في ذكرى النكبة- طيباويون شاركوا في الكفاح المسلح

قبل 44 عاما، وتحديدا يوم الخامس عشر من شهر مايو – أي في الذكرى السادسة والعشرين للنكبة عام 1974 – افاق اهالي الطيبة على خبر هز كيان الدولة بأكملها، عملية مسلحة في معالوت ترشيحا بمشاركة شاب من الطيبة.

لم تكن العمليات الفدائية في تلك الحقبة من الزمن بالامر الغريب والمستهجن، فكنا نسمع بين الحين والآخر عن عمليات كهذه في مناطق مختلفة من البلاد، ولكن هذه العملية فاجأت الجميع بعد فترة من الهدوء النسبي عقب حرب اكتوبر في عام 1973، الى ان اتخذت الجبهة الديمقراطية القرار بتنفيذها لتكون مشاركة الديمقراطية النوعية في هذا النوع من العمليات.

شارك في العملية آنذاك ثلاثة من اعضاء الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين احدهم كان شابا من مدينة الطيبة هو زياد عبد الرحيم اقعيق، كان قد غادر البلاد في عام 1972 وهو في سن الثامنة عشر من العمر، ثم عاد متسللا مع رفاقه وهو في العشرين من العمر ووصل الى بلدة معالوت ترشيحا. وقد استخدم الثلاثة عند عبورهم الحدود جلد الماعز لإخفاء اثارهم على الرمال، حتى اصبح الثلاثة داخل اسرائيل.

وكان الثلاثة محمد مصلح الدردور (لينو) وعلى احمد حسن (حربي) وزياد عبد الرحيم اقعيق (زياد) يحملون معهم كل عتادهم على شكل حقائب ليظهروا كالسائحين المتجولين وكانوا يتجولون بحرية لاسيما وان زياد كان يعرف المنطقة جيدا ويجيد العبرية مما ساعد المجموعة على التحرك بثقة حتى بلغت بلدة معالوت ترشيحا واقتحم افرادها مدرسة الشبيبة العسكرية “الجنداع” في البلدة.

وهناك تمكن الثلاثة من جمع الطلاب في مكان واحد والمطالبة بإطلاق سراح 26 من رفاقهم في السجون الاسرائيلية. وبدأت المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي وكان يقودها آنذاك وزير الدفاع موشيه ديان.

وحاول المفاوض الاسرائيلي عندها خداع الفدائيين الثلاثة بأن اسرائيل وافقت على مطلبهم اطلاق سراح رفاقهم من السجون الاسرائيلية ولكن عملية التبادل ستتم في معالوت ترشيحا وليس ارسالهم الى دمشق، في هذه الاثناء كانت قوات اسرائيلية خاصة تعد العدة لاقتحام المعسكر حيث الفدائيين والرهائن.

كشف الفدائيون الخدعة فأمهلوا الجانب الاسرائيلي مهلة اضافية لمراجعة خطواته والاستجابة لمطلبهم، ولكن دون جدوى. اقتحمت قوات خاصة المعسكر لتخليص الرهائن ففجر الفدائيون الثلاثة العبوات التي كانوا زرعوها في المكان كما فجروا الاحزمة الناسفة التي بحوزتهم فاستشهد الثلاثة وقتل معهم 25 من الرهائن.

يشار الى ان جثث الفدائيين الثلاثة لم تسلم الى ذويهم الى الآن رغم مرور 39 عاما على هذه العملية ورغم تسليم جثث ورفات العديد من منفذي العمليات المماثلة قبل وبعد ذلك.

في هذا اليوم، الذكرى الخامسة والستين للنكبة، نتذكر ابناء الطيبة الذين سقطوا من اجل الوطن سواء قبل قيام الدولة او بعدها وأولهم هو الثائر الكبير عارف عبد الرازق وكذلك “البسوس” قعقع الذي نفذ  مع آخرين عملية مسلحة شمالي الطيبة آنذاك (تحت الجسر القديم – مدخل الـ 24 الشمالي حاليا) وقد غادر السجن في تبادل للاسرى عام 1982 وهو، وأقام في الاردن، ورجع قبل عامين إلى الطيبة وتوفي فيها، وكذلك زياد عبد الرحيم اقعيق.

المعلومات الواردة في التقرير وكتابته من اعداد المحرر المؤسس لموقع “الطيبة نت”، الكاتب والمحرر الصحفي ناضل حسنين، نعيد نشره في ذكرى استشهاد ابن الطيبة زياد اقعيق.

Exit mobile version