بعد تحرير كريم من يد المجرمين، مدير مركز “امان” المركز العربي للمجتمع الامن، ومدير وحدة المحامين العرب في البلاد، المحامي رضا جابر، يقول بأن أن الفلات من العقاب وموضعت الموضوع إعلاميا يعني جائزة وتعميق الاجرام في مجتمعنا.
ضج المجتمع العربي أخيرا، بالغضب العارم والأسف الشديد لما آل اليه مجتمعنا العربي في الداخل الفلسطيني، من الفساد والعنف والجريمة، في أعقاب عملية إختطاف الطفل كريم جمهور من مدينة قلنسوة، معتبرا أن كريم إبن المجتمع العربي قاطبة، وأن هذه سابقة خطيرة في تنامي ظواهر العنف، صورة تضاف إلى صور العنف، من جرائم اطلاق نار واعتداء جسدي او على الممتلكات العامة، إضافة الى احراق المؤسسات والمركبات، وغيره .
وفي هذا السياق كتب مدير مركز “امان” المركز العربي للمجتمع الامن، ومدير وحدة المحامين العرب في البلاد، المحامي رضا جابر ابن مدينة الطيبة، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” أكثر من منشورا، تطرق فيها إلى أكثر محور في قضية الاختطاف.
علينا ان نترجم ما نقوله الى عمل وأما السقوط
وقال جابر في مستهل منشوراته “إما علينا ان نترجم ما نقوله الى عمل وثورة تكسر روتين الشجب والندب، وأما السقوط الى القاع، اشعر بخجل وبمسؤولية كبيرة وقلق الى درجة الخوف، بأننا، رغم نشاط لسنوات، لم ننجح، الا قليلا، بترجمة الشعارات والكلام المجتر، الى فعل حقيقي. ونحن، كلنا، كثيرو الكلام قليلو الفعل”.
الان لحظة محو كلمة “يجب”
ونوه إلى أن فشل العمل والتنظيم وخلق محركات للتغيير هو عنوان يجب الوقوف عنده بصراحة ومكاشفة عميقة. الان مرحلة تنفيذ المشاريع والمقترحات. الان لحظة محو كلمة “يجب” من قاموسنا وقاموس قيادينا ونشطائنا”.
ماذا بعد تحرير كريم من يد المجرمين
وأوضح جابر، بوجوب إستكمال التحقيق وانزال القصاص بالمجرمين، قائلا “إن هذا هو الان المطلب الشعبي والسياسي الجدي”.
وأشار إلى أن التراخي والتصفيق لطريقة التعامل مع الموضوع وخصوصا الأجهزة والجهات التي من تدخلت للعثور على كريم، كما روج في الاعلام، لا يقل خطورة عن عملية الخطف ذاتها.
وأكد أن الفلات من العقاب وموضعت الموضوع إعلاميا حتى هذا اللحظة، معناه جائزة وتعميق الاجرام في مجتمعنا.
نأخذ امورنا بأيدينا
وشدد بأن كسر القاعدة هذه هو اول الصحوة، بأن نأخذ امورنا بأيدينا.
وذكر بأن خطاب المجتمع القوي والواثق، رغم أنه صعب في ظروف التفكك والانفرادية والاتكال على الاخر القريب والبعيد. صعب في فترة انعدام الثقة بأنفسنا. صعب في فترة الهدوء المخجل للناس على خطف طفل في قلنسوة بدون ان يهزوا اركان بلداتنا. صعب في زمن البلادة. ولكنها الطريق الوحيدة.
علينا تنظيم مجتمعنا
وأكد بأن علينا تنظيم مجتمعنا من الشارع والحي، خليات نحل من الشباب تريد ان تقود مجتمعها تبدأ بتنظيم انفسها من هذه الشوارع والاحياء.
وقال :” هكذا نربي على الانتماء للبلد. ليس بخطاب بل بعمل”.
وقال جابر في حديث سابق لموقع “الطيبة نت”، إن أهم وسائل تقليل العنف وتجفيف منابعه وقطع دابره، هي التربية، ففي حالة استثمار التربية بطريقة صحيحة، يمكن ان نصل من خلالها الى نتائج ملموسة، لاسيما ان عددا من المختصين أكدوا على دور التربية في هذا المجال.
ويرى جابر أن السبيل الأقوى لدحر العنف وإضعافه هو التربية وتذويت الثقافة المضادة للعنف، ذلك ببناء خطة تربوية شاملة للمدارس وخطوات عملية لمكافحة العنف ، تبدأ من رياض الأطفال، الإبتدائية، الى الإعدادية ومن ثم الثانوية، تتبناها وزارة التربية والتعليم، والمؤسسات التربوية والمختصة.
وخلص جابر بأنه علينا أن نقفز عن فشل عمل الجهات المختصة واللجان المقامة من أجل مكافحة الجريمة والعنف، ونتحدث عن “سبل مكافحة الجريمة بدءا من المدرسة”، بوضع خطة جذرية، لإغلاق دائرة العنف، بدءا من المنزل والبيت والشارع، المدرسة والمسجد.
خطف كريم
ويشار إلى أن الطفل كريم جمهور، يبلغ من العمر 6 سنوات، اختطف من امام منزله في مدينة قلنسوة لأسباب غير معروفة حتى الأن.
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية، أربعة مشتبهين، في قضية الطفل كريم، ثلاثة أشخاص، في مدينة اللد، رابع من مدينة رام الله في الضفة الغربية، وقدمتهم للمحاكمة .
مددت المحكمة فترة اعتقال المشتبهين الأربعة وهم المقاول أحمد نقيب من اللد وهو المشتبه المركزي، وعلاء صح من اللد وصهيب أبو غانم من اللد، والمشتبه الرابع أسعد لولو من سكان مخيم شعفاط.
وعاد الطفل كريم جمهور، بعد أربعة أيام على اختطافه بينما كان يلعب مع قريبه امام منزله في مدينة قلنسوة، سالما معافى، ذلك بعد سلمه الخاطفون الى والده، عصر يوم الجمعة.
وتجمهر المئات من أهالي قلنسوة والمدن المحيطة بها في استقبال حافل للطفل كريم، حيث شهدت مدينة قلنسوة احتفالات تعبيرا عن فرحتهم بمناسبة عودة الطفل كريم الى أحضان العائلة”.
ومن الجدير ذكره بأن العشرات من سكان مدينة الطيبة وقلنسوة خرجوا في مظاهرة، في يومين متتاليين، امام محطة شرطة الطيبة ” كدما ” مطالبين بتكثيف البحث على الطفل كريم جمهور.
وكانت عائلة الطفل كريم، قد تسلمته في مركز للشرطة في الرملة بعد أن كان مخطوفًا في مكان لا زال يثير جدلا، حيث تؤكد أجهزة الامن الإسرائيلية بأنه كان متواجدا في مخيم للاجئين قرب رام الله، فيما تنفي الأجهزة الأمنية الفلسطينية بأن الطفل كريم دخل الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية.
وعاد الطفل إلى منزله بعد أن خضع للفحوصات الطبيّة اللازمة للتأكد من سلامته.
وتسلم الطفل رئيس لجنة الصلح، كريم جاروشي، الذي أجرى في الأيام الأخيرة اتصالات مع الخاطفين، للإفراج عنه.