مرحله المراهقة لها أصول وقواعد
إذا كانت مرحله المراهقة تعتبر من أصعب المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان في حياته ولاسيما إذا كان هناك فارق كبير في مستوي التفكير والثقافة والتنشئة الاجتماعية بين الوالدين والأبناء فأن معامله الآباء والامهات للأبناء خلال مرحله المراهقة لها قواعد وأصول تربوية يجب اتباعها حتي تمر هذه المرحلة بسلام وذلك لتجنب حدوث ايه مشكلات سلوكيه قد يواجهها الابناء ومنها صعوبة التعامل مع الجنس الأخر خلال الدراسة الجامعية أو في مجال العمل بعد التخرج أو عدم القدرة علي تحمل المسئولية عند الزواج.
فضلا عن أنه قد ثبت أن بعض الأشخاص الذين لم يعيشوا سن المراهقة بعد مرحلة الطفولة غالبا ما تظهر عليهم علامات المراهقة عند الكبر حين تجاوزهم لسن الخمسين من الجنسين وهو ما يطلق عليه المراهقة المتأخرة وقد يترتب علي ذلك مواجهتهم لعديد من المشكلات في حياتهم الخاصة. هذا ما اكده د. سيد حسن السيد الخبير الدولي للإتيكيت وآداب السلوك بوسائل الإعلام والمحاضر بالمراكز التدريبية المتخصصة في علم الاتيكيت وآداب السلوك المتحضر .ولتوضيح كيفيه معامله الأبناء المراهقين يقدم هذا الاسبوع د. سيد حسن للآباء والامهات النصائح والارشادات التالية:-
1 – هناك أربعة مراحل عمرية يمر بها الإنسان في حياته وهي مرحلة الطفولة ثم المراهقة ثم الرشد ثم الشيخوخة ولكل مرحله خصائص ومتطلبات واسلوب مختلف في التعامل معها عن الاخري.كما أن سلوك الإنسان خلال تلك المراحل يتأثر بعوامل نفسية واجتماعية وبيئية لذا فأن هناك أمر بالغ الأهمية لا يجب اغفاله أو تجاهله وهو كيف يجب أن يتعامل الوالدين مع الابناء بدءا من مرحله الطفولة ثم مرحله المراهقة وحتي بلوغهم سن الرشد علي وجه التحديد فبخصوص كيفيه التعامل ورد أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه ) قال : [لاعبوهم سبعا وادبوهم سبعا وصاحبوهم سبعا ثم اتركوا لهم الحبل علي الغارب] هذا وقد أكدت دراسات علم النفس صحه ما ذكر – حيث أن الطفل ما دون السابعة من عمره ليست لديه القدرة علي التمييز بين الصواب والخطأ وبين الحق والباطل لذا فهو يحتاج إلى المزيد من الحب والحنان والتقبل والملاطفة واللعب معه حتي يزداد تعلقا بوالديه فيسهل عليهما ارشاده وتوعيته وعند بلوغ الطفل السابعة من عمره وهو سن التمييز وحتي بلوغه الرابعة عشر يتكون لديه الضمير الاخلاقي لذا يجب علي الوالدين غرس القيم والمبادئ الأخلاقية في نفوس الابناء وهو ما يطلق عليه التأديب مع تعريفهم بتعاليم الدين حتي ينضبط سلوكهم ثم بعد ذلك يمر الابناء بمرحله المراهقة التي تبدأ من سن الرابعة عشر أو البلوغ وحتي سن الواحد. وعشرون وفي تلك المرحلة يجب معامله الابناء كأصدقاء علي أن يتم التواصل معهم من خلال الحوار الهادئ الخالي من أسلوب النهي والأمر حيث أن المراهق لا يتقبل فرض السيطرة عليه ويرفض اجباره علي فعل شيء هو غير مقتنع به لأنه دائما يرغب في اثبات ذاته والتعبير عن أراءه الشخصية بحريه دون تدخلا من الآخرين ولكنه يحتاج لمن يصادقه ويشعر بما في داخله من احاسيس كي يبوح له بأسراره وما يعانيه من مشكلات – ومن سمات تلك المرحلة الاندفاع وعدم النضوج العاطفي وحب الظهور لذا فأن مصادقه الوالدين للأبناء تمكنهم من معرفه ما لديهم من مفاهيم قد تكون خاطئة أو مغلوطه مع محاولة تصحيحها لمنع تعرضهم لكثير من المشكلات ثم بعد انتهاء مرحله المراهقة ببلوغ الأبناء الواحد وعشرون عاما أي سن الرشد يكون قد اكتمل للأبناء النضوج العقلي والعاطفي مع قدرتهم علي الاعتماد علي النفس وتحمل المسئولية لذا فأنهم في هذه المرحلة ليسوا في حاجه لمن يقرر مصيرهم ويتدخل في شئونهم ولكن إذا احتكم الأمر فهم بحاجه فقط لمن يشاوروه عند حل مشاكلهم . ومن هنا يتضح أهمية ما ذكره امير المؤمنين عمر بن الخطاب بشأن معامله الوالدين للأبناء خلال تنشئتهم الاجتماعية .
