في 3 ماي من العام 1902 رفض السلطان العثماني عبد الحميد الثاني رفضا قاطعا اقتراحًا من مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل بإنشاء جامعة يهودية في القدس.
و لقد جاء هذا الاقتراح في ظرفية سياسية صعبة كانت الدولة العثمانية تعيشها حيث كانت تعيش حالة من الاحتضار فعمد الصهيوني ثيودور هرتزسل على الاتصال بالسلطان عبد الحميد مرارًا ليسمح لليهود بالانتقال إلى فلسطين، ولكن السلطان كان يرفض، ثم قام هرتسل بتوسيط كثير من أصدقائه الأجانب الذين كانت لهم صلة بالسلطان أو ببعض أصحاب النفوذ في الدولة، كما قام بتوسيط بعض الزعماء العثمانيين، لكنه لم يفلح، وأخيرًا زار السلطان عبد الحميد بصحبة الحاخام (موسى ليفي)و(عمانيول قره صو)، رئيس الجالية اليهودية في سلانيك، فقدموا له مطلبهم هذا مغلفا بإغراءات متمثلة في إقراض الخزينة العثمانية أموالاً طائلة مع تقديم هدية خاصة للسلطان مقدارها خمسة ملايين ليرة ذهبية، وتحالف سياسي يُوقفون بموجبه حملات الدعاية السيئة التي ذاعت ضده في صحف أوروبا وأمريكا.
لكن السلطان رفض بشدة وطردهم من مجلسه وقال قولته الشهيرة:
“إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهبا فلن أقبل، إن أرض فلسطين ليست ملكي إنما هي ملك الأمة الإسلامية، وما حصل عليه المسلمون بدمائهم لا يمكن أن يباع وربما إذا تفتت إمبراطوريتي يوما، يمكنكم أن تحصلوا على فلسطين دون مقابل”