ما بعد قانون القومية- استقالة النواب العرب بين المعارض والمؤيد وسبل التصدي
تعصف وكالات الأنباء العالمية والمحلية، بالاستنكارات من كل حدب وصوب، كذلك منصات مواقع التواصل الاجتماعي، تزخر بالغضب والشحب، في الأيام الأخيرة، في أعقاب سن قانون القومية، إضافة إلى انتقادات هنا وهناك لتراخي الجماهير العربية الداخل الفلسطيني، برد الفعل حيال المصادقة عليه، والمطالبة بإستقالة النواب العرب.
ومن اللافت للنظر بأن الكثير من المنشورات في مواقع التواصل الاجتماعي، عبر كاتبوها عن غضبهم، حيال درة فعل نواب القائمة المشتركة، ازاء هذا القانون، ويطالبون النواب العرب في الكنيست، بالإستقالة الفورية.
حول هذا لموضوع، استطلع موقع “الطيبة نت”، بعض الأراء، التي أكد أصحابها، بأنه بعد سن هذا القانون المجحف والعنصري، لم يعد للنواب العرب، أي إمكانية للتأثير الايجابي بكل ما يتعلق بعملية تشريع القوانين في حكومة إسرائيل، وأن عليهم بأن يعيدوا حساباتهم، في جدوى أو عدم جدوى وجودهم في الكنيست الإسرائيلي، وأن عليهم تحسين أدائهم.
فيما طالب البعض، باستقالة النواب العرب من الكنيست التي أجهزت على كافة معايير الديمقراطية، وإن كانت ديمقراطية تجمل!، واعتبار أصحاب الأرض الأصليين مجرد رعايا.
المسعى الحق هو للتحرر وليس لتحسين ظروف العبودية!
نائب أمين سر حركة “كفاح” الوطنية، أيمن حاج يحيى، قال إن التباكي على ديمقراطية إسرائيل من البعض هو صدمة فشل من سعى لتحسين ظروف العبودية. وإن المسعى الحق هو للتحرر وليس لتحسين ظروف العبودية.
وأكد بأن القائمة المشتركة تصمت بانتظار مرور الموجة.
وأوضح بأن المشتركة تعمل على عامل الوقت ومرور موجة المطالبة الشعبية بالانسحاب من الكنيست حتى تعود لمزاولة نشاطها كالمعتاد والذي هو الا فعل. وأن حاليا، بعض أنصارها يحاولون امتصاص الغضب ضن ترويج ادعاء ان ما البديل وما هي الخطة المتكاملة للرد على ما حصل.
ماذا اعددتم كخطة بديلة في حال مر القانون؟
ووجه حاج يحيى، سؤالا هاما على حدي تعبيره، للمشتركة والمتابعة، بأن القانون مطروح منذ عام 2014، انتم منذ ذلك الحين حتى اليوم بمكاتبكم ومتفرغيكم وتمويلكم ماذا اعددتم كخطة بديلة في حال مر القانون؟
الاستقالة الجماعية تحتاج لجرأة وموقف وطني!
وأضاف، ببساطة، لا شيء، لأنه ليس لديكم ادنى نية للانسحاب من الكنيست مهما كانت الظروف والسبب الوحيد لعدم الانسحاب هو مادي بحت وعدا ذلك هو تسويغات فارغة، مؤكدا بأن الاستقالة الجماعية تحتاج لجرأة وموقف وطني!
وتابع :” الهزلي بالموضوع ان القيادة تلوم الشعب لماذا لم يعد خطة عمل بديلة عل مدار اربع سنوات !!!، هل ستصارح المشتركة ناخبيها بحقيقة انها كانت تعول على تفاهم مع الأحزاب الدينية اليهودية وان هذه الأحزاب بكل بساطة استخفت بهم، وصوتت مع القانون.
وختم قائلا:” حاليا ما الذي يمنع المشتركة والمتابعة، بحث أسلوب عمل بديل وخطة عمل!” .
الجماهير العربية بدائل عديدة لمواجهة قوانين وممارسات عنصرية
أكد مدير مركز مساواة – جعفر فرح، أن ما بعد سن قانون القومية، تملك الجماهير العربية بدائل عديدة لمواجهة قوانين وممارسات عنصرية علينا دراستها وعلى سبيل المثال الإعلان عن نية الجماهير العربية المطالبة في الحكم الذاتي السياسي والثقافي والديني مثل الكاتالان أو الباسك في اسبانيا أو العمل على الامتناع عن دفع الضرائب لتمويل الاحتلال والعنصرية. يجب ان لا نتنازل عن حقنا في التصويت والتمثيل السياسي. وجودنا البرلماني آلية نضالية مثل استخدام المحاكم أو التظاهر.
