تحويل ساحة الشهيد لموقف سيارات يقسم الشارع الطيباوي
“إلى أين تنتهي مسيرة يوم الأرض في مدينة الطيبة!” سؤال يبادر إلى أذهان أبناء الطيبة، بعد بدأت البلدية بهدم ساحة نصب الشهيد رأفت زهيري، التي تعتبر الموقع المفضل لتنظيم الفعاليات الشعبية والوطنية، خاصة فعاليات إحياء يوم الأرض.
شرعت بلدية الطيبة يوم أمس الأول الاحد، بهدم ساحة نصب الشهيد رأفت زهيري في البلدة القديمة في مدينة الطيبة، التي تعتبر معلما وطنيا كبيرا، يعتز به أهالي مدينة الطيبة، كما وتمتاز بأنها الموقع المفضل والأول للأحزاب والقوى الوطنية، لتنظيم فعالياتها الشعبية بمشاركة الأهالي، خاصة فعاليات إحياء يوم الأرض.
ويأتي هذا العمل ضمن مشروع التطوع بالشراكة مع الحركة الاسلامية، لتحويل ساحة الشهيد إلى موقف سيارات، ذلك بالتزامن مع حلول اليوم الاكثر ترسيخا في نفوس الشعب الفلسطيني، الذكرى الـ 42 يوم الأرض الخالد.
وتمتاز مدينة الطيبة بأن تاريخها يحمل المناضلين والشهداء ، وشهدت وما زالت تشهد توافقا وطنيا عدّ مثالا للوحدة، وحافظت على أهمية أن يصبغ وعي الناس بالرموز الوطنية، لذا في كل مناسبة وطنية، تصر على أن تحتفي في ساحة الشهيد.
ومن الجدير ذكره بأن ساحة الشهيد رأفت الزهيري، بدأ بتشييدها رئيس مجلس محلي الطيبة المرحوم عبد اللطيف حبيب، فيما أتم عمارتها رئيس بلدية الطيبة المرحوم رفيق شاهين حاج يحيى.
رضوخ غير مبرر!
وعلى الرغم من أن بلدية الطيبة أكدت بأنها تعتزم بناء جدارية تروي تاريخ الطيبة والمحطات النضالية المحورية لها، في محيط النصب التذكاري للشهيد رأفت الزهيري، مشددة على ضرورة إبقاء النصب التذكاري شاهدا خالدا في هذا المكان ، وتطوير الساحة بحيث تشمل مواقف للسيارات خدمة للجيران والمصالح التجارية المجاورة للساحة، إلا أنه هذا المشروع قوبل بإنتقادات كبيرة، عبر عنها مواطنو الطيبة، الذين وصفوا المشروع بأنه رضوخ غير مبرر في التساوق مع إنهاء القضية الفلسطينية، وتشويه نضالات وتضحيات العظماء، فيما رأى البعض الأخر من المواطنين، بخطوة البلدية بالمناسبة، كون هذه المنطقة مهملة ومرتعا للمتسكعين!، كما ونادى بعض أخر بإصلاح الساحة والحفاظ عليها وتنظيفها وإبعاد المتسكعين عنها!.
خيانة لدماء الشهداء
كان يمكن للحدث أن يمر مرور الكرام لولا الحملة الكبيرة التي أطلقها نشطاء وطنيين وسياسين، على هذا السلوك الذي إعتبره مهينا وخيانة لدماء الشهداء، بأن يكرموا بساحة تسهد نشاطات وطنية، ما جعل قيادات الحركات والقوى الوطنية والسياسية في المدينة، التحرك كل وفقا لرؤياه.
سنستوضح الأمر بشكل أفضل!
ومن جانبها دعت الحركة الوطنية “كفاح” فرع الطيبة، إلى جلسة عاجلة مع كوادر الحركة الإسلامية حيال هذا الموضوع، لتتخذ موقفها.
وفي حديث لنا مع نائب امين سر حركة “كفاح”، أيمن حاج يحيى، قال :”تفاجأنا كما الكل بموضوع ساحة الشهيد، ولنا عدة ملاحظات واستفسارات بخصوص الموضوع”.