2- يجب علي الوالدين ضرورة اتباع آداب الحوار مع الابناء فكم من آباء يجهلون ذلك ثم نجدهم سرعان ما يتضررون من تمرد الابناء المراهقين مع عدم استجابتهم للنصح والارشاد والسبب في ذلك أن أسلوب التحاور مع الطفل يختلف تماما عن الحوار مع المراهق حيث أن الطفل يتقبل النصح بسهوله أما المراهق يجب أن يقتنع أولا حتي يستجيب لهذا النصح كما أن المراهق في ظل ما يحدث من متغيرات عصريه قد يكتسب صفات لم يكتسبها الوالدين حينما كانوا في مرحلته العمرية فضلا عن أن اختلاف الأجيال يصاحبه اختلاف في الاهتمامات والمفاهيم والأفكار ومن هنا يحدث التصادم بين الآباء والأبناء ولاسيما المراهقين. من آداب الحوار مع المراهق التحدث معه بموضوعيه دون مقدمات حتي لا يمل من حوار الوالدين ولا يجب التعصب للراي لذا يجب إعطاء الفرصة للأبناء التعبير عن أراءهم بشجاعة وذلك يعتبر أفضل وسيله لإقناع الأبناء كما يجب مراعاه استخدام الالفاظ المهذبة دون تهكم أو سخرية لمنع التسبب في جرح مشاعرهم وأحاسيسهم .ولا داعي لتكرار عباره(لما كنا في سنكم ) لأن السلوك يتغير بتغير المكان والزمان واختلاف التنشئة البيئية والاجتماعية – إذا كانت القيم والمبادئ الأخلاقية النابعة من تعاليم الدين لمن الثوابت التي لا يجب أن تتغير مهما اختلفت الاجيال فأن أسلوب التعامل مع الابناء يجب أن يتغير كما أن الكلمات الفظة وغلطة القلوب تجعل الأبناء ينفضون من حول الآباء والأمهات فلا يستجيبون لنصائحهم وتوجيهاتهم ويفضلون لغة الصمت عن لغه الحوار وتلك هي المشكلة التي تؤدي إلى انعدام التواصل بين الآباء والابناء .وأصبح ذلك من الظواهر الاجتماعية الخاطئة المتفشية الآن في المجتمع
3 – من المشكلات التي يواجهها بعض آباء وأمهات المراهقين أنهم يعتبرون رغبات الأبناء امتدادا لرغباتهم سواءا في اختيار الكليات التي يجب التحاقهم بها والهوايات التي يقومون بممارستها وكذلك اختيار من يصادقونه وذلك يعتبر نوع من التعدي علي حريه الأبناء الشخصية. وعدم احترام رغباتهم حيث أن قدرات وميول واتجاهات واهتمامات الأبناء قد تكون مختلفة تماما عن الاباء وتجاهل ذلك غالبا ما قد يؤدي إلى نتائج عكسية منها فشل الابناء في الدراسة أو ميلهم إلى العزلة أو عدم قدرتهم علي تنميه مواهبهم ومهاراتهم. ومن المشكلات الأخرى التي يواجهها آباء وأمهات المراهقين عدم التزام الابناء بالقيام معهم بأداء المجاملات التي يجب أن تتم في المناسبات الخاصة بالأقارب والأصدقاء وذلك غالبا ما يحدث نتيجة عدم تعويد الابناء علي ذلك منذ الصغر كما يجب علي الوالدين أن يتفهمون جيدا أن الأبناء المراهقون يفضلون زيارة ومجالسة من هم في مستوي أعمارهم وليس كبار السن لذا لا داعي للإلحاح عليهم في مثل هذه الأحوال حتي لا يظهرون تضررهم أمام من يتم مجاملته فيتسببون في احراج الوالدين ومن المشكلات الأخرى التي يواجهها بعض الآباء والأمهات عند التحاق ابناؤهم بالمرحلة الجامعية ولاسيما إذا كان تعليمهم في مدارس غير مختلطة فانهم يجدون صعوبة في التعامل مع الجنس الآخر في الكليات إلى جانب ما يواجهونه من اختلاف نتيجة الانتقال إلى المرحلة الجامعيه.