إحباط عام لدى الناس
ورأى فرح بأن رد فعل الجماهير العربية في الداخل هزيلة اقتصرت على الشجب على مواقع التواصل، نتيجة إحباط عام لدى الناس.
وأوضح بأنه علينا أن نعيد ثقة الناس بقوتها وقدراتها المهنية والنضالية. فالطبيبة والممرض العربي والطلاب والعمال لديهم قوة أخلاقية واقتصادية يمكن أن تتحول إلى قوة سياسية.
يجب أن لا نتنازل عن تمثيلنا السياسي
أما عن دور القائمة المشتركة والنواب العرب في الكنيست، قال :” يجب أن لا نتنازل عن تمثيلنا السياسي وهناك مكان لتحسين الأداء لدى بعض البرلمانيين العرب. السؤال الأهم أين اختفت الأحزاب والسلطات المحلية والجمعيات ورجال الدين.
ما الذي سيحدث بعد الاستقالة!
وحول سؤالنا بأن عددا كبير من الجماهير العربية في الداخل تطالب النواب العرب بالاستقالة، قال فرح : بادرنا لتنظيم مظاهرة يوم السبت الماضي في تل ابيب شارك فيها 5000 شخص غالبيتهم من اليهود. للأسف هناك تنظير فيسبوكي. فما الذي سيحدث بعد الاستقالة أو مقاطعة الانتخابات ؟ هل ستصبح إسرائيل افضل. بتمثيلنا السياسي نستطيع على الأقل أن تحتج ونصرخ وتتحرك ضد العنصرية وممارسات الاحتلال على اهل القدس والضفة وحصار غزة”.
وأشار فرح إلى أن هناك من همشنا ويعمق تهميشنا ويستنجد بالمحاكم الإسرائيلية التي تنفذ قوانين الكنيست. فنلاقي المحامي الذي يستخدم قوانين الكنيست يطالب بمقاطعة الكنيست التي أين القوانين.
وخلص بالقول ” نحن نحتاج إلى ابداع وعمل جماعي وتفكير وجراءة. إغلاق شارع 6 كما في أعقاب اغتيال المربي يعقوب أبو القيعان على سبيل المثال لا الحصر كانت فعالية موجعة علينا نقل المعركة من بيوتنا إلى بيوتهم ومكاتبهم.
قانون القومية لم يأت بجديد!
المحامي نضال عثمان مدير الائتلاف لمناهضة العنصرية، قال بأن قانون القومية لم يأت بجديد من حيث السياسات فكل ما يتضمنه القانون هو السياسة القائمة الممارسة ضدنا بشكل دائم منذ عشرات السنين، وممكن ان هذه احد أسباب الرد غير الكافي للجماهير العربية، الجديد بكل القانون بأن هذه الممارسات ضد الجماهير الغربية تحولت إلى قانون أساس يضفي الشرعية على الممارسات العنصرية وسيتيح تنفيذ هذه السياسات مستقبلا مع اضعاف إمكانية الاعتراض على هذه السياسات قضائيا.
وأوضح عثمان، بأن الرد الفلسطيني بالداخل بعد سن القانون يجب أن يكون ترتيب اوراقنا أكثر ووضع تصور استراتيجي يؤسس أكثر لدورنا في أحداث تغيير بالرأي العام في إسرائيل بشكل والعالم بشكل منظم لإحداث تغيير سياسي ولإنهاء الاحتلال كأحد أولوياتنا وانا لا افصل القومي عن اليومي لان كلها متعلقة ولذا ان نعرف كمجموعة أقلية في بلادنا ماذا نريد؟ وبشكل واضح وهذا هو الأساس وان ننهي الحالة التي فيها يغيب التصور الواحد لأغلبيتنا حول ماذا نريد في هذا الوطن؟ وماذا نريد من إسرائيل كـ “دولة” ؟ وماذا نريد في كل وطننا فلسطين؟
ردة الفعل الجماهيرية وسط الجمهور اليهودي الرافض للقانون كانت اقوى
وأكد عثمان بأن ردة الفعل الجماهيرية حيال القانون، ضعيفة وغير منظمة، ردة الفعل الجماهيرية وسط الجمهور اليهودي الرافض للقانون كانت اقوى وحتى عندما دعي لنشاط جماهيري تظاهري في تل أبيب كانت المشاركة العربية هزيلة وليست بحجم الحدث، لتقييم ردة فعل الجمهور، يجب أن يسأل ماذا يستطيع الجمهور ان يعمل؟، باعتقادي كان على القيادات والأحزاب السياسية والهيئات التمثيلية تنظيم الجمهور أكثر وهذا لم يحدث.
