قال تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً (58) النور
من أفات العصر الذى نعيشه سوء الظن بالاخرين و اتهام الناس من غير دليل اوأنه سمع فلان قال ….اسأل نفسك أخى المسلم ..لما تتهم فلان ..وتتقول عليه الاقاويل من غير ان تراه وتجلس معه اوتكون قد تعاملة معه ، فإن الإسلام شدد في حقوق المسلمين وجعل ذلك من الضرورات فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في خطبة الوداع في اليوم المشهود : (أيها الناس اسمعوا قولي ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا ، أيها الناس إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا ، وكحرمة شهركم هذا ، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ) .
فأعراض المسلمين مصونة لا يجوز لأي امرئ أن ينتهكها ، أو يشهر بها ، فكيف إذا كان انتهاك عرض المسلم والتشهير به عن غير دليل ؟ فمن خالف ذلك الأمر يكون مخالفاً للرسول صلى الله عليه وسلم ،
وكذلك فإن اتهام المسلمين من غير دليل ، وسبهم وتجهيلهم وتحقيرهم والخوض فى اعراضهم فهيه المصيبة الكبرى التى حلت بالمسلمين
ما الفائدة وراء إطلاق التهم المتعددة ـ وغيرها من غير الإتيان بدليل ؟ بل لماذا يلجأ المرء إلى مثل هذه التهم ؟
هل سياسة ماكرة يستعملها الكافرون للصد عن سبيل الله سبحانه وان الذين يقومون بسب وتجريح اخوانهم المسلمين ينفذون سياستهم وهم لايشعرون
قال تعالى
{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}فهو أعزُّ من خلق الله وصور
وأكمل من أبدع وأرسل فالبشرى هنا هى من أراد أن يحبَّه الله فليجعل صورته قريبة الشبه لصورة رسول الله من أراد التقرَّب إلى الله؟ فليتقرب إليه بالتشبه بحبيب الله ومصطفاه فالبشرى التى نسوقها هنا هى قول الله تعالى مبشراً لخلقة وفاتحاً لهم باب محبته فى سهولة ويسر فيقول{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ}فالبشرى واضحة وهى على لسان حبيب الله للخلق جميعاً من أحبَّ الله وأحبَّ أن يحبُّه الله فليتبع حبيبه ومصطفاه واتباعه فى هذه البشرى كلمة واحدة إنهـا الأخلاق وهى أكمل الأعمال
على المسلم أن يقدم للبشرية النموذج الصحيح للمسلم الذي يتخلق بأخلاق القرآن ويهتدي بهدي سيد المرسلين ، ويقدم الإسلام في وسطيته التي لا غلو فيها ولا تقصير ولا إفراط ولا تفريط
وكذلك
بات اتهام الناس بالنفاق امرا دارجا مستساغا بين كثير من الناس ـ الا ما رحم الله تعالى ـ وذلك لتشويه صورة المتهم لتنفير الناس منه .
ولا يمكن أن يُقطع بهذا الإتهام لأن النفاق إظهار الخير وإبطان الشر في القلب
ومن يعلم ما في القلوب الا الله تعالى .
وغالبا ما تكون دوافع هذه الإتهامات شخصية أو حزبية مقيتة أو لترويج بدعة إذا كان المتهم بالنفاق من أهل الخير والصلاح .
﴿ربّكم أعلمُ بما في نفُوسكم﴾
أصلح مابينك وبين الله ثم امضِ
ولاتبغِ الخلق، فقد قالوا: رضا الناس غاية لاتدرك
وأقول: بل ليس غايةً حتى تدرك!*
الحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها من نعمة