هناك ارتباط قوي يربط بين الشعور بالحب والسعادة، وبين الزواج والارتباط بشريك الحياة الذي اختاره القلب واتفق معه العقل أيضًا. هذه المعادلة عندما تحدث، يكون هناك علاقة زوجية يملأها الحب والسعادة بين الطرفين.
مع وجود العديد من التجارب الحياتية التي تثبت ذلك، فهناك أيضًا المزيد من الدراسات العلمية الحديثة التي تم إجراؤها وأكدت أن هناك علاقة قوية بين الزواج وبين السعادة.
من أهم هذه الدراسات العلمية التي أثبتت أن الزواج يحقق السعادة للطرفين، دراسة بريطانية أجريت في كلية “فانكوفر” ببريطانيا تحت إشراف مجموعة متخصصة من الباحثين البريطانيين. جاءت فكرة الدراسة بعد انتشار الجملة الشهيرة التي تقول إن “الزواج شر لابد منه”. لكن، بعد إجراء التحاليل النفسية والفحوصات أثبتت الدراسة عكس ذلك تمامًا، فقد أكدت أن الزواج له فوائد عديدة للإنسان، من أبرزها زيادة هرمون السعادة والرضا.
لكي تحقق الدراسة البريطانية نتائجها، قامت بالإطلاع على البيانات التي نتجت من الدراسة الاستقصائية طويلة الأجل، التي أجراها الفريق البريطاني على الأسر المعيشية وعلى المتزوجون. استمرت هذه الدراسة بين عامي 1991 و2009 ووصلت لحوالي 30 ألف شخص. ظهرت التحاليل كاشفة أن الأشخاص المتزوجون أكثر سعادة وارتياحًا وأكثر شعورًا بالرضا والحب، عن الأشخاص الغير متزوجين والذين يفضلون الوحدة والإنعزال.
هذه الدراسة تم نشرها في الموقع والصحيفة البريطانية “ديلي ميل”. ذكر البروفيسور “جون هليويل”، المشارك في تأليف الدراسة، و قال: “حتى بعد سنوات من الزواج لا يزالون أكثر ارتياحًا”، لافتًا إلى أن الإختيار الصحيح في الزواج يحقق سعادة وارتياح بشكل أكبر.
أكد البروفيسور “جون هليويل” أن علاقة الزواج تكون أكثر سعادة ورفاهية عندما يجمع بين الزوجين علاقة صداقة قوية، خاصة عندما تكون في منتصف العمر. يشعر الطرفين بالإستقرار والسعادة والإطمئنان إلى جانب شريك حياته وهنا تصل درجة الرضا والسعادة إلى أقصى درجة.
كشفت الباحثة الإنسانية، والمستشارة الاجتماعية والأسرية، شيماء فؤاد، اثباتًا بالدراسات أن الزواج يزيد من شعور المرأة بالسعادة، وذلك بعد اطلاعها على عدة دراسات سيكوفسيولوجية من مواقع أجنبية مختلفة للصحة النفسية. ذكرت المستشارة الاجتماعية، شيماء فؤاد، أن الدراسات أثبتت بالعلم والتحاليل والفحوصات الطبية النفسية، أن الهرمونات تلعب دورًا كبيرًا في هذا الأمر. بمعنى ان المشاعر في الأصل هي هرمونات والحب ما هو إلا حالة هرمونية يستجيب لها أعضاء الجسم. عندما يعيش الانسان قصة حب، يبدأ قلبه بالخفقان ويزداد لديه الشعور بالتوتر والاشتياق واللهفة واحمرار الوجه أو الانفعال أو الهدوء، أو غيرها من الحالات الهرمونية التي تكون ملفتة بشكل واضح عند الشعور بالحب.
أضافت أن الجسم يقوم بإفراز هرمون آخر وهو الكوتيزون، ويطلق عليه هرمون التوتر. هذا الهرمون يزداد عندما تزداد الضغوطات الحياتية والمسؤوليات بعد الزواج. يقوم الجسم بإفرازه لكي يمنح الشعور بالتكيف مع الوضع. أنهت المستشارة الاجتماعية، شيماء فؤاد، حديثها قائلة: “وكلما زادت الضغوط زاد إفراز هرمون الكورتيزول بمعدل يفوق المعدلات الطبيعية للدوبامين الذي يشعرك بالسعادة”.