العمل البرلماني هو مساحة أخرى للنضال
وحول جدوى مواصلة القائمة المشتركة والنواب العرب عملهم البرلماني، قال عثمان ان العمل البرلماني هو مساحة أخرى للنضال وهو الية هامة، هناك مجموعة من الجمهور ومن دون علاقة بقانون القومية وسنه تهاجم بشكل دائم القائمة المشتركة وأعضاء الكنيست وخصوصا عند كل أزمة تطالبهم بالاستقالة، انا اعتقد ان القائمة المشتركة ورغم التقصير هنا وهناك إلا انها عملت الكثير وما زال أمامها الكثير، ونعم بقي ما تفعله بعد سن هذا القانون ان كان داخل في الكنيست لمنع تنفيذه والتقليل من اضراره وان كان بالساحة والمسار القضائي وان كان الجماهيري والدولي.
نحن نفتقر لاستراتيجية عمل
وقال أيضا:” علينا التوضيح لأنفسنا ماذا نريد؟، هناك العديد من الطروحات ومنها ما يطرحه العديد منا وبضمنها الاستقالة . نحن نفتقر لاستراتيجية عمل وطبعا نفتقر لاتفاق حول ماذا نريد؟ من يطالب باستقالة النواب حقه ولكن النضال بردات فعل من البطن وان كان يشفي الغليل فهو مضر ولا يفيد. ان كانت المقاطعة السياسية مطلب والية فعليها أن تتحول وتكون ضمن استراتيجية عمل متفق عليها وليست ردات فعل غاضبة حتى وان كنت افهمها”.
السلام العادل لن يكون الا بإنهاء الاحتلال
وختم بالقول:” علينا التأكيد اننا مستمرون في نضالنا، هكذا كان قبل قانون القومية وهكذا سيكون بعده. عندما ترفض الدولة ان تكون دولة كل مواطنيها، هذا يجب أن لا يثنينا أبناء وبنات هذا الوطن من الاستمرار بنشاطنا لتغيير هذا الواقع الأعوج. طبعا إنهاء الاحتلال من اولوياتنا ولذا سنستمر في نضالنا من أجل السلام العادل الذي لن يكون الا بإنهاء الاحتلال”.
الأسير المحرر بدر سميح عبد الرازق، الدارس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أرجع ردة فعل الشارع هزيلة جدا، إلى الامر الواقع للحالة الفلسطينية في الداخل.
الرد الممكن والمؤثر غير الشجب هو التدقيق على المحافل الدولية
وشدد على أن الرد الممكن والمؤثر غير الشجب هو التدقيق على المحافل الدولية لتخرج الاحتلال من اكذوبة الديمقراطية وخصوصا الاتحاد الأوروبي.
القانون لم يغير شيئا!
وأضاف عبد الرازق، حسب رايي القانون لم يغير شيئا، من الواقع لان بنوده مطبقة على ارض الواقع غير انها ستصبح من اليوم فصاعدا بشكل قانوني، لذلك هي اقرب ما يكون للابرتهايد.
وذكر بأن الواقع يتجه نحو التدهور رويدا رويدا “الدولة” تتجه الى النظام الشمولي مع المواطنين، اكثر من أي وقت مضى.
وجودهم يعطي صبغة ديموقراطية كاذبة امام العالم
أما بالنسبة للأعضاء العرب، فقال:” استقالتهم من البرلمان الاحتلالي هي اكبر وسيلة ضغط على المؤسسة والنظام لان وجودهم يعطي صبغة ديموقراطية كاذبة امام العالم وتكون حجة دائمة للغرب بالتغني للديموقراطية الإسرائيلية”.
وأشار إلى أن الكل لاحظ الاحتجاج على النائب الأمريكي في الكنيست، وماذا كان رد فعله حيث قال لولى الديمقراطية لما كنتم ولا احتججتم هنا .
والحظ عبد الرازق، بأن هذه الحادثة كانت بمثابة هدية لإسرائيل لزعمها وتغنيها بالديمقراطية.
لم يقدموا ولن يقدموا أي شيء لتغيير الواقع السياسي!
وقال أيضا:” بالنسبة لي فإن عدم وجود النواب العرب في الكنيست، من الأساس كان افضل لانهم لم يقدموا ولن يقدموا أي شيء لتغيير الواقع السياسي في “الدولة”، اما عملهم فكان يقتصر على مواضيع اجتماعية فقط، لذلك ليس لانهم لا يريدون بل لانهم لا يستطيعون بسبب انجرار المجتمع اليهودي واعوانه الى التطرف الدائم وتهمش الفلسطينيين في الداخل”.