ما زال قطاع غزة لا يتجاوز مرحلة اللاعودة فيما يتعلق بالأوضاع الإنسانية، إذ تتفاقم معاناة مليوني انسان في القطاع، على جميع الأصعدة والمستويات، أبرزها الأوضاع الصحية، والمعيشية، علاوة على نفاد الوقود، وتزويد الكهرباء لمدة أربع ساعات يوميا، وتعطل 16 مستشفى، والنقص الحاد في المستلزمات الحياتية الأساسية كالماء، السلع الغذائية والدواء.
في ظل الأوضاع السائدة، والظروف الإنسانية الصعبة، وتفاقم معاناة نحو لميوني إنسان، يقبعون تحت حصار الاحتلال الإسرائيلي، لعشرات الأعوام، منذ العام 2006، وحتى اليوم، وفي خضم تداعيات الأزمة الإنسانية المروعة، التي ترمي بظلالها على حياة المواطنين الغزيين، نفذت مجموعة من جمعية “أطباء لحقوق الإنسان” التي طالما نشطت في قطاع غزة، زيارة إلى قطاع غزة، ضمن عملها التطوعي لتفقد المنشآت الصحية والمستشفيات ومخازن الأدوية، وتقديم الأدوية والمستلزمات الطبية، ومعاينة المرضى.
إبن مدينة الطيبة، د. رائد حاج يحيى من جمعية “أطباء لحقوق الإنسان”، الذي شارك في الزيارة الأخيرة إلى قطاع غزة، قبل نحو أسبوعين، أكد، لموقع “الطيبة نت”، عقب عودته من قطاع غزة، بأن قطاع غزة يشهد انهيارا إنسانيا غير مسبوق.
د. حاج يحيى، وبعد عودته من قطاع غزة، يقول، ” كنا في زيارة عمل تطوعي، لتفقد المنشآت الصحية والمستشفيات ومخازن الأدوية، حيث يتجلى الوضع السيء للغاية، في جميع نواحي الحياة. فلا توجد اليوم في قطاع غزة، أي مقومات لحياة إنسانية، 90% من المياه غير صالحة للشرب، كذلك تزويد كهرباء من أربع ساعات حتى خمس ساعات في اليوم، نقص حاد في الأدوية لأكثر من 270 صنفا من الأدوية تفتقرها في المستشفيات والمخازن، فقد أغلقت قبل ثلاثة أيام ثلاث مستشفيات بسبب مشكلة الكهرباء، مستشفيات أخرى تعمل ببرنامج ساعات يومي، بسبب تعطل مولدات الكهرباء، نقص بالأجهزة الطيبة والأجهزة المساعدة الطبية”.
وأكد د. حاج يحيى بأن غزة تعاني من فقر مدقع، 60% من السكان لا يعملون، لا يوجد أي قوة شرائية، كما لا يتحصل المواطنون على مال، من أجل شراء احتياجاتهم اليومية من غذاء وماء ودواء، ناهيك عن أن 90% من المياه غير صالحة للشرب، هنالك الأمراض متفشية بين الناس، الذين لا يمتلكون المال لشراء الأدوية حتى لو توفرت.
وحول معدل المعاشات التي يتقاضاها المواطنون الغزيين، قال حاج يحيى، بأن المعاشات للموظفين الذين يشتغلون في قطاع غزة تتراوح بين700 شاقل و 1000 شاقل و 2500 شاقل. الطبيب المختص يتقاضى شهريا 2500 شاقل إلى 2800 شاقل فقط. السلطة الفلسطينية قلصت هذه المعاشات التي تدفعها للموظفين، كما ان الحكومة في قطاع غزة قلصت المعاشات لعدم وجود واردات لقطاع غزة، هنالك 60% بطالة، ومع هذ البطالة لا توجد قوة شرائية، المواطنون يعيشون على المعونات.
وتحدث د. حاج يحيى، عن الوضع في غزة، قائلا، أشهد دائما حالات إنسانية. يكفي التجول في غزة لترى قصصا لا تنتهي. وصل المطاف بأب لا يملك 120 شاقلا، لشراء نظارة طبية لإبنته .
وحذر د. حاج يحيى، من تفاقم هذه الأزمة، بإن الوضع سيء جدا لأبعد الحدود، مشيرا بأنه لغاية الآن لم ير إي تجاوب من الجهات المسؤولة، فقال، لكن في الأيام الأخيرة نسمع أنه حتى القوى الأمنية الإسرائيلية ووزارة الأمن الإسرائيلية، والرئيس الإسرائيلي، يحذرون من الوضع المأساوي والانهيار الاقتصادي الكامل في قطاع غزة. نحن نحذر منذ فترة طويلة، منذ أعوام ومنذ بدء الحصار من الوضع السيء. هناك تقرير من الأمم المتحدة الذي صدر في أغسطس/ اب 2017، يقول إنه في قطاع غزة لا يمكن أن تتوفر مقومات حياة إنسانية في سنة 2020.
ولفت حاج يحيى بأن قطاع غزة يشهد كارثة إنسانية، تنقصها كل مستلزمات الحياة، من أدوية وأجهزه صحية وأغذية ومياه صالحة للشرب وكهرباء. للأسف لا يتوفر أي شيء بشكل سليم في قطاع غزة. في السابق ومع بدء الحصار الذي فرض على غزة كانت تدخل ألف شاحنة من مواد غذائية ومستلزمات بناء وتجارة وغذاء وغيرها، واليوم تدخل قطاع غزة 300 شاحنة.
وحول الحلول التي تحتاجها غزة، قال حاج يحيى، من الصعب علي كطبيب أن أقول ما هو الحل. ليس لدي أي حلول أعطيها مباشرة، ولكن الحل الأساسي هو رفع الحصار عن قطاع غزة، وعملية إعمار وإشفاء للقطاع. غزة عانت من العدوان، وخاضت حروب كثيرة، وهذا العدوان أثر جدا على أهلها. يجب رفع الحصار فتح معبر رفح.