بحقيقة الفجر الساطع الذي لا يأتي إلا بعد اشتداد الظلام في آخر الليل والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «بشروا ولا تنفروا ».
والمسلمون مهما حلّ بهم من الضيم فإنهم يبقون المخاطبين بقول الله تعالى: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} ومن الخطأ الفادح أن يظن بعض الناس أن هذه الأمة قد ماتت وأنها تحتضر وأنها تنتظر رصاصة الرحمة وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الفكر التحبيطي الميئس فقال صلى الله عليه وسلم: «إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكُهم -بالرفع- أو فهو أهلكَهم -بالنصب-» رواه مسلم على الرفع أي أكثرُهم هلاكاً، وعلى النصب فمعناه هو جعلهم هالكين لا أنهم هلكوا في الحقيقة.
روى الإمام أحمد عن تميم بن أوس الداري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليبلغنّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعزّ عزيز أو بذلّ ذليل عزًا يعز الله به الإسلام وذلاً يذلّ الله به الكفر».
لا لليأس والإحباط
روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: “بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل أيّ المدينتين تفتح أولاً قسطنطينية، أم رومية ؟ ” فقال صلى الله عليه وسلم: «مدينة هرقل تفتح أولاً» ورومية هي روما، والقسطنطينية هي مدينة هرقل، وهي الآن إسطنبول، وقد فتحت على يد محمد بن مراد المعروف في التاريخ بمحمد الفاتح رحمه الله تعالى إذن فقد تحقّق الشطر الأول من الوعد الصادق وبقي الشطر الثاني وهو فتح روما ونظن أن هذا الفتح سيكون بالدعوة والقلم واللسان وليس بالسلاح والقتال والله اعلم.
لا لليأس والإحباط
إن النصر لهذه الأمة، و التمكين لهذا الدين لا نشكّ في ذلك ولا نرتاب. ما الدليل على هذا الادعاء ؟ هناك أدلّة كثيرة من القرآن، ومن السنة، ومن التاريخ، ومن الواقع.
مع كل ما نراه واجب علينا في هذا الوقت بالذات التمسك بدين الله واتباع رسول الله فلن نرى النصر الا اذا تمسكنا بديننا الحنيف ليس مجرد كلمات رنانة وشعارات فارغة انما بالقول والعمل .
الحرب على الأمة منذ 14 قرن، والأمة باقيه مهما فعلوا فلن تسقط هذه الأمة .
ورحم الله الامام مالك حينما قال لن يصلح اخر هذه الأمة الا بما صلح به أولها.
الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمه والصلاة والسلام على سيد الانام محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام فنحن أمة التوحيد أمة لا اله الا الله ،هذه الامة تمرض ولكن لن تموت وهذا المرض ستشفى منه الأمة حينما يرى الله عز وجل المسلمين نهجوا النهج الصحيح القرآن والسنه
لا تنسوا الدعاء للمسلمين بالنصر والتمكين!