لا تزال جرائم القتل تعصف بالمجتمع العربي في الداخل الفلسطيني، وسط قلق وتخوف واستنكار في صفوف المواطنين، جراء تواصل جرائم اطلاق الرصاص والقتل وحرق سيارات وغيرها من اعمال العنف الأخرى التي باتت تستخدم في كثير من الحالات وبشكل يومي.
خلفت جرائم القتل وحوادث العنف، خلال العام 2017 ، 70 ضحية، ومن بينهم 8 ضحايا من النساء، فيما بلغ عدد جرائم اطلاق الرصاص الـ 1220 جريمة. الأمر الذي يؤكد بأن العام 2017 شهد ارتفاعًا في عدد ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني.
مجزرة بسبب جرائم القتل المستمرة
ويشار الى ان هنالك العديد من الاسباب لحوادث اطلاق الرصاص التي تعتبر تافهة، ونذكر منها، اذا قام شخص بطلب شابة بهدف الزواج ورفضت يتم اطلاق الرصاص باتجاه بيتها، اذا حصل جدال مع اشخاص حول حق الأولوية في الطرق يطلقون الرصاص على بعضهم البعض، اذا كان شخص مدين ولم يسدد الدين يطلق عليه الرصاص، في حالة وان مواطن لم يكن راضيا من خدمة موظف بلدية او في اي مؤسسة اخرى فيتم اطلاق الرصاص باتجاه بين الموظف او حرق مركبته، اذا اراد شخص اعادة غرض ما قام بشرائه وتم رفض البائع، فيتم اطلاق الرصاص باتجاه المحل، في الاعراس يطلقون الرصاص، زوج يعتدي على زوجته يطلق عليه الرصاص، معلم يصرخ على طالب يتم تهديده بالسلاح، شخص يضايق فتاة يطلق عليه الرصاص وغيرها من الاسباب التافهة.
معظم العائلات الثكلى اكدت ” ان حوادث القتل واطلاق الرصاص تكون دائما على امور بسيطة جدا، وفي حوادث كثيرة لا تعرف الأسباب، تماما كما حصل في السنوات الأخيرة، والتي أودت بحياة أشخاص أبرياء”. كما اضافت بانها تشعر بان هنالك مجزرة بسبب جرائم القتل المستمرة.
هذا وبالرغم من المظاهرات والوقفات الإحتجاجية التي نظمت احتجاجا على شلال الدم، الا ان الظاهرة بقيت تستشري، واصبح المجتمع العربي يشهد حوادث عنف بشكل يومي.
ست ضحايا من الطيبة
وتسود حالة من الغضب والاستنكار الشديدين، البلدات العربية في الدخل عامة، في اعقاب تصاعد جرائم القتل والعنف المتفشي في السنوات الاخيرة، وفي مدينة الطيبة بشكل خاص بعد أن فقدت هذا العام ، ستة من أبنائها، وهم أحمد رائق ياسين، عصام مصاروة، محمد زبارقة، فاتح بريمي، أربعتهم قتلوا خارج المدينة، في الضحية الخامسةوالسادسة قتلوا في المدينة، وهم نزيه مصاروة قتل لدى خروجه من عمله،والسيدة نادية برانسي قتلت برصاصة طائشة في عقر دارها.
معطيات مركز الإنماء المجتمعي
وبحسب معطيات مركز الإنماء المجتمعي الذي يديره حمدان زميرو فان مجموع ضحايا العنف والجريمة لعام 2017 وصلت الى 70 ضحية، ومن بينهم 8 ضحايا من النساء.
كما واشارت المعطيات الى ان منطقة المركز وقعت فها 40 جريمة قتل، وفي مناطق الشمال والجليل حصل فيها 15 جريمة قتل اما منطقة الجنوب والنقب فقد شهدت 10 جرائم قتل، وفي منطقة القدس 5 جرائم قتل.
وقد اظهرت المعطيات انه في عام 2017 وصل عدد حوادث اطلاق الرصاص الى 1220حالة، وفي عام 2016 وصل عدد الحوادث الى 930 بينما في عام 2015 وصل عددها الى 712.
هذا وحسب النتائج الظاهرة فان قسم كبير من جرائم القتل التي وقعت لم تنجح الشرطة بالتوصل الى المجرمين، ولا تزال هذه الملفات قيد التحقيق ودون الإعلان عن اعتقال مشتبهين.
معطيات حول اعتقالات وضبط ادوات قتالية
وقالت شرطة الشمال “ان الشرطة عثرت على ادوات قتالية في منطقة الشمال، طمرة، الناصرة، عيلوط، ساجور، سخنين، البعنة، الرامة، بيت جان، طوبا الزنغرية”، واضاف البيان:” خلال عام 2017 تم العثور على 130 بندقية، 148 قطعة سلاح، 154 قنابل، 264، عبوات ناسفة، صاروخ لاو، 1323 العاب نارية، حبات رصاص باحجام مختلفة”.
كما ذكرت الشرطة “انه منذ بداية العام الحالي حتى نهايته تم اعتقال 890 مشتبه وقدمت لوائح اتهام ضظ 147 مشتبه”.