بأفراحنا وأعيادنا نجدد صلتتا بأرحامنا ! الجزء الأول- بقلم :الشيخ ابو عكرمة
اذا لم نتسامح ونعقد رايات الصلح والمحبة في مناسبات الفرح السعيدة : ” كالأعياد ، والزواج ، والرزق بمولود جديد، ونجاح أبناء الاقارب وتخرجهم من الجامعات ..” اذا متى نتصالح ؟. ويحق لي ان أوضح انك انت الرابح الرئيسي من التسامح والتصالح !. الا تطمح ان يرضى عنك الله عز وجل؟!. وهل انت مستعد ان تسامح من ظلمك وسلب حقوقك من اجل الفوز بجنات النعيم ؟ ! ، واذكرك بقول رسول الله :” يا أيُّها النَّاسُ أطعِموا الطَّعامَ، وأفشوا السَّلامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجَّنَّةَ بسَلام ٍ” .
لقد دعا الدين الإسلامي الحنيف الى صلة الأرحام ، وحبب فيها ، وأشاد إن من يلتزم بصلة الرحم ويُتمّها على أفضل وجه ، يكون قد وصل وارتقى في الفضل والخير ، ومن امتنع عن وصل رحمه فقد خسر الكثير، وفاته فضلٌ عظيم.
عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الرحمُ معلَّقةٌ بالعرشِ ، تقولُ: من وصلني وصله اللهُ، ومن قطعني قطعه اللهُ). فمن كان له رحمٌ وجب عليه وصلها والإحسان إليها، لأنهم جميعا من نفس رَحِم المرأة، ومنه استُعيرت لفظة الرحم، كنايةً عن القرابة الرحمية الناشئة عن التوالد، وكأنهم خرجوا من رحمٍ واحدٍ ، والمقصود هم الأقارب من جهتَي الأم والأب على حدٍ سواء. وصلة الرحم تعني المحبة والرحمة والإحسان إلى الأقارب ، وايصال ما أمكن من خير اليهم بالقول والفعل، ويكون بزيارتهم، والسؤال عن أحوالهم وتفقّدهم ، ومساعدة من يحتاج للمساعدة منهم، والسعي في تيسير مصالحهم وإتمامها .
لقوله تعالى في سورة الروم :”فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ” .
وجاءت الأحاديث النبوية الصحيحة :
1) صلة الرحَّم تُدخل صاحبها الجنة: فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه: “سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويبعدني من النار ، فقال رسول الله : تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤدي الزكاة ، وتصل الرحم “متفق عليه.
2) عن أبي ذرالغفاري -رضي الله عنه- أن النبي – صلى الله عليه وسلم اوصى أصحابه : (أوصاني خليلي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن لا تأخذَني في اللهِ لومةُ لائمٍ وأوصاني بصلةِ الرحمِ وإن أدبرَت).
3) صلة الرَّحم تُبارك في العمر، وتزيد في الرزق: فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من سرَّه أن يُبسَطَ له رزقُه، وأن يُنسَأَ له في أثرِه، فلْيَصِلْ رَحِمَه).
4) عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أعمالَ بني آدمَ تُعرضُ كلَّ خميسٍ ليلةَ الجمعةِ فلا يُقبلُ عملُ قاطعِ رحمٍ). اللهم وفقنا لكل خير ، واجعلنا من الذين يصلون أرحامهم ؛ ويبرون والديهم .