ننشر اليكم هذا الفيديو الذي يختصر ندوة عرض الفيلم الوثائقي “فوضى السلاح وانفلات يقود الى الجريمة”، من إنتاج سميرة حاج يحيى وضياء حاج يحيى، الذي سبقته وعقبته حوارات مع عائلات ثكلى ومختصين في مجال القانون ورجال دين وغيرهم، ذلك في ندوة خاصة أدارها الصحفي حسن شعلان، كذلك مقابلتين مع منتجي الفيلم.
عُرض مساء أمس الخميس، في قاعة المسرح البلدي في بلدية الطيبة، الفيلم الوثائقي “فوضى السلاح وانفلات يقود الى الجريمة”، من إنتاج الزميلين سميرة حاج يحيى وضياء حاج يحيى، الذي إستغرق العمل عليه ستة أشهر.
ويعرض الواقع المرير الذي يعيشه العرب في الداخل الفلسطيني، في ظل إستشراء العنف وإرتفاع الجرئم، كذلك شهادات على جرائم القتل في المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني، إضافة إلى توثيق لجرائم قتل، مقابلات مع مختصين، بالمقابل حوارات مع أشخاص خارجين عن القانون، أمهات ضحايا الجريمة والعنف، كما ورصد الفيلم معطيات وإحصائيات في موضوع إنتشار السلاح غير المرخص، وموارده، مع الإشارة إلى أن المورد الأساسي، الجيش والشرطة، من قبل عناصر انحرفوا عن القانون، في سبيل تحقيق مآرب مادية وما إلى ذلك.
وبين الفيلم، بأن أعداد الضحايا في إرتفاع وأن نسبة الجريمة والعنف تتصاعد في السنوات الأخيرة، ما ينذر بمستقبل خطير.
كما وتطرق الفيلم، إلى أداء الشرطة في فك رموز الجرائم، مشيرا إلى أن نسبة فك رموز الجرائم في المجتمع العربي تصل إلى 10% مقارنة مع الوسط اليهودي، والتي بلغت 80%.
وأوضح الفيلم بأن جرائم القتل في البلدات العربية بين العام 2004 والعام 2008، كانت للإنذار والتخويف والتهديد، غالبيتها كان منفذوها يطلقون الرصاص على القسم السفلي من الجسد، بينما منذ العام 2008، بدأت تتغير ماهية الإصابات، إذ أن غالبيتها يصوب منفذوها سلاحهم على القسم العلوي من الجسد، على القلب، الصدر والرأس.
وألحظ الفيلم بأن الشرطة رفضت التعاون مع القائمين على الفيلم، رغم بأن توجهوا عدة مرات، إلا أنها رفضت إعطاء المعلومات اللازمة والكشف عن تقدم الشرطة في ملفات القتل.
وبين الفيلم إحصائيات خطيرة، تشير إلى انه هنالك 70 جريمة قتل في المجتمع العربي من بينها 10 جرائم قتل نساء، من بينها 57 قتلوا بالرصاص 8 طعن، 1 دهس متعمد، 4 اعتداء، و49 جريمة قيدت ضد مجهول.
فيلم “فوضى السلاح وانفلات يقود الى الجريمة”
ويشار إلى أن فيلم “فوضى السلاح وانفلات يقود الى الجريمة” ، من إنتاج سميرة حاج يحيى وضياء حاج يحيى، الذي سبقته وعقبته حوارات مع عائلات ثكلى ومختصين في مجال القانون ورجال دين وغيرهم، ذلك في ندوة خاصة أدارها الصحفي حسن شعلان، والتي تحتضنها بلدية الطيبة، وبرعاية مشروع “مدينة بلا عنف” في البلدية، وشركة “سمارة ماركتينغ” وصندوق المرضى “ميئوحيدت”.
لتسليط الضوء على القضية الأكثر ايلاماً وحرقة
وفي حديث خاص مع الصحافية الزميلة، سميرة حاج يحيى ، قالت بأن القرار حول موضوع الفيلم، جاء لتسليط الضوء على القضية الأكثر ايلاماً وحرقة في المجتمع العربي،” فوضى السلاح انفلات يقود الى الجريمة”.