وأوضح حاج يحيى :” لكن سنستوضح الأمر بشكل أفضل ومباشر من الاخوة في الحركة الاسلامية، ومن ثمة سنطرح موقفنا ورأينا”.
وفي حديث لنا مع الكاتب الصحافي والمحرر، ناضل حسنين، قال:” حقا لقد باغتتنا البلدية صبيحة الاحد بجرافة تحفر المكان بدون أي مقدمات او اعلان، ولكن بعد التوصل مع رئيس البلدية، اتضح ان إدارة البلدية قررت بالتعاون مع “الحركة الاسلامية” في الطيبة، هدم الساحة وتحويلها الى موقف للسيارات مع التعهد بعدم المساس بالنصب التذكاري للشهيد رأفت زهيري”.
وواصل حسنين، نعم، لقد تحولت الساحة مع السنين، من مكان أعد ليدخل البهجة الى قلوب أهالي الحي وكافة اهل البلد، الى وكرٍ لتعاطي المخدرات والى مكب للنفايات، بل وصارت مكانا لمن لا مكان له يقضى فيه حاجته ويرتكب فيه موبقاته، لدرجة انها باتت مكانا خطيرا لا يقربه أهالي الحي من حولها ولا يجرؤ أي منهم على المرور عبرها عند ساعات المساء.
لا بد من اتخاذ تدابير لإعادتها الى الحي وابعاد المتطفلين عنها
ونوه :” إذن لم تعد هذه الحديقة تؤدي الدور المنوط بها منذ سنين، وكان لا بد من اتخاذ تدابير لإعادتها الى الحي وابعاد المتطفلين عنها. لذا فإن التخلي عن حالها الآني ومحاولة الاستفادة العامة منها لهي فكرة جيدة على ان تحقق، في نهاية الامر، الهدف المرجو منها، طالما ستتم المحافظة على مكان ومكانة النصب التذكاري، بل وسيُحاط بما يحميه من السيارات، لأن النصب التذكاري ملك لكل منا وفي نفس الوقت لا يحق لأي منا العبث او التصرف به بقرار يخطر بباله بصورة اعتباطية غير مدروسة.
قد يقول قائل ما الذي يضمن لنا ان تكون الساحة في نهاية المطاف كما تصورها وتمناها اصحاب الفكرة في البلدية وكما هي معروضة على اللوحة الايضاحية بجوار المشروع؟ من يضمن لنا ألاّ يتحول موقف السيارات العتيد الى مكان يركن فيه الاهالي سياراتهم الخردة فتحتل الموقف منذ البداية والى الابد؟ “.
سيقرر هذه مضامين الجدارية من مخطوطات ووقائع مدونة؟
وذكر أيضا حسنين:” علاوة على ذلك، من اين لنا ان نكون واثقين من ان الجدارية المقرر نصبها في الساحة، لن تكتسب طابعا مغايرا للغرض منها وستحتوي مضامين ورموزا لا توافق عليها ؟ من سيقرر هذه مضامين الجدارية من مخطوطات ووقائع مدونة؟
على المسؤولين ان يفكروا عميقا قبل البدء بتحميل الجدارية بالمحتويات، لأنها ستكون بمثابة بطاقة هوية بلدنا ولكل منا الحق ان يرى نفسه فيها!”.
وقال:” وتساؤل أخير لا بد منه، كيف نضمن ألاّ تكون الساحة بعد الانتهاء من العمل فيها كنافورة الدوار المجاور لسوبرماركت كفاح؟ أي ان تكون مزدحمة بالزركشة على طريقة “من كل بستان زهرة” بدون أي عبق طيب في المحصلة؟”.
يجب ألّا ننسى من ضحى بروحه ليمكننا من الحفاظ على طموحنا للتحرر!
