30 عاما على إنتفاضة الحجارة
صادف يوم الجمعة الفائت، ذكرى “انتفاضة الحجارة”، التي انطلقت في الثامن من ديسمبر/كانون أول، عام 1987م، وانتفضت مدن الضفة الغربية لمدة سبع سنوات، معلنة رفض الاحتلال ومخططاته، لتعود من جديد مشاهد الانتفاضة في ذكراها السنوية، بعد قرار الرئيس الأمريكي مساء الأربعاء الماضي بالاعتراف بالقدس كعاصمة أبدية للاحتلال ونقل سفارة بلاده إليها
أحيا الفلسطينيون يوم الجمعة الاخير، الذكرى الثلاثين، للانتفاضة الفلسطينية الاولى “انتفاضة الحجارة”، والتي ستمرت سبعة أعوام، من الكفاح بالسلاح الأبيض، اتنج اعتراف متبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية حينه، عبر اتفاق اوسلو عام 1993.
واندلعت شرارة الانتفاضة الأولى لتعطي دلالة قوية على أن الشعب الفلسطيني يأبى الانكسار وأن كل محاولات تغييب الوعي فشلت في تذويب الوطنية الفلسطينية الممتزجة.
ففي التاسع من شهر كانون أول (ديسمبر) 1987، انتفض الشعب الفلسطيني، في كافة مدن وقرى ومخيمات القطاع والضفة، معلنًا مرحلة جديدة في مواجهة الاحتلال، التي سرعان ما هيأت الظروف لميلاد فصائل المقاومة، وفي طليعتها كتائب القسام التي أذاقت الكيان الصهيوني كأس العلقم حتى أجبرته بعد سنوات مع غيرها من فصائل المقاومة على جر أذيال الخيبة والاندحار من غزة.
الشرارة الأولى
الشرارة الأولى تفجرت بعد الحادث البشع الذي ارتكبه سائق صهيونى في الثامن من كانون أول (ديسمبر) 1987؛ حين قام بدهس عدد من العمّال الفلسطينيّين من سكان جباليا شمال قطاع غزة، قرب حاجز بيت حانون “إريز” الذي يفصل قطاع غزة عن الأراضي المحتلة منذ عام 1948، مما أدى لاستشهاد أربعة منهم وجرح آخرين.
وسرعان ما فجر هذا الحادث الغضب الكامن في نفوس الفلسطينيين؛ فتحولت مسيرة تشييع الشهداء إلى مظاهرة غضب واسعة رشق خلالها السكان جنود الاحتلال بالحجارة، والذين ردوا بإطلاق الرصاص وتدخلت مروحيات الاحتلال لتطلق القنابل المسيلة للدموع لتفريق آلاف المشاركين في التشييع، لتسفر تلك الأحداث عن ارتقاء عدد من الشهداء والجرحى، لتمتد الشرارة بعد ذلك إلى كل مخيمات ومدن القطاع ومنها إلى الضفة الغربية، لنصبح أمام انتفاضة شعبية حقيقية حملت الحجر وانطلقت من المساجد لتقود ثورة ضد المحتل بعد ركود دام 20 عامـًا ثبت خلالها فشل الاحتلال في ترويض الفلسطينيين.
وعلى مدار 79 شهرًا ما بين عام 1987 وعام 1994 ، قدم الشعب الفلسطيني وفق إحصاءات رسمية حقوقية1376 شهيدًا فلسطينيًّا، فيما تتحدث إحصاءات أخرى أن عدد الشهداء تجاوز 1500 شهيد، بينما قتل 94 جنديا احتلاليا في عمليات ثأرية نفذتها الفصائل الفلسطينية أو شبان فلسطينيون غاضبون من جرائم الاحتلال.