روشتة تجنبك الغرق فى عرق الصيف
مع حرارة الصيف الشديدة وزيادة إفراز العرق يزداد اللجوء لمنتجات إزالة العرق، طبيعية أو صناعية، وهو ما قد يعنى أحيانا مع سوء الاستخدام أو عدم الوعى حدوث كثير من المشاكل فى البشرة لكل أفراد الأسرة، سواء من الأطفال للشباب والرجال والنساء. وتظل إشكالية التعامل مع مواد صناعية أو اللجوء إلى وصفات طبيعيه مجالا كبيرا للتجربة مثل استخدام الشبه أو الليمون وغيرها، خاصة أن هناك أشخاصا شديدى التعرق لأسباب مرضية أو لطبيعة الجسم.. هنا مجموعة من النصائح يقدمها لك الأطباء لكى تتجنبى هذه المشاكل أنت وأسرتك.
نبدأ بالدكتور حسن الفكهانى، أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة المنيا، الذى يقول: أبرز إشكاليات العرق والحرارة فى الصيف تتعرض لها فئة هى الأكثر معاناة وهم الأطفال، وذلك للحرص الزائد عليهم من قبل الأسرة، فمع الجو الحار أو الخوف عليهم من التكييف أو تأثير المروحة يظل الطفل نائما لعدة ساعات قد تصل إلى ثلث اليوم غارقا فى عرقه فى جو حار وملابس ليست قطنية أو ثقيلة، فيؤدى ذلك إلى إثارة الغدد العرقية للبشرة، ويصاب الجلد بما يسمى «حمو النيل» وهو التهاب شديد فى الغدد العرقية وتسد مسام هذه الغدد، وتظن الأم خطأ أن الشيء السوى هو أن يستحم الطفل بماء دافئ، وهذا طبعا خطأ، والصواب هو استخدام الماء البارد أو الفاتر، وللأسف لا تدرك الأم أن إغفال حمو النيل يؤدى إلى التهاب بكتيرى أو «خراريج» و»دمامل»، ولتلافى هذا الأمر يجب الحرص على ارتداء الطفل ملابس قطنية وأن يكون فى مكان رطب أى أن يكون هناك مصدر جيد ومتجدد للهواء إضافة إلى الاستحمام بالماء البارد.
مشكلات نسائية
أما المشكلة عند النساء فى الصيف فتكمن فى منطقة أسفل الثدى مع الحرارة والاحتكاك أو ارتداء ملابس من مواد صناعية، فتتعرض هذه الأماكن لالتهاب فطرى أو بكتيرى نتيجة زيادة نسبة العرق، لذا يجب الحرص على أن تكون هذه المنطقه جافة باستمرار وارتداء ملابس قطنية والإسراع بعلاج أى التهاب إذا حدث باستخدام مضادات للفطريات. كما أن الرجال والنساء على حد السواء قد يتعرضون فى المناطق التناسلية لالتهابات فطرية، ولذا ينصح بالنظافة والاستحمام مع ضرورة تجفيف هذه المناطق، وينبغى عدم المغالاة فى استخدام منتجات بها نسبة كورتيزون أو مراهم مضادة للالتهاب، لأنها تؤدى إلى ظهور تجاعيد وعلامات تمدد بالجلد، كما يحدث للنساء عند الحمل أو ما يظهر على هيئة ضمور بالجلد، وعدم استخدام أى مواد كهذه دون استشارة الطبيب، لأن هناك نسبا محددة من الكورتيزون ينبغى عدم تجاوزها ويتوقف استخدامها على سن المريض ودرجة الالتهاب.
ويضيف الفكهانى أن أكثر السلوكيات الضارة للبشرة فى الصيف عدم استخدام كريمات واقية من الشمس واللجوء إلى كريمات وتركيبات تفتيح البشرة، والتى بها نسبة من الكورتيزون، وكذلك مواد تقشير للبشرة تؤدى إلى أن يتحول لون البشرة إلى اللون الداكن بدرجة كبيرة كما تؤدى إلى تليف بالجلد. أما من يعانى من وجود حب الشباب فيجب ألا يستخدم الكريم الواقى من الشمس، وأن يستعمل بدلاً منه السائل الواقى من الشمس.. اذاً المشكلة فى الاختيار السليم لما يصلح لنوعية البشرة من منتجات والحرص على استخدام ما لا يسد مسام البشرة. كما أنه مع التعرق الشديد يكون اللجوء للحقن بالبوتوكس أو بعض الوسائل الأخرى تبعا للحالة، مثل اللجوء إلى الكهرباء عبر جهاز يصدر شحنات كهربائية بسيطه لليد والقدم.
