المسرح البلدي في بلدية الطيبة يشهد عرضا مميزا للفيلم الوثائقي “فوضى السلاح وانفلات يقود الى الجريمة”، من إنتاج سميرة حاج يحيى وضياء حاج يحيى، الذي سبقته وعقبته حوارات مع عائلات ثكلى ومختصين في مجال القانون ورجال دين وغيرهم، ذلك في ندوة خاصة أدارها الصحفي حسن شعلان.
شهد المسرح البلدي في بلدية الطيبة، مساء اليوم الخميس، عرضا مميزا للفيلم الوثائقي “فوضى السلاح وانفلات يقود الى الجريمة”، من إنتاج سميرة حاج يحيى وضياء حاج يحيى، الذي سبقته وعقبته حوارات مع عائلات ثكلى ومختصين في مجال القانون ورجال دين وغيرهم، ذلك في ندوة خاصة أدارها الصحفي حسن شعلان، والتي تحتضنها بلدية الطيبة، وبرعاية مشروع “مدينة بلا عنف” في البلدية، وشركة “سمارة ماركتينغ” وصندوق المرضى “ميئوحيدت”.
وعجت قاعة المسرح البلدي، بالعديد من المواطنين، وضيوف الشرف، من مختصين وعائلات ثكلى قضى أبناؤها ضحايا لجرائم العنف وفوضى السلاح.
وبعد التشرف والتضييف، استهلت الندوة بكلمة رئيس بلدية الطيبة، المحتضنة للندوة، ألقاها نيابة عنه نائب رئيس بلدية الطيبة المربي مالك عازم، تحدث عن أهمية تناول قضية الجريمة وإنتشار السلاح، والعمل على الحد منه، كما وأثنى على هذه الندوة التي وصفها بالهامة، في ظل تصاعد نسب الجريمة والعنف، داعيا إلى مواصلة العمل من أجل بتر هذه الظاهرة الشنيعة.
وفي الفقرة الثانية، قصة من أرض الواقع، رواها والد المرحوم نزيه مصاروة، الذي قتل في جريمة إطلاق رصاص، لدى خروجه من عمله، نفذها مجهولون، حاوره الصحفي حسن شعلان، والذي تحدث عن المأساة التي عاشها وما زال يعيش وقعها حتى اليوم هو وعائلته.
عرض للفيلم الوثائقي “فوضى السلاح وانفلات يقود الى الجريمة”
أما الفقرة الثالثة، والمركزية كانت عرض للفيلم الوثائقي “فوضى السلاح وانفلات يقود الى الجريمة”، من إنتاج الزميلين سميرة حاج يحيى وضياء حاج يحيى، الذي إستغرق العمل عليه ستة أشهر، والذي يعرض شهادات على جرائم القتل في المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني، وتوثيق لجرائم قتل، مقابلات مع مختصين، بالمقابل حوارات مع أشخاص خارجين عن القانون، أمهات ضحايا الجريمة والعنف، كما ورصد الفيلم معطيات وإحصائيات في موضوع إنتشار السلاح غير المرخص، وموارده، مع الإشارة إلى أن المورد الأساسي، الجيش والشرطة، من قبل عناصر انحرفوا عن القانون، في سبيل تحقيق مآرب مادية وما إلى ذلك.
وبين الفيلم، بأن أعداد الضحايا في إرتفاع وأن نسبة الجريمة والعنف تتصاعد في السنوات الأخيرة، ما ينذر بمستقبل خطير، كما وتطرق إلى أداء الشرطة في فك رموز الجرائم، مشيرا إلى أن نسبة فك رموز الجرائم في المجتمع العربي تصل إلى 10% مقارنة مع الوسط اليهودي، والتي بلغت 80%. وأوضح الفيلم بأن جرائم القتل في البلدات العربية بين العام 2004 والعام 2008، كانت للإنذار والتخويف والتهديد، غالبيتها كان منفذوها يطلقون الرصاص على القسم السفلي من الجسد، بينما منذ العام 2008، بدأت تتغير ماهية الإصابات، إذ أن غالبيتها يصوب منفذوها سلاحهم على القسم العلوي من الجسد، على القلب، الصدر والرأس.
ألحظ الفيلم بأن الشرطة رفضت التعاون مع القائمين على الفيلم، رغم بأن توجهوا عدة مرات، إلا أنها رفضت إعطاء المعلومات اللازمة والكشف عن تقدم الشرطة في ملفات القتل.
وبين الفيلم إحصائيات خطيرة، تشير إلى انه هنالك 70 جريمة قتل في المجتمع العربي، من بينها 57 قتلوا بالرصاص 8 طعن، 1 دهس متعمد، 4 اعتداء، و49 جريمة قيدت ضد مجهول.
وعقب عرض الفيلم، مداخلة، أدارها الصحفي حسن شعلان، شارك فيها الدكتور خالد أبو عصبة، الأمام الشيخ عبد الحكيم جابر (عضو لجنة الإصلاح القطرية)، المحامي علاء تلاوي، والأب لضحية جريمة إطلاق رصاص، السيد راكز بدير.
أكد الدكتور خالد أبو عصبة، بأن المواطنين في البلدات العربية في الداخل الفلسطيني ، غالبيتهم أناس طيبين، ومتعلمين كادحين وأن قلة قليلة تشوه هذا المجتمع، وتحوله إلى مجتمع يقتل أبناءه
الشيخ عبد الحكيم جابر، أوضح بأن العمل على الحد من هذه الآفة المقيتة، يتوجب العمل المشترك بين المجتمع، وان يتحد المواطنين، في نبذ هذه الظاهرة، ومقاطعة جماعية لكل خارج عن القانون.
وتحدث المحامي علاء تلاوي عن الوجه القانوني، لقضية العنف، ودور الشرطة في مكافحتها، متطرقا إلى الأسباب التي قد تؤدي إلى الجريمة.
وبدوره تحدث راكز بدير، عن المأساة التي مر بها، داعيا إلى التكاتف في قطع دابر الجرائم، حاثا الأهل على تربية أبناءهم تربية سليمة، وحمل الأمانة التي على أكتافهم بما يرضي الله عز وجل.
وفي الختام فتح حوار مفتوح شارك فيه الجمهور والقائمون على إعداد الفيلم والمشاركون في المداخلة.
وأعرب جمهور الحضور عن مدى إعجابهم بالفيلم وما يروي من معطيات ويكشف إحصائيات، تتيح لهم الفرصة وللمرة الأولى الإطلاع عليها، والتي أذهلتهم لخطورتها.