لقد طالعتنا الصحف والمواقع وشتى وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمقروءة ، أن القمر سوف يخسف الليلة الجمعة، خسوفا كليا بعد غروب الشمس بقليل .وقد شرح الفلكيون والحسابيون والمحللون أسباب الخسوف، وبينوا بدايته ونهايته .
وكون الخسوف آية تعرف بالحساب ، لا يمنع كونها تخويفا من الله جل وعلا، وأنها تحذير منه لعباده، حتى لا يعصوه، وأن يخشوه ويخافوه سبحانه وتعالى، فيستقيموا على أمره، ويدعوا ما حرم عليهم . ان الله تعالى هو الذي أجرى الآيات، وهو الذي رتب أسبابها ، وللمثال تطلع وتغيب الشمس والقمر والنجوم في أوقات معينة، وهي كلها آيات من آيات الله . مع العلم أنه قد يصيب وقد يغلط العالم والفلكي ،وذلك رغم كونه متقنا للحساب ، لأنه هذه الامور ليست من علم الغيب، فلها أسبابا معلومة، يعرفها أهل العلم والفلك، ويعرفون تنقل منازل الشمس والقمر ، ويعرفون ويحددون المنزلة التي فيها الخسوف والكسوف.
وربما تثار في النفس تساؤلات:
أ- إن خسوف القمر والشمس شيء طبيعي؛ لأن أصحاب المراصد الفلكية أخبروا عنه قبل وقوعه بعدة أيام، وحددوا قدره وبدايته ونهايته بكل دقة.
ب- إن الرسول ﷺ أخبرنا ، كما روى أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ : ( إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِمَا عِبَادَهُ ، وَإِنَّهُمَا لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَصَلُّوا وَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ ) رواة البخاري ومسلم ،
جـ- روى البخاري ومسلم ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ : خَسَفَتْ الشَّمْسُ فَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ فَزِعًا يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ ، فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى بِأَطْوَلِ قِيَامٍ وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ يَفْعَلُهُ ، وَقَالَ : ( هَذِهِ الْآيَاتُ الَّتِي يُرْسِلُ اللَّهُ لَا تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ وَلَكِنْ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ ؛ فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ ).
فالنبي ﷺ أخبرنا وحثنا أن نفزع ونرابط بالمساجد بالصلاة والذكر والدعاء والطاعة .كما وعلينا ألأكثار من التكبير والاستغفار والصدقة، كل هذا مشروع عند الكسوف.حتى يكشف الله ما بنا. وأخبر عليه الصلاة والسلام أنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس ولا لحياته، وإنما هما آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده، وختامه مسك على المسلم حمد وشكر الله تعالى على نعمه ،والإستقامة على دينه . اللهم احفظ المسلمين والمسلمات، ولا تغضب علينا بما فعل السفهاء منا، وقنا عذابك .! أخي المسلم ان أعجبك انشره واجرك وثوابك على الله تعالى .