لذلك يجب علي الوالدين محاوله تأهيل الابناء بتوعيتهم بأن علاقه الزمالة بين الطالب والطالبة في الجامعة يجب أن يسودها نوع من الاحترام المتبادل كما أن قاعات المحاضرات والحرم الجامعي له قدسيته من حيث احترام مواعيد الحضور وارتداء الملابس المناسبة التي تليق بمكان تلقي العلم كما ان المزاح بين الطلاب لا يجب أن يتعدى حدود اللياقة مع ضرورة الالتزام باستخدام الالفاظ المهذبة والامتناع تماما عن التفوه بأية عبارات خارجه أو مخدشه للحياء كما يجب علي الابناء ضرورة مصارحة الآباء والأمهات بأية تجاوزات قد تحدث من زملاؤهم أثناء التعامل معهم حتي يتم نصحهم بكيفيه التصرف في مثل هذه الأحوال
4 – كم من آباء وأمهات ينتقدون تصرفات ابناؤهم المراهقون وكذلك مظهرهم الذي قد يبدوا غريبا أو شاذا وليعلم الاباء ان الابناء في هذه المرحلة العمرية يقلدون التقليد الأعمى للغير سواءا في التصرفات او ارتداء الملابس أو تسريحه الشعر لذلك يجب علي الوالدين التصرف بحكمه دون تعنيف مع محاولة لفت نظر الابناء بأن التقليد الأعمى للغير دون تفكير وتعقل لهو دليل ضعف الشخصية فليس كل ما يتم تقليده يترك انطباعا جيدا ويصلح تقليده بل قد يسيئ للشخص ومن الأمور البالغة الأهمية التي يجب أن يتفهمها الوالدين أن الأبناء المراهقين ليس لديهم نضوج عاطفي ويتسمون بالاندفاع عند التعبير عن مشاعرهم العاطفية عند تكوين صدقات مع الجنس الاخر والتي لا يجب أن تتجاوز حدود مشاعر الصداقة حيث ثبت أن معظم العلاقات العاطفية التي تتم في هذه المرحلة سرعان ما تنتهي وقد يترتب عليها العديد من المشكلات التي يواجهها الكثير من الابناء واباؤهم لذلك فإن طبيعة تلك المرحلة تتطلب من الوالدين المزيد من التفهم والصبر والتصرف بكياسه ومعالجه الأمور بحكمه مع منح الابناء نوع من الاهتمام لملء ما لديهم من فراغ عاطفي بمصاحبتهم بصفة مستمرة للترويح عن النفس في العطلات الأسبوعية والاجازات مع استمرار التواصل معهم كما يجب متابعه أحوالهم بأسلوب غير مباشر حتي لا يشعرون بأنهم خاضعون للرقابة عليهم من قبل الوالدين كما يجب الانصات إليهم بأذان صاغيه وقسمات وجه عطوفه حتي يتم تشجيعهم بالبوح بأسرارهم دون اي تحفظات وفي حاله مواجهتهم لأية مشكلات يجب دعمهم ومساعدتهم لإيجاد الحلول لها حتي يتم تعويدهم علي الاعتماد علي النفس وتحمل المسئولية.