يحملون امتعتهم على ظهورهم، تحت الشمس الحارقة، وسط صحراء قاحلة تضرب رؤوسهم دون انتقاء، وهم على يقين بانهم يبحثون على مفقود قد فارق الحياة، الا ان الشعور بالأمل لا يزال يدفع بهم أكثر وأكثر لإيجاد المفقود أيمن جابر.
عشرات من المتطوعين من شباب مدينة الطيبة، بمبادرتهم الشخصية، برفقة سكان من ضواحي النقب، وعائلة الفقيد أيمن جابر، يجوبون الصحراء في محيط بحر الميت بحثا عن ايمن الذي جرفته مياه السيول ليلة الجمعة.
لليوم الثاني يتواجد العشرات من المتطوعون بمستلزمات بحث متواضعة، ناظور ومياه، وعصي من خشب، للتعاون مع الفرق الخاصة من طواقم الإنقاذ علّهم يجدون إثرا يدل على ايمن، لكن مع مرور الوقت، ولليوم الثاني وسط ظروف قاسية، تأبى الظروف.
وسط الظروف الصعبة، جاب المتطوعون اليوم عشرات من الكيلومترات مشيا على الاقدام، وسط إستياء عارم من قبل عائلة المفقود، من عمل قوات الإنقاذ والمسؤولين من أعضاء كنيست وبلدية.
وأكد شقيق المفقود عبيدة جابر في وقت سابق من نهار اليوم لموقع “الطيبة نت”، ان، “قوات الإنقاذ تستهتر بعمليات البحث اذ انها لا تبذل الجهد الكافي ولا تستخدم المستلزمات والمعدات المطلوبة كما وعدوا منذ اليوم الأول”.
كما وناشد من المسؤولين التحرك للضغط على قوات الإنقاذ لتكثيف العمل من اجل الوصول الى المفقود ايمن، علما ان العائلة تعيش جالة من الغليان في كل دقيقة تمر دون العلم بمصير ايمن.
وقال المحامي يوسف جمعة والذي تطوع لليوم الثاني على التوالي، انه، “استغرب من عدم تواصل المسؤولين في البلدية وأعضاء كنيست مع العائلة للضغط على قوات الانفاذ لتكثيف جهودها بحثا عن ايمن المفقود”.
وتابع “نحن لليوم الثاني على التوالي ولم نرَ أي أحد من المسؤولين، ولا شيء يتغير على ارض الواقع، الاستهتار مستمر ولا يوجد مجهود كاف لاستعمال المعدات الملائمة من اجل استكمال البحث بشكل مجدي”.
ورافقت فرق الإنقاذ فرقة من المتطوعين من مدينة الطيبة، للمرة الثانية، ذلك بعد إصدار تصريح مجدداً بدخول متطوعين في عمليات البحث اليوم، وبدأ المتطوعون عملهم في البحث.
وإختفت أثار سائق الشاحنة أيمن محمود جابر (47 عاماً)، من مدينة الطيبة، ليل الخميس-الجمعة، بعد أن جرفته وشاحنته مياه السيول في منطقة النقب.
وكان جابر ينقل منتجات زراعية في شاحنته متوجها من منطقة وادي عربة إلى مدن الوسط عندما داهمته الفيضانات وجرفت سيارته، التي عثر عليها مدمرة في وقت لاحق.