لقد أمر الله عز وجل بصلة الأرحام والبر والإحسان إليهم، ونهى وحذر عن قطيعتهم والإساءة إليهم .
واعتبر اسلامنا الحنيف قطيعة الرحم من كبائر الذنوب، وأسوأ المنكرات والمعاصي ، وجعل قاطع الرحم من المفسدين الملعونين، قال الله تعالى: “فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ”. كما وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قطيعة الأرحام مانعاً من دخول الجنة مع أول الداخلين، وهددٍ المسيئين القاطعين لأرحامهم بنار جهنم والجحيم. ومن هنا كل ذي بصيرة يرى ويلمس بشكل واضح أن الكثير الكثير من المسلمين أضاعوا حقوق أقرب الأقربين اليهم ، وحلت وانتشرت بينهم الأحقاد والبغضاء والشحناء ، محل الألفة والمحبة والرحمة.
قال عليه الصلاة والسلام: “…وَأَسْرَعُ الشَّرِّ عُقُوبَةً الْبَغْيُ وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ”. كما وقال عليه السلام :” الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ لَهَا لِسَانٌ طَلْقٌ ذَلِقٌ ، تَقُولُ: مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ”. وأوصى علي بن الحسين ولده قائلا: “يا بني لا تصحبن قاطع رحم ، فإني وجدته ملعونا في كتاب الله، في ثلاثة مواطن “.
واليكم عقوبات تنتظر قاطع رحمه :
1- قاطع الرحم من الفاسقين المفسدين الخاسرين : قال الله تعالى :{ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } سورة البقرة .
2- قاطع الرحم تعجل له العقوبة في الدنيا، ولعذاب الأخرة أشد وأبقى، عن أبي بكر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا ،مع ما يدخر له في الآخرة من البغي، وقطيعة الرحم) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه .
3- لا يرفع ولا يقبل الله عز وجل لقاطع الرحم عملا ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: « إن أعمال بني آدم تعرض على الله تبارك وتعالى عشية كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم» رواه أحمد ورجاله ثقات وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
4- قطع الرحم سببا في المنع والحرمان من دخول الجنة، إلا إذا عفا الله عن صاحبها : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لا يدخل الجنة قاطع رحم» رواه الترمذي . اللهم اجعلنا من الأتقياء الذين يخافونك فيصلون ارحامهم، اللهم انا نسألك مرضاتك ورحمتك ،والفوز بجنات النعيم…اللهم امين.