أما الشاب عمر سنان عبد القادر، مدير منتدى إنتاج الثقافة والفنون بالمثلث – تشرين، أكد بأن تحويل ساحة الشهيد رأفت الزهيري إلى موقف سيارات هو فعل هدّام لوعينا الوطني والسياسي الجماعي كفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، وبالأخص ونحن مقبلين على إحياء ذكرى يوم الأرض.
وشدد عبد القادر على وجوب إعادة تخطيط هذه الساحة العامة لأهل البلد كما كانت، بحيث أن تصبح إمتداد سلس للبيئة من حولها، وحتى أن تستعيد وظيفة إحتواء وتحفيز الحراك الجماهيري، تحديدًا بما يخص نضالنا السياسي. بعيدًا عن الرومنسيات.
وقال:” يجب ألّا ننسى، بل وأن نذكر، قضيتنا العادلة، وعلى ذلك من ضحى بروحه ليمكننا من الحفاظ على طموحنا للتحرر من الإستعمار الإسرائيلي”.
يجب وقف أعمال الهدم بساحة الشهيد!
فقد طالب عضو المعارضة في بلدية الطيبة عن الجبهة ومن التحالف الطيباوي، سامي ياسين، في رسالة أبرقها إلى بلدية الطيبة، الحفاظ على رمزية المكان واشراك الجمهور في تفاصيل المشروع. مشيرا إلى أن ساحة الشهيد رأفت زهيري بمثابه رمز تاريخي للنضالات الوطنية التي خاضتها المدينة والقرى والمدن المجاورة.
وأكد ياسين بأن هدم المواقع التاريخية لصالح بناء مواقف للسيارات هذا عمل عديم المسؤولية واستهتار بتاريخنا ومس بمشاعر اهل هذا البلد والمنطقة.
وطالب في رسالته بوقف اعمال الهدم بساحة الشهيد وادراج الموضوع، لجلسة طارئة بالمجلس البلدي في أقرب وقت ممكن باشراك واسع للجمهور من اجل تخطيط جيد وسليم.
تعقيب بلدية الطيبة الحركة الإسلامية
في الوقت الذي تكثر فيه التساؤلات والإنتقادات، يمتنع القائمون على المشروع الرد عليها، فقد توجه موقع “الطيبة نت”، إلى الناطق بلسان بلدية الطيبة ورئيس الحركة الإسلامية، للحصول إجابات، إلا انهما لم يردا، وفي حال وصلنا منهم التعقيب سننشره بالسرعة الممكنة.
روابط ذات صلة:
مشروع ساحة الشهيد يثير تساؤلات الاهالي.. ياسين: اطالب بوقف هدم الساحة فورا!
انا اوافق معك ١٠٠% في عمى في البلد . في ناس بانيي بالشارع والرايس يوم يوم شايفها بس بس وين بيروح من ربنا .هاذ حق عام
مكان حساس جدا .مشروع لموقف سيارات .ليس ملائم. كان من المفروض ان تقوم بهزا المكان حديقه عامه .مراكز قديمه يحب دراسه الموضوع .يا سيد الرئيس الطيبه تنتظر منك مشاريع عريقه وملائمة لسكانها .أين مشاريعك الضخمه .بيوت ضيافه .مسارات .تعبيد 3 شوارع .مدرستين.لا يكفي
يجب ان نواجه الواقع يجب استغلال المكان لراحة السكان جداريه لا تستدعي اكثر من موقف سياره واحد وكذلك الحال للنصب التذكاري اما الوضع الحالي كان وضع لا يُطاق مدمني ومروجي مخدرات وفش محل لسباروا عريض
كلكم منافقون.
تبحثون عن اي سبب للطعن في البلديه ورئيسها.
خالف تعرف.
وانت كمان تتملق للرءيس والبلديه ولو هدم الطيبه كلها
لو كنت مكان رئيس البلديه لا اكترث واعمل موقف للسيارات
بلدية دمار . طمس الرموز الوطنية
عجبا ايها البلد
مجموعه من يبحثون عن هويه يقررون ما هو الصح والخطأ
سكتوا عندما كان المزار وكر للمخدرات والان صحوا من غفوتهم