لا تزال ظاهرة العنف المستفحل، وجرائم اطلاق الرصاص تضرب في البلدات العربية في الداخل الفلسطيني، وسط فشل الجهات المسؤولة بوضع حد لهذه الظاهرة، التي أوقعت ضحايا كثر، واصابات عديدة من أبناء مجتمعنا .
شهدت البلدات العربية في الداخل الفلسطيني ، منذ نهاية الأسبوع الأخير، وحتى منتصف هذا الأسبوع، جرائم متعددة، تتنوع بحسب أدوات القتل والأمكنة، تضاف الى سابقاتها، منها ما سُجل في مخافر الشرطة، ومنها ما بقي المخفي.
جريمتان هزتا المجتمع العربي!
وخلفت اعمال عنف، قتيلين وعددا من الإصابات، إذ هزت جريمتان المجتمع العربي في الداخل، الأولى جريمة مقتل الشاب مكرم جابر (29 عام) من مدينة الطيبة، فجر السبت، بعد أن أقدم مجهون على اطلاق نحو 30 رصاصة على مركبته، فأردوه قتلا.
والجريمة الثانية، قتل أمام مسجد “التوحيد” في مدينة أم الفحم، محمد عبد الغني سعادة صباح اليوم، على أعتاب بيت الله، لدى خروجه من صلاة الفجر، في سابقة خطيرة.
جرائم عنف خلفت إصابات وأضرار بالممتلكات!
أطلق مجهولون السبت الأخير، النار باتجاه مطعم في مدينة الناصرة، مما اسفر عن إصابة شابين بجروح خطيرة وطفيفة نقلا على اثرها الى المستشفى، وفي مدينة الطيرة تعرض في ذات اليوم شاب (28 عاما) لإطلاق رصاص في قدمه، وفي عرعرة أيضا أصيب شاب بعيار ناري في قدمه، ونقلا الى المشفى وصفت جراحهما بالمتوسطة، وعلى مدخل المشيرفة، حصل يوم الخميس ليلا حادث اطلاق رصاص، خلف إصابة شاب بجراح متوسطة، وبعدها بساعة أصيب شاب في مدينة أم الفحم اثر تعرضه لإطلاق رصاص، وكلاهما خضعا للعلاج.
يوم الجمعة اضرم مجهولون النيران بسيارة شاب في مدينة الطيبة، ما تسبب بأضرار جسيمة، كما وحصل في بلدة كفركنا شجار بين مجموعة اشخاص، أسفر عن إصابة شابين بجراح بين طفيفة ومتوسطة.
كما وأقدم مجهولون ويوم أمس أول الأحد في حوالي الساعة الثالثة فجرا، على إطلاق وابل من الرصاص باتجاه بيت في بلدة كفر قرع، وبعد ان انهت الشرطة التحقيقات عاد مطلقو الرصاص مرة أخرى، واطلقوا الرصاص باتجاه صاحب البيت، الذي نقل الى المستشفى.
غضب وقلق!
وتعتري المجتمع العربي في الداخل حالة من الغضب الشديد، وقلق المشحون بالخوف، إزاء تصاعد أعمال العنف وجرائم القتل، التي لا تفرق بين شاب ورجل وامراة أو طفل ورجل تربية ورجل دين!
ويطالب العرب في الداخل الفلسطيني، الشرطة بالعمل الجاد، للحد من ظواهر العنف والقتل.
انعدام موقف موحد
وفي أعقاب مقتل الشاب مكرم جابر، قال المحامي رضا جابر من مركز أمان لمجتمع أمن، أن فشل الشرطة في لجم المجرمين في مجتمعنا هو نتاج انعدام موقف موحد واضح اتجاهها. الموقف المتذبذب غير الواضح، المتناقض بين متشدد دون بديل ومتعاون بدون نتيجة، اعطى المجرمين مساحة عمل نحن نقف متفرجين امامها.
وأوضح، بعد سنوات من الحديث ان أهمية مناهضة العنف والجريمة فان النتيجة باننا لم تفعل شيئا عمليا مركزا واحدا مع رؤيا واضحة للنتائج.
شرطة متخاذلة وفعل ضئيل اجتماعيا واستمرار مسلسل العنف!
وأشار جابر إلى أن الشرطة، لم تضع خطة واضحة للجم الاجرام في بلداتنا، وهي تستثمر اكثر بالعلاقات العامة اكثر من العمل في الواقع.
إضافة إلى وسائل تقليل العنف وتجفيف منابعه وقطع دابره، كالإستثمار بالتربية، وتذويت الثقافة المضادة للعنف، وبناء خطة تربوية شاملة للمدارس وخطوات عملية لمكافحة العنف ، تبدأ من رياض الأطفال، الإبتدائية، الى الإعدادية ومن ثم الثانوية، تتبناها وزارة التربية والتعليم، والمؤسسات التربوية والمختصة. أوصى جابر، بإقتراح تنظيم المجتمع، بدءا من تنظيم الشارع والأحياء، ومن ثم إلى البلد، وتتظافر الجهود من قبل المؤسسات الرسمية والإجتماعية، مثل المساجد
وقال :” أعود الى احد الاقتراحات التي كتبتها من قبل، بأن ننظم مجتمعنا على مستوى الاحياء، ونفرض فيها النظام ونعيد إحياء هذه الأحياء بعمل ثقافي توعوي، يكون المسجد والمدرسة والبلدية واقسامها شركاء فيها، هكذا نعمل كخلية نحل ونكسر روتين الشجب والاستنكار!”.
وذكر جابر:” ان الاستثمار في البنى التحتية في بلدنا أمر جيد ويجب الاستمرار به، لكن يجب ان لا نغفل للحظة بان الشباب هم الفئة الأكثر عرضة للعنف والجريمة. وهنا يجب الاستثمار بصورة مكثفة ولسنوات عن طريق برنامج وطني على مستوى البلدات العربية وعلى المستوى القطري. بالإضافة الى لجم عناصر الإجرام عن طريق مؤسسات الدولة الشرطة والنيابة العامة وهنا التقصير واضح”.
مقابلة سابقة مع المحامي رضا جابر، حول سبل مكافحة الجريمة!
روابط ذات صلة:
صدى التربية- حوار مع المحامي رضا جابر حول سبل مكافحة الجريمة بدءا من المدرسة