كشف علماء سر بناء “قبعات” حمراء على رؤوس التماثيل العملاقة “مواي” في جزيرة الفصح في المحيط الهادئ، ونشروا نتائج عملهم في مجلة “Journal of Archaeological Science” العلمية.
“استطعنا حل هذا السر”
وقال كارل ليبو، عالم الأنثروبولوجيا من جامعة “بينغهامتون” الأمريكية: “استطعنا حل هذا السر بفضل الجمع بين أساليب علم الآثار والنمذجة الكمبيوترية”.
حضارة “مواي”
ومنع الاختفاء التام لحضارة “مواي” وناطقي لغتها علماء الآثار من حل أحد الأسرار الأكثر إثارة في تلك الجزيرة، وهو ظهور قبعات ضخمة أطلق عليها (بوكاو)، يبلغ وزن بعضها أطنانا على رؤوس بعض التماثيل.
غاية التعقيد
ولاحظ العلماء أن التماثيل والقبعات مصنوعة من مختلف الصخور البركانية الواقعة في مختلف أنحاء الجزيرة، وكان نقل مواد البناء إلى مكان الإنشاء والجمع بين التمثال وقبعته أمراً في غاية التعقيد.
تحليل القطع الأثرية
وتوصل العلماء بعد تحليل القطع الأثرية وإعداد نماذج ثلاثية الأبعاد للتماثيل والقبعات إلى أن التماثيل كانت في بادئ الأمر موضوعة بشكل مائل بالنسبة لسطح الأرض، أي تحت زاوية معينة، الأمر الذي مكّن أهالي الجزيرة من رفع القبعات على رؤوسها بواسطة حبال (نظام خاص من الحبال والرافعات استعان به الأوروبيون لرفع السفن الغارقة) ومن ثم قاموا بنصبها بشكل معتدل.
“عصر الاستبداد”
أما تحريك التماثيل من مكان صناعتها إلى موقع نصبها فكان يتم ببطء عن طريق تحريكها حول محورها لتتقدم إلى الأمام. ويدل كل ذلك على أن إنجاز المشاريع الضخمة في “عصر الاستبداد” لا يتطلب امتلاك جيش من العبيد، كما هو الحال في مصر القديمة، بل يتطلب ذكاء وحيلة ومعرفة قوانين الفيزياء.
جزيرة الفصح
وتعد جزيرة الفصح من الأماكن الأثرية الأكثر غموضا في العالم، حيث خلفت حضارة بولينيزيا العريقة التي بلغ عمرها 2000 عام آثاراً عديدة على شكل تماثيل عملاقة أطلق عليها “مواي”، كانت تمثل حسب العلماء أسلاف أهالي الجزيرة. واختفت تلك الحضارة عمليا من وجه الأرض قبل وصول الأوروبيين إلى الجزيرة. ويرى العلماء أن سبب ذلك يكمن في استنفاد موارد الجزيرة نتيجة القضاء على الغابات والحروب بين مختلف القبائل.