ليضع الاصبع على الجرح وليسبر غور جذور العنف ومسبباته وتداعياته
وأردفت حاج يحيى:” بما اننا القائمين، على اخراج الفيلم الى النور، الذي هو عبارة عن تحقيق صحفي يروي مشاهد مؤلمة من تداعيات الجريمة ، عائلات ضحايا الجريمة تستحضر الذين ابتلوا بمأساة فقدان شباب يافعين، وزهرات يافعات، أبرياء وأطفال من أصيبوا بالرصاص، ومنهم إصابات وعلى حافة الموت ، وكيف انقلبت حياتهم الى جحيم، مشاعر اختلطت فيها التعاطف الحزن والغضب ، في خضم تغطيتنا الصحافية لتلك الجرائم واحداث العنف التي تستمر بوتيرة عالية دون علاج او دون رادع ، ونحن جزء لا يتجزأ من أبناء المجتمع نتعايش واحزانهم ونشاهد الظلم قتل الأبرياء والرصاص اليومي الذي يعزف سمفونية من رشاش او مسدس او من أي آلة من الآت الجريمة ، يصعب علينا ان نشاهد كيف شبابنا تقتل وحتى القتل لم يستثني الأطفال ولا القاصرين، فمجتمعنا العربي على شفا هاوية ويغرق بالسلاح، فقررنا انتاج هذا الفيلم ليضع الاصبع على الجرح وليسبر غور جذور العنف ومسبباته وتداعياته لربما يكون رسالة تفيق المسؤولين وجهات ذات الاختصاص لتعمل بجدية لمكافحة الظاهرة الخطيرة التي ان جاز ان اسميها نكبة أخرى تجاه أبناء المجتمع”.
أوجاع لا تُحتمل
ولفتت حاج يحيى بأن من خلال المشاهد لعائلات الضحايا يحكي كل منهم قصته أوجاع لا تُحتمل وبالأقدار والموت ، لحظات الانفجار أو اليأس، وشدة أحزانها ، وهي تنتقل من الحياة إلى ذلك المجهول البعيد، بأسئلة لماذا والف لماذا، لماذا قتلوه؟ وهذه كانت اصعب مرحلة!.
جعل المهمة بالغة الصعوبة
وأوضحت:” صحيح ان المهمة خلال طلبنا من بعض العائلات المنكوبة لإجراء المقابلات كانت مهمه صعبة وشاقة من التكتم للبعض ومنهم من تراجع بعد تحديد الموعد معنا ورفض المشاركة، وهذا ما جعل المهمة بالغة الصعوبة في دفعهم للحديث عن القضية الأكثر ايلاما وحرقة”.
كثرة السلاح أداة تسرع الجريمة
أما الزميل الصحفي ضياء حاج يحيى، أوضح بأن فكرة الفيلم نبعت، جراء كثرة السلاح الأداة التي تسرع الجريمة، وقال:” سلطنا الضوء هنا على نقطة مهمة جدا يجب الوقوف عندها، مثال على ذلك، مصادر السلاح بغالبيتها من أجهزة الامن الإسرائيلية، وهنا يجب علينا ان نعمل جاهدين في الجانب السياسي أولا والجماهيري جنبا الى القضائي اذا احتاج الامر”.
من منا يستطيع مجابهة المسلحين
وتطرق حاج يحيى، إلى أن على المجتمع بان يتحمل مسؤوليته تجاه هذه القضية، لكن الدور الأساسي يرجع للشرطة، قائلا:” نحن لا نعفي المجتمع من المسؤولية، لكن، من منا يستطيع مجابهة المسلحين، وهل نحن كشعب اعزل نعتبر قوة رادعة، هذا من عمل السلطة، وعلى ارض الواقع، هي لا تعمل شيئا”.
كل من يحمل السلاح بات سلطة بنفسه
وتحدث ضياء حاج يحيى حول المعطيات والمعلومات، التي جمعها خلال إعداد الفيلم، والأكثر صادم وأدهشه، فقال:” الامر الذي اثار دهشتي في خلال اعداد الفيلم، هو ذلك الشاب المجهول في الفيلم. وكيفية تفكير الشباب، الذي يتباهى بحمل السلاح، وكانه بسهولة ما، اصبح ذا سلطة، وان كل من يحمل السلاح، بات سلطة بنفسه، يأخذ القانون بيده، بحسب قانونه الخاص!”.
للإطلاع على تقرير الندوة الكامل اضغطوا على :
الطيبة- عرض فيلم “فوضى السلاح وانفلات يقود الى الجريمة” وسط مشاركة عائلات ثكلى وحضور واسع