هل يعرقل الحب والزواج أهدافكِ أم يساعدكِ على بلوغها؟
لعقود وعقود ظلت المرأة تضحي بأحلامها وأهدافها في الحياة من أجل الزواج ومساندة شريكِ حياتها ومساعدته على تحقيق أهدافه الشخصية والمهنية ورعاية أبنائها ومساندتهم إلى أن يتمكنوا من الإعتماد والإستقلال بأنفسهم.
هل في العصر الحديث مازالت المرأة مطالبة بالتنازل عن أحلامها وأهدافها في سبيل الحصول على حياة رومانسية سعيدة يرفرف عليها الحب الأبدي؟ وهل الرجل المساند المتفهم الذي يدعم حبيبته وزوجته لتحقيق أهدافها ضرب من الخيال الذي لم يتحقق بعد؟
الكثير من النساء يشتكين من عدم قدرتهن على تخفيض وزنهن وعيش نمط حياة صحي بسبب إرتباطهن برجال يرفضون مشاركتهن الطعام الصحي أو ممارسة الرياضة، بل قد يتعرضن لضغوط نفسية إذا أصررن على إستكمال خططهن بشأن تخفيض الوزن بمفردهن، فيجدن أنفسهن قد إستسلمن أخيراً للضغوط وصرفن النظر عن المسألة برمتها. هذا في الأهداف الصغيرة فماذا عن الأهداف الكبرى، التي تستلزم العمل الشاق والمساندة وتشجيع من المقربين؟
هل عليكِ تحقيق أهدافكِ أولاً قبل الدخول في علاقة حب؟
الكثير من النساء يعتقدن أن عليهن تحقيق أهدافهن في الدراسة والعمل أولاً، قبل التفكير في الدخول في علاقة عاطفية جادة يتبعها زواج وإنجاب أطفال. إذ أنه من المستحيل عليهن بعد ذلك تحقيق تقدم على الصعيد العلمي أو المهني بسبب تعدد المسؤوليات. هل هذا الأمر صحيح دائماً؟ وهل لا يمكن للمرأة أن تجد شريك حياتها مناسب لها تعينه ويعينها على تحقيق الأحلام الفردية والمشتركة لكلٍ منهما؟
في الواقع، يجب أن يكون الحب طاقة تساعد على تحقيق الأهداف وليس عائقاً بتاتاً أمام هذه الأهداف. المحب عليه أن يشجع حبيبه على الوصول إلى أقصى نقطة يمكنه الوصول عندها وألا يهتم بأحلامه وأهدافه الخاصة متجاهلاً رغبات وتطلعات الطرف الآخر ما يجعله زوج أناني لا يفكر إلى في نفسه والعكس صحيح.
أسباب منطقية للحب والإرتباط والزواج
الكثير من الناس يرتبطون بشريك حياتهم لأسباب واهية، كأن يكون جذّاب من وجهة نظرهم أو يكون مرح ولطيف، إلا أن هذه الأشياء ليست هي ما يجب أن تبني عليها علاقة ناجحة مستمرة تحقق لكِ الإكتفاء والدعم. إن العلاقات الناجحة تعتمد على الكثير من الأشياء بالإضافة إلى الحب، الحب وحده لا يمكنه أن يحقق النجاح والتقدم للعلاقات وهناك أمور كثيرة مهمة للغاية لنجاح العلاقات مثل الصداقة والولاء والإحترام. هنا تصبح العلاقة بمثابة نعمة حقيقية ويمكن أن تكون خير داعم لطرفي العلاقة ليحققا أهدافهما ويساندا بعضهما البعض في الأوقات العصيبة، ويدفعا بعضهما البعض لإستكمال الكفاح في النقطة التي يظن فيها أحدهما أنه غير قادر على المواصلة.
العلاقة الناجحة تساعد طرفيها على النمو والنضوج
عند إختياركِ لشريكِ حياتكِ يجب أن تتطلعي فيه للقابلية للنمو والنضوج والتعلم معاً من التجارب التي مررتما بها. يجب أن يكون منفتحاً على ما لديكِ من أفكار وتطلعات ويدخلكِ إلى عالمه ويطلعكِ على أهدافه الشخصية وما يريده من العلاقة. إن العلاقة الناجحة تعود بالكثير من الفائدة على طرفيها، فهي تقدم لهما القوة والدعم والتفهّم في أحلكِ الظروف وكلما تقدمت بها السنوات كلما كانت أكثر قوة ونجاحاً. فأنتما معاً لستما فقط ثنائياً ولكن فريق عمل متعاون.
ليس عليكِ أن تنسي نفسكِ وتتخلي عن أحلامكِ من أجل إسعاد شريكِ حياتكِ، لكن عليكما أن تتعاونا معاً لتحقيق أهدافكما. الكثير من النساء تنتهي حياتهن الزوجية بعد أن يكن قد تنازلن عن كل شيء في سبيل هذا الزواج ويجدن أنفسهن في النهاية بدون أي شيء.
إن الإلتزام بالعلاقة لا يعني فقط ألا يخون طرفيها بعضهما البعض، لكن يجب أن يمتد هذا الإلتزام لكل ما يسعد الطرفين وكل ما يتمنيا تحقيقه في حياتهما.