لا توابل ولا سكريات
بينما يقول د.محمد شلبي، استشارى الأمراض الجلدية: إن التعرق الشديد إشكالية لبعض الأشخاص، أو بالأدق المرضي، وهنا يلجأون للطبيب المختص ويكون العلاج عادة إما عن طريق الحقن بالبوتوكس وتكون لمدة 6 أشهر إلى عام، أو التعامل الجراحى فى المناطق التى يعانى منها المريض، أو بعلاجات موضعية تعتمد على كلورايد الأمونيوم أو المعروفة شعبيا باسم «الشبة» وهى العنصر الرئيسى المكون لمزيلات العرق، وهى مراهم وكريمات وأقراص. مشيراً إلى أن استخدام مزيلات العرق أمر شائع وطبيعي، وينبغى أن يكون تبعا لنوع البشرة، وهناك من يلجأ إلى العناصر أو الوصفات الطبيعية، مثل الشبة المطحونة أو الصلبة، وهى ليست ضارة فى حد ذاتها لأنها ماده تمتص الماء، إلا أن البعض قد يضيف لها مواد أخرى قد لا تكون مناسبة لنوعية البشرة، وهذه هى المشكلة، لأن هذه المادة رغم أنها ليست صناعية لا تتفق مع بعض نوعيات البشرة. وبصفة عامه أنصح فى هذه الأجواء شديدة الحرارة بتقليل تناول الملح أو الشطة أو الأكلات الحريفة التى تتميز بوجود بهارات كثيرة، وكذلك الكولا والقهوة والكافيين، أو السكريات الزائدة والتى تسهم فى زيادة إفراز العرق.
ويرى د.محمد السيد، استشارى الأمراض الجلدية، أن العرق ظاهرة طبيعية للجسم، فكل إنسان يفرز العرق عندما تثار الغدد العرقيه نتيجة إشارة من العصب السمبثاوى عندما يبذل الإنسان مجهودا أو يتناول أكلات حريفة أو تزداد حرارة الجو، إلا أن العرق فى بعض الأحيان يحمل سمة مرضية، إما كعرض لأحد الأمراض وأن يشعر الشخص بتعرق زائد بطبيعته، وهنا يكون العلاج إما دوائيا تبعا للتشخيص الطبى أو بالحقن بالبوتوكس فى جلسة واحدة فى عيادة طبيب الجلدية وباستخدام مخدر موضعي، ويثمر نتائج إيجابية من 6 شهور إلى سنة، ويتم الحقن فى المناطق التى يشكو منها المريض التعرق الزائد ويتم الحقن فى مدة لا تزيد على ربع ساعة. ويضيف د.السيد: علينا أن ندرك أن هناك سوء استخدام بدون وعى أو بقصد للمنتجات الصناعية أو الطبيعية غير الملائمة للبشرة، وهذا ما يؤذيها ويسبب الحساسية والالتهاب، وهنا تحتاج لعلاج، وقد يؤدى هذا الإمر إلى تغير لون الجلد إلى اللون الغامق وإلى التهاب فطرى أو بكتيرى يحتاج إلى العلاج أيضاً. وبالنسبة إلى مزيلات العرق، هناك من لا يراعى أهمية نظافة المكان أو إزالة الشعر، أو المغالاة فى كمية المزيل، أو أن يكون المزيل نفسه محتوياً على الكحول بنسبة زائدة، وبالتالى يسفر عن حساسية للجلد، وساعتها ينبغى أن يتوقف عن استعماله فورا، وزيارة الطبيب ليعالج الحساسية أو الالتهاب قبل تفاقم الأمر.