نتائج جميع عمليات القلب المفتوح التي أجريت في المستشفى الجامعي في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، منذ إفتتاح قسم جراحة القلب عام 2015 حتى نبسان 2018 (551 عملية جراحية دون إستثناء) هي من الأفضل عالمياً.
أظهرت دراسة علمية لقياس مؤشرات الأداء ان فلسطين أصبحت الافضل في اجراء عمليات القلب المفتوح بكافة انواعها مقارنة مع اجرائها في بريطانيا والدول الاوربية وحتى الولايات المتحده الامريكية.
واظهرت الدراسة التي اجريت على مدار ثلاث سنوات في المستشفى الجامعي في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية أن نتائج جميع عمليات القلب المفتوح التي أجريت منذ إفتتاح قسم جراحة القلب عام 2015 حتى نبسان 2018 (551 عملية جراحية دون إستثناء) هي من الأفضل عالمياً.
وأوضحت الدراسة أن نسبة نجاح العمليات الجراحية فاقت 97.6% لعمليات توصيل الشرايين، في حين بلغت 100% لعمليات تغيير الصمام عن طريق ثقب المفتاح دون شق الصدر بالكامل، 100% لعمليات توصيل الشرايين من الشرايين فقط من دون أوردة، 97% لعمليات الصمامات والقلب الفاشل و95% للعمليات الأكثر خطورة وتعقيداً على الإطلاق كعمليات القلب الفاشل وتغيير الشريان الأبهر مع شرايين الدماغ التي تحتاج إلى تبريد المريض وتصفية دمه بالكامل وإصطناع موت سريري مؤقت وزراعة القلب الصناعي.
واعتمدت الدراسة على تحليل النتائج ومقارنتها عالمياً من خلال مؤشرات القياس الأوربية أو ما يعرف باليروسكور، وهو قياس مؤشر الأداء لأفضل المستشفيات الأوربية وخاصة إحتمالات الوفاة بعد العملية، مع الأخذ بعين الإعتبار نوع العملية وتعقيدها، ضعف عضلة القلب وجميع الأمراض غير القلبية مثل السكري، ضغط الدم، التدخين، أمراض الكلية وغيرها.
وأظهرت الدراسة أنه بالرغم من أن فئة المرضى في مستشفى النجاح الوطني الجامعي في نابلس كانوا أكثر عرضة للمضاعفات مقارنة بالمرضى في أوروبا وأمريكا بسبب النسبة العالية للأمراض المزمنة (السكري، غسيل الكلى، ضعف عضلة القلب، التدخين وغيرها)، إلا أن نسبة المضاعفات كإلتهاب وإنسلاخ الجروح، الجلطات الدماغية، فشل الكلى، النزيف وغيرها، كانت أفضل بشكل ملحوظ من المعدلات العالمية بما فيها المستشفيات البريطانية العريقة في غلاسكو ولندن.
كما تُبيّن الدراسة أن نجاح العمليات الجراحية لم يقتصر فقط على نسبة عالية جداً لنجاة المريض من العملية الجراحية، إنما أيضاً على نسبة نجاح تفوق 99% عند متابعة المرضى على المدى المتوسط من حيث ديمومة الشرايين المزروعة والصمامات التي تم تصليحها وإعادة ترميمها بالكامل، وكذلك ديمومة الشريان الأبهر المزروع.
هذا انجاز تاريخي لفلسطين كلها
وقال البرفسور سليم الحاج يحيي المدير التنفيذى لمستفي النجاح واخصائي جراحه القلب ان هذا انجاز تاريخي لفلسطين كلها وان هناك العديد من العمليات الكبيرة والخطيرة اصبحت تجري بنجاح كبير في مستشفي النجاح بعد ان كانت تحول الى اسرائيل فقط او بعض الدول المجاورة مؤكدا ان المرحلة القادمة ستشهد انشاء قسم لعملية زراعة الرئتين وقسم خاص لجراحة القلب لدى الاطفال مؤكدا ان فلسطين باتت اليوم تشهد تطورا كبيرا في اجراء عمليات القلب وبنجاح كبير يفوق الدول الأوروبية وبريطانيا.
واضاف البرفسور سليم انه يمكن القول الان ان مستشفي النجاح بات مركزا مهم للاجراء عمليات القلب باختلاف انواعها وبنجاح كبيرا يصل الى 100% في بعض الاحيان و97% في الحالات الاخري وان المريض الفلسطيني بات يتلقي خدمة ورعاية طبية تنافس ارقى المستشفيات في العالم وهذا طموح كان الجميع يسعى الى تحقيقه وها هو اليوم بات حقيقيه واقعه.
يشار إلى أن هذه الدراسة تعتبر حجر أساس ومرحلة فارقه في شفافية عمل وأداء الأطباء والمستشفيات في فلسطين والمنطقة، ودليل على قدرة الكفاءات والمؤسسات الفلسطينية في منافسة أفضل الكفاءات العالمية بالرغم من قيود الإحتلال.ويذكر أن الدراسة اجريت بإشراف البرفيسور سليم الحج يحيي كبروفسور وباحث وشير في جامعة بريستول